يعتبر محصول قصب السكر من المحاصيل الزراعية الاستراتجية والهامة داخل قرى مركز ملوى جنوب بمحافظة المنيا التى تحتل بين محافظات الصعيد المرتبة الثانية فى زراعة محصول قصب السكر بعد محافظة قنا، حيث يعتمد مصنع سكر أبو قرقاص ومصانع العسل الاسود على آلاف الأفدنة المنزرعة فى مركز ملوى.
ومن المعروف احتياج محصول قصب السكر إلى كميات كبيرة من مياه الرى التى اختفت منذ سنوات من بعض الترع الخاصة، بعد أن سقطت من حسابات مسئولي مديرية الزراعة بالمنيا؛ كونها ترعا خاصة لا يتم تطهيرها على نفقة الدولة، وإنما بالجهود الذاتية التى أصبحت أضعاف الأعوام السابقة، لا يقدر عليها المزارعون، إضافة إلى استغلال أصحاب الحفرات الخاصة، وطلب مبالغ مالية باهظة وعدم مساعدة مديرية الزراعة فى الحفاظ على محصول قصب السكر من التبوير.
"أهل مصر" جوَّل بين القرى، وكانت البداية من عزبة عدلى يكن التابعة لجمعية الروضة الزراعية، بعد أن ضربها إهمال مديرية الزراعة فى تطهير الترع الخاصة المارة بين الأرض الزراعية والبعيدة عن المناطق السكنية، وهي الأمل الوحيد فى رى محصول قصب السكر، ففى كل عام يقوم بعض المزراعين بتحديد وجمع مبلغ مالى على الفدان الواحد لإيجار بعض الحفارات الخاصة؛ لحفر وتطهير برعى التى تروى أكثر من 150 فدانا من محصول قصب السكر على الجانبين الشرقى والغربى، لكن لم يتمكنوا هذا العام من إتمام عملية الحفر والتطهير بسبب ارتفاع أسعار التكلفة التى أصبحت أضعاف الأعوام السابقة.
يقول جمال خلف (مزارع) إن الترع الخاصة بين الأراضي الزراعية تعانى منذ سنوات إهمالا شديدا فى عملية الحفر والتطهير، بعد أن اعتبرتها وزارعة الرى ترعا خاصة لا يتم تطهيرها باأموال الرى، مع غياب دور مديرية الزراعة عن المساهمة فى حفر الترع الخاصة للحفاظ على محصول قصب السكر من التبوير، حيث نأمل فى تحقيق أعلى معدل إنتاج من قصب السكر والحفاظ عليه من التبوير وإنهاء مشكلة حفر الترع الخاصة.
وأكد محمود سامى أن الترع الخاصة لا تختلف عن الترع العمومية، فهي تروى آلاف الأفدنة، وتحتاج إلى حفر وتطهير مثلها مثل الترع العمومية، مطالبا بمساندة وزارة الزراعة لهم فى تخفيف تكلفة الحفر وضمها فى خطة الوزارة؛ باعتبارها تخدم فى رى الأرض الزراعية.
توقيع وكيل وزارة الري لا تكفي
رغم حصول مزراعي عزبة عدلى على موافقة المهندس عمر درويش وكيل الرى بالمنيا بتخفيف تكلفة الحفر عن طريق موافقة الدكتور أبو الخير مصطفى وكيل وزارة الزراعة، والتنسيق مع مديرية الرى لإنقاذ محصول قصب السكر من التبوير، وذلك في شكوى تقدموا بها إليه، إلا أن الوضع كما هو، ولا يزالون يعانون التجاهل التام، مناشدين المسئولين رعة الحفر ومعاينة الترعة على أرض الواقع وحل هذه الأزمة بشكل مناسب.