ارتبط اسمه لمدة خمسين عاما بما يبيع فى المكان ذاته.. على الجانب الشرقى من مبنى مجلس مدينة ملوى تجد كشكه الخشبى، يعرض الإصدارت المتنوعة من الجرائد والمجلات. وطوال هذه المدة لم يغلق هذا الكشك الصغير يوما واحدا.. إنه كشك عم باسم سعيد مقصد الراغبين فى شراء المجلات والجرائد القومية والمستقلة، حتى أصبح عم باسم بمرور السنوات محطة ثقافية لعشاق الجرائد يعرفهم ويعرفونه.
"أنا باحب مهنتى" بهذه الجملة البسيطة بدأ عم باسم يحكي عن مهنته التي يحبها منذ طفولته، الصحافة والورقية، حيث ظل يمارس عم باسم مهنته المفضلة دائما، لا تفارق البسمة وجهه، فهو مقبل على الحياة محافظ على المهنة التى ورثها عن والده، ذلك الشاب الأربعينى المشهور بأقدم بائع جرائد داخل مركز ملوى جنوب محافظة المنيا، بعد أن ورثها أبا عن جد؛ لحبهم الثقافة وخدمة المجتمع فى القراءة ومعرفة الأخبار المحلية والدولية.
يبدأ يومه فى الساعة الرابعة صباحا بالذهاب إلى محطة قطار ملوى؛ للحصول على حصته من الجرائد وبيعها لجميع زبائنه من الأطباء والمحامين والفئات البسيطة؛ لتصبح مهنته صلة محبة بينه وبين الكثير من أبناء مدينة ملوى ومراسلى الصحف.
يقول باسم سعيد إنه لا ينظر للعائد المادى مثل أى مهنة أخرى؛ لحبه مهنة والده التى يفتخر بها، واكتفى بثقة قراء الصحف ومساعدة الطلاب فى معرفة المراجع الخاصة بالمناهج التعليمية التى تنشر فى بعض الصحف، فهم الأكثر حرصا على شراء الجرائد الورقية من الجيل الصغير بعد انتشار الإنترنت فى المنازل والهواتف المحمولة، ولكن بعض المثقفين يحرصون على شراء الجرائد والمجلات بشكل يومي.
وأضاف أن ظهور الإنترنت أثر بشكل كبير على بيع الصحف، على خلاف الأعوام السابقة، لكن هناك العديد من كبار السن الذين يحبون قراءة الجرائد الورقية، مشيرا إلى أنه منذ صغره وهو يحب القراءة، وأن مهنته ليست جديدة، حيث ورثها والده من جده منذ 50 عاما؛ ليكمل العم باسم مسيرته فى بيع وتوزيع الجرائد الورقية.