قاتل مجهول ومأساة لا تنسى.. حكاية غرق "عبارة السلام 98" في ذكراها الـ13

كتب : منى حسن

وسط ظلام حالك يتخلل سكونه أصوات تلاطم الأمواج، في فجر يوم 2 فبراير 2006، استيقظ ركاب "عبارة السلام 98"، أثناء رحلتهم من ميناء "ضبا السعودى"، إلى ميناء سفاجا البحرى، على عبارة "المركب بتغرق"، لتتعالى الصرخات بعد ذلك ولكن هذه المرة بنطق الشهادتين.

وفي هذا الوقت نشب حريقًا في غرفة محرك السفينة، وهبت رياح عاتية زادت النار اشتعالاً حتى امتدت داخل السفينة، وكانت مضخات تنشيف السفينة والتي تقوم بسحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل، وباءت محاولات طاقم السفينة في إخماد النيران بالفشل،مما أدى إلى اختلال توازن السفينة بسبب تجمع مياه المكافحة على جنب واحد، مما أدى إلى انقلابها ومن ثم غرقها.

13 عامًا مرت على أكبر كارثة بحرية شهدتها مصر في تاريخها، وهي غرق "العبارة السلام 98″ فى مياه البحر الأحمر، استمر خلالها أكثر من 1400 شخص على متنها، يصارعون الموت في المياه، لينجو منهم نحو 388 شخص فقط من موت مركد.

وفي 7 فبراير 2006 ظهرت جثث طافية على سطح مياه البحر الأحمر، بعدما فقدت فرق الإنقاذ الأمل في العثور على ناجين من كارثة العبارة، بعد خمسة أيام من غرقها فى مياه البحر الاحمر، لتخلف بذلك حوالي ألف قتيل أو مفقود.

روايات عدة حكاها الناجون من تلك الكارثة، ولكن ما أجمعوا عليه هو أن قبطان السفينة والطاقم، كانوا أول الفارين، في قارب إنقاذ وترك الركاب يواجهون مصيرهم.

وبعد العثور على الصندوق الأسود، تمكنت فرق البحث والإنقاذ من الإستماع إلى حديث طاقم السفينة، قبل غرق السفينة بلحظات قليلة/ والتي أوضحت حيرة القبطان ومساعدة في إنقاذ السفينة من الغرق، وتبين أن السفينة كانت تميل إلى اليمين وأن القبطان كان يأمر الركاب بالإتجاة لليسار في محاولة، لإعادة الإتزان للعبارة وتبين أيضًا أن العبارة كانت تميل 20 درجة ثم زاد الميل إلى 25 درجة وهو مؤشر خطر، مما جعل المساعد يتأكد أن العبارة في طريقها إلي الغرق.

من جهتها قالت السلطات المصرية إنها لم يصلها خبر وجود مشكلة بالعبارة (من الشركة المالكة) إلا بعد 6 ساعات من استغاثة العبارة.

وتوالت الأحداث بعد ذلك، وتم تداول القضية على مدى 21 جلسة على مدار عامين، استمعت خلالها المحكمة لمسئولين هندسيين وبرلمانيين وقيادات في هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة النقل البحري، وتم الحكم في قضية العبارة في يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، في جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط، تم تبرئة جميع المتهمين وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل مالك العبارة، ونجله عمرو الهاربان بلندن وثلاثة آخرون.

بينما عاقبت المحكمة صلاح جمعة ربان باخرة أخرى "سانت كاترين"، وقضى الحكم بسجنه لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ ودفع غرامة بقيمة عشرة آلاف جنيه مصري (حوالي 1200 يورو) بتهمة عدم مساعدة "السلام 98" [2] وقد قام النائب العام بعمل استئناف للحكم وأُجّل إلى 3 سبتمبر.

ولا تزال الأسباب الحقيقية لغرق العبارة غامضة حتى الآن، وتاهت ما بين اتهامات بتقاعس المسؤولين فى ذلك الوقت عن عمليات الإنقاذ أو هروب المتهمين من تنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم، وسقوط هذه الأحكام بمضى المدة والتقادم، ليتم إغلاق ملف قضية غرق العبارة للأبد بعد سقوط التهمة عن مالكها ممدوح إسماعيل بمضى المدة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً