«قبلات وأحضان» بين قادة مؤسستين على هامش معرض الكتاب، عاشا في «حرب باردة» خلال الفترة الماضية، هما الأزهر الشريف من ناحية ووزارة الأوقاف من ناحية أخرى، أوضحتها العديد من الأحداث على مدار 4 أعوام مضت، وبالتحديد بعد إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي لمبادرة تجديد الخطاب الديني.
خلافات قوية تفاجئ بها الجميع فابن الأمس أصبح بين ليلة وضحاها خصم اليوم، وزير الأوقاف الذي كان عضوًا بالمكتب الفني لشيخ الأزهر لشئون الدعوة والإعلام الديني، أصبح ينسب إليه اختلاف في وجهات النظر مع مشيخة الأزهر، وأول محطات الخلاف بين الإمام والوزير بدأت في فبراير 2015، بعد إقالته من المكتب الفني لشيخ الأزهر وإسناد رئاسة المكتب لوكيله الدكتور عباس شومان، ليرد الوزير بعزل «شومان» من رئاسة مجلس إدارة مسجد الحسين.
وتمضي الأيام وتستمر الخلافات بين الطرفين إلى أن وصلت ذروتها، وذلك في الاجتماعات التي عقدها الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد بصفته رئيس المجلس الوطنى للإعلام، مع شيخ الأزهر، ومفتى الجمهورية، ووزير الأوقاف لإعداد قائمة موحدة لتحديد من لهم الحق في الظهور على الفضائيات، وذلك بعد تجديد دعوة الرئيس بتجديد الخطاب الديني، ففي هذا الوقت خرجت قائمة من الأزهر والإفتاء عرفت باسم قائمة الـ50 اقتصرت على 50 شخصية من الأزهر ودار الإفتاء ومجمع البحوث، وخلت حينها من أي اسم من قيادات الأوقاف، ليرد مختار جمعة بقائمة الـ 136 والتي أعلن أنه اتفق مع المجلس الأعلى للإعلام عليها من أئمة الأوقاف، ومن تجاهلتهم قائمة الأزهر للحديث في أمور الدين على القنوات الفضائية.
الأمر لم ينتهي، فقد وصل الخلاف بين المؤسستين إلى تدشين أكاديميتين لتدريب الدعاة والوعاظ في أسبوع واحد، وذلك بعد أن فشل الطرفان في الاتفاق على وضع آلية عمل تجمع الطرفان تحت مظلة أكاديمية واحدة لتدريب الدعاة.
وقال مصدر مطلع على الخلافات لـ«أهل مصر» فضل عدم ذكر اسمه، إن ثمة خلاف نشب بين الأزهر والأوقاف حول وضع آليات الرقابة والإشراف على مهام عمل أكاديمية تدريب الدعاة والوعاظ، مشيرًا إلى أن الأزهر وضع ضمن شروطه الحق في الإشراف الكامل على منظومة عمل الأكاديمية، وهو ما قوبل بالرفض من الأوقاف وجعلها تقوم بتدشين أكاديمية بعيدًا عن الأزهر .
العديد من الأحداث كشفت عن وجود خلاف بين المؤسستين الدينيتين الأمر الذي يحاول الطرفين نفيه عن وسائل الإعلام في كل محفل أو ملتقى، ففي احتفلات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 50 يزور الدكتور محمد مختار جمعة جناح الأزهر بالمعرض ويصطحبه خلال الجولة الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ممسكًا بيد ويؤكد لوسائل الإعلام على وجود تناغم وتكامل بين مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف.
من جهته قال الشيخ جابر طايع وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني، إن الوزارة ومجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء يعملون جميعًا تحت مظلة الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، نافيا ما يتردد من أفواه «من يريدون أن يشوهوا الخريطة في مصر» على حسب قوله بأنه يوجد خلاف بين المؤسسات الدينية بعضها البعض.
وأضاف «طايع» في تصريحات تصريحات خاصة لـ «أهل مصر» أن جميع المؤسسات الدينية تعمل على قدم وساق لتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي حول تجديد الخطاب الديني، لافتًا إلى أن ما تم إفساده على مدار أعوام لا يمكن أن يتم إصلاحه في يوم وليلة، مشيرًا إلى أن المؤسسات تكثف جهودها لتنفيذ المهمة ولعل آخر ما قامت به وزارة الأوقاف هو إنشاء أكاديمية تدريب الدعاة والوعاظ بمدينة السادس من أكتوبر.
نقلا عن العدد الورقي.