بعد أن تقطعت سبلهم في "إدلب".. عمال الإغاثة الأجانب يسعون إلى الاستفادة من "مشروع الوحدة"

عمال الإغاثة الأجانب

أنشأ عمال الإغاثة الأجانب، وغيرهم من المغتربين المدنيين، في محافظة إدلب السورية، التي تسيطر عليها المعارضة، شبكة جديدة لدعم أنفسهم في عملهم، وفي المعارك القانونية مع حكوماتهم.

وقال الصحفي الأمريكي بلال عبد الكريم، متحدثًا عن إطلاق "مشروع الوحدة"، الخميس، إن مشروع الوحدة يهدف إلى "تعزيز القطاع المدني" في إدلب، عن طريق جمع المغتربين الذين يقدمون المساعدات والخدمات الأخرى للاجئين والسوريين المحليين.

وأضاف عبد الكريم، الذي وصف نفسه بالمدير العام لمشروع الوحدة، في مؤتمر صحفي بث عبر سكايب: "هذه منظمة تهدف إلى جلب المغتربين الذين جاءوا إلى هنا لمساعدة الشعب السوري، وتوحيده تحت راية واحدة"، مضيفًا أن هناك الألاف من غير السوريين، الذين سافروا إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011، قائلًا: شعرت إن من واجبي أن آتي إلى هنا وأبلغ عن ذلك، مشيرًا إلى أن البعض جاء للقتال، وجاء بعضهم للقيام بأعمال الإغاثة، وبعضهم جاء للتدريس، وبعضهم جاءوا ليكونوا صحفيين.

وأكد أن عضوية مشروع الوحدة، يقتصر على الأفراد الذين ظلوا مستقلين عن المجموعات الأخرى، والذين لم يكونوا مقاتلين، لافتًا إلى أن نحو 350 شخصا انضموا إلى الشبكة حتى الآن، بما في ذلك عدد من عمال الإغاثة البريطانيين، مشيرًا إلى أن العديد منهم الآن غير قادرين فعلياً على مغادرة إدلب، أخر محافظة تسيطر عليها المعارضة السورية، والتي أصبحت الآن تحت سيطرة جماعة "حياة تحرير الشام"، بسبب الاشتباه في أنشطتهم، والتهديد بالاعتقال في بلدانهم.

وجماعة "تحرير الشام"، هي ائتلاف من مقاتلي المعارضة التي تعتبر مجموعة إرهابية في بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لأنها تحتوي على فصائل كانت تنتمي في السابق إلى جبهة النصرة الموالية للقاعدة، وهي واحدة من القوى المعارضة الرئيسية لجزء كبير من الحرب في سوريا.

"نريد منحهم صوتًا":

وقال عبد الكريم، إن أحد محاور التركيز الرئيسية لمشروع الوحدة، هو تقديم المساعدة القانونية للأعضاء، وهدف آخر هو تأمين جوازات السفر، وحقوق الجنسية لأطفال المغتربين المولودين في سوريا، مؤكدًا أن مشروع الوحدة يمكن أن يعمل كمدافع لإعادة بعض الحقوق إلى بعض الأشخاص الذين فقدوا جنسيتهم أو فقدوا جوازات سفرهم، مضيفًا: سبق أن أبلغت شبكة "ميدل إيست آي" الاعلامية عن حالات عمال الإغاثة البريطانيين في سوريا، الذين جردتهم حكومة المملكة المتحدة من الجنسية، وهم حاليًا يقدمون طعون قانونية.

وأضاف: أن معظم الحكومات، تراهن على حقيقة أن الناس الذين نفذت ضدهم هذه العقوبات لن يقاوموا، فنريد أن نعطيهم صوتا ونرى ما سيحدث، مشيرا إلى أن العديد من المتضررين، وصلوا إلى سوريا كبالغين صغار، "فمن المؤسف أن يكون هؤلاء الأطفال قد اتخذوا قراراً، فإما أن تساعدوا الشعب السوري، وفي هذه الحالة سيتعين عليكم ترك كل شيء تعرفونه خلفكم، أو تشاهدونهم وهم يحترقون في الرمال، وأنا لا أعتقد تماما أن هذا هو الخيار العادل".

يذكر أن "عبد الكريم"، غطى الصحفي حرب سوريا، من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة منذ عام 2012 وحتى عام 2016 في شرق حلب، الذي يسيطر عليها المتمردين خلال الأسابيع الأخيرة من الهجوم على القطاع المحاصر من قبل القوات الموالية للحكومة السورية، مكتسباً اعترافاً واسع النطاق بتغطيته الصحفية، بما في ذلك من قبل شبكة "ميدل ايست آي" اللبنانية.

ثروة من خبرة واسعة:

قال "توقير شريف"، وهو عامل إغاثة بريطاني، مقره في مخيم "أتمه" للاجئين، بالقرب من الحدود التركية منذ عام 2012، إن مشروع الوحدة قد أُنشئ "لأولئك المستقلين والعاملين في القطاع المدني لدعم الشعب السوري"، مضيفًا أن هناك ثروة من الخبرة والمؤهلات ومجموعات المهارات، وهدفنا هو جمع الأشخاص الذين لديهم خبرة، حتى يتمكنوا من مساعدة الناس بطريقة أكثر ثباتًا.

وقال شريف، إن الغربيين الموجودين في سوريا، كانوا عرضة للهجمات المستمرة حول دوافعهم لوجودهم هناك، و"حاول الكثيرين وصْفنا بالجهاديين والأصوليين والمتطرفين، ولكن لن نقبل ولن نسمح لأنفسنا بأن نكون مصنفين هذه التصنيفات، ويُقدر أن أكثر من مليوني شخص في إدلب، كثير منهم نازحون من مناطق أخرى من سوريا خلال الحرب الأهلية التي دامت ثمانية أعوام في البلاد، يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

وأكد أن اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات على طول الحدود التركية ل "ميدل ايست آي"، أنهم يقدروا العمل الذي كان يقوم به المتطوعون الأجانب، واعترفوا بالتضحيات التي قدموها للعيش بينهم.

واختتم حديثه: "أشعر بالارتياح، عندما أراهم يأتون لتوزيع مواد الإغاثة أو المجيء إلى مدارس المعسكر، للقيام بأنشطة مع الأطفال، "إنه لأمر رائع جدًا وحميمي، أن نرى هؤلاء الناس يغادرون حياتهم المريحة ويأتون لمساعدتنا هنا.

أما جميلة الحاج أحمد، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 31 عامًا تعيش في مخيم دير بلوت، فقالت: "إنهم يحظون بالاحترام في المجتمع، نحن نعرف التضحيات التي قدموها من أجلنا، فتعرفهم فورا بسبب لهجاتهم، كلما أراهم يمنحوني الأمل في العالم، لأنني أعرف أنه سيكون هناك دائما شخص ما يقف إلى جانبنا في كفاحنا.

تزايد الشكوك:

يواجه الأجانب في إدلب، حالة من عدم اليقين بشأن مستقبلهم مع قوات الحكومة السورية وحلفائهم، لاستعادة السيطرة على جزء كبير من بقية البلاد، وتهديدهم بشن هجوم جديد على مقاتلي المعارضة، الذين احتشدوا في المحافظة.

كانت وافقت روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، وتركيا الشهر الماضي، على اتخاذ إجراءات ضد جماعة "تحرير الشام"، التي تعهدت أنقرة بنزع سلاحها وإزالتها من إدلب كجزء من صفقة سابقة، لتجنب هجوم الحكومة السورية، كما أثار مراقبي حقوق الإنسان مخاوفهم بشأن أنشطة جماعة "تحرير الشام"، وحكومة الخلاص، وهي إدارة مدنية مدعومة من جماعة "تحرير الشام" في إدلب، وفي الأسبوع الماضي، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، جماعة "تحرير الشام"، بالاعتقال التعسفي، وتعذيب العشرات من المعارضين لحكمهم في إدلب، بمن فيهم الصحفيون والنشطاء.

وقال عماد الدين، وهو متحدث باسم جماعة "تحرير الشام"، لـ"ميدل ايست آي"، إن عمال الإغاثة الأجانب والمدنيين، كانوا يعاملون كجزء من المجتمع بنفس الحقوق التي يتمتع بها السوريون، خاصة أولئك الذين يعملون في القطاع الطبي وقطاع اللاجئين، موضحا: "في بعض الأحيان يفعلون ذلك أفضل منا، وقد لفتوا انتباه العالم من خلال عملهم".

كما أن تدفق اللاجئين والمقاتلين الهاربين من الأراضي التي كانت تسيطر عليها "داعش" سابقا في شرق سوريا، أثار مخاوف أمنية، ولكن حصل العديد من عمال الإغاثة الأجانب، على المزيد من الأمن بسبب تغلبهم على المخاوف.

وفي الشهر الماضي، أطلق مقاتلي جماعة "تحرير الشام"، سراح عامل إغاثة بريطاني، هو محمد شاكيل شبير، بعد احتجازه لمدة ستة أسابيع على يد عصابة مسلحة، طالبت 4 ملايين دولار لإطلاق سراحه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
أسعار الدولار اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024.. اعرف بكام؟