قال الدكتور حمدى حرب، رئيس شعبة الدباغة باتحاد الصناعة، أن دباغة الجلود من الصناعات المهمة والأساسية على المستويين المحلى والخارجى، حيث إنها توفر الجلود المدبوغة اللازمة لمصانع الأحذية والمنتجات الجلدية المحلية بأسعار مناسبة لتلبية احتياجات المستهلك المصرى وأيضًا التصدير لكل دول العالم.
وأكد حرب، فى تصريحات صحفية له، إن استثمارات صناعة دباغة الجلود تبلغ 2 مليار جنيه، ويصل حجم التصدير إلى 1.5 مليار جنيه سنويًَا.
وأشار إلى أن الحكومة منذعقود طويلة تولى هذه الصناعة اهتمامًا بالغًا، حيث قررت نقل صناعة المدابغ من شارع شريف إلى منطقة صناعية بسور مجرى العيون بمنطقة مصر القديمة عام 1918، ثم قررت الحكومة في عام 1952، وبعد اتساع الرقعة السكنية بهذه المنطقة وعدم وجود أى مساحات إضافية إلى التوسعات نقل التجمع من سور مجرى العيون إلى البساتين أو منطقة شق التعبان، ثم استقر الأمر بمنطقة الروبيكى بمدينة بدر.
وعن أهم التحديات التى كانت تواجه أصحاب المدابغ فى عملية النقل، قال: إن الفترة الماضية شهدت اجتماعات مع وزير التجارة والصناعة الدكتور محمود عيسى، ومخاطبات لرئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى، للتفاوض فى سعر الأرض ليصبح سعر المتر 300 جنيه بدلًا من 682 جنيهًا الذي تم التوصل إليه عوضًا عن السعر الذي كان محددًا من قبل ويبلغ 2700 جنيه، وذلك رغبة من الحكومة في تنفيذ مشروع النقل وأهميته بيئيًَا وصناعيًا.
ونوه حرب بأن الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء والدكتور محمود عيسى وزير الصناعة، طالبا بضرورة اتخاذ الإجراءات التنفيذية لنقل ورش الدباغة والصباغة من منطقة المدابغ بمجري العيون بمصر القديمة إلى الموقع الجديد المعد خصوصًا لهذه الصناعة بمنطقة الروبيكي، وحصر المنشآت ومحطات الصرف الصحي والصناعي تمهيدًا لتشغيلها في أقرب وقت.
وأوضح أن المساحة الإجمالية للمشروع تبلغ ألفى فدان، تشمل المرحلة الأولى 76 مصنعًا بمساحة 200 ألف متر، والمرحلة الثانية استكمال باقى المدابغ من إجمالى 560 مدبغة، أما المرحلة الثالثة فتتمثل فى إنشاء النوادى والخدمات سواء مباشرة أو غير مباشرة.
ونفى حرب ما تردد من أن المستفيد الأول من عمليات النقل أصحاب المدابغ الكبرى فقط دون النظر إلى مصالح الورش الصغيرة والعمال بقوله: إن الحكومة أعطت الحرية فى عملية النقل على أن يتم منحهم الأرض المتر مقابل متر، وفى حالة عدم النقل سيتم تعويضهم عن الأرض، حيث تم تحديد سعر المتر بـ2310 جنيهات.
أما عن العاملين فتم توفير 10 آلاف شقة جاهزة على الاستلام وسيتم توفير 10 آلاف شقة أخرى خلال الفترة القادمة بالاتفاق مع المحافظة، حيث إن عدد العمالة بالمنطقة يبلغ 20 ألف عامل، وأضاف حرب أنه قد تم الموافقة علي إنشاء مجزر آلي ضخم بالروبيكي لتوفير الجلود لهذه الصناعة بمواصفات عالمية وتوفير اللحوم بمواصفات صحية، إضافة إلى توفير وسائل ترفيه من نوادٍ وخلافه ومولات بحيث تكون تجمعًا صناعيًا وسكنيًا فى آن واحد".
وشن رئيس غرفة دباغة الجلود هجومًا شديدًا على المناطق الصناعية، وخاصة قويسنا، مؤكدًا أنها مصدر خراب للدولة، حيث أضاعت عليها موارد دخل كبيرة.
وطالب حرب بضرورة تفعيل وتنفيذ القانون رقم 8 لسنة 1997 الخاص بضمانات وحوافز الاستثمار للمناطق الحرة، على أن يحظر استخدام الإنتاج المحلى من الجلود المدبوغة فى المدابغ التى تعمل بنظام المناطق الحرة، وأن يحظر أيضًا دخول الجلود المستوردة لحساب المدابغ التى تعمل بنظام المناطق الحرة إلى السوق المحلية.
وقال رئيس غرفة الجلود: إن هذه الصناعة تواجه مشكلة مهمة وهى وجود ممارسات احتكارية من قبل بعض شركات الجلود بمدينة قويسنا بمحافظة المنوفية، لافتًا إلى أنه تم إنشاء مدبغة أخرى عام 2004 باسم شركة يونيون فور ليزر لدباغة الجلود.
وأشار حرب إلى أن أهم الامتيازات التى تحصل عليها المدبغتان تتمثل فى الحصول على قروض بالملايين واستخدامها فى المضاربة على أسعار الجلود الخام لإخراج مدابغ مجرى العيون من المنافسة، إضافة إلى استيراد جلود رديئة الجودة بنظام السماح المؤقت والدوروباك وبيعها بالمخالفة داخل منطقة مجرى العيون واستبدالها بالجلود المصرية المنشأ، حيث إن الجلود بعد دباغتها يتغير شكلها من حيث السمك والمساحة والملمس ويصعب تمييزها من حيث المنشأ بعد عملية الدباغة مما يترتب عليه إهدارًا للمال العام لمرتين الأولى لعدم دفع الرسوم الجمركية عند استيراد الجلود الرديئة، والثانية عند تصدير الجلود المصرية المنشأ التى تنادى مدبغة قويسنا بفرض رسوم صادر عليها.
وقال حرب: إن حصة المدبغتين بقويسنا من المادة الخام تزيد على نسبة 25 في المائة، حيث تصل إلى 80% من إجمالى المادة الخام.
وطالب حرب بضرورة إلغاء تساوى نسب الدعم بين المناطق الحرة ومنطقة مجرى العيون، حيث حدث تغيير فى النسب المقررة للدعم على المنتجات النصف مصنعة "الكرست" لتتساوى المناطق الحرة مع منطقة مجرى العيون مما ساهم فى زيادة الفجوة بين مدبغتي قويسنا ومجرى العيون واستخدام هذه الميزة فى المضاربة على أسعار الجلد الخام لصالح قويسنا.
كما طالب رئيس غرفة دباغة الجلود، بضرورة عودة الأمن والأمان والاستقرار للشارع المصرى، وخاصة بعد انتشار ظاهرة الفوضى والبلطجة بسبب الانفلات الأمنى الذي يهدد عملية الاستثمار فى مصر.
وأكد أن الأمن من أهم الوسائل الجاذبة للاستثمار فى أى دولة حتى إذا لم تتوافر فيها الحوافز الاستثمارية المناسبة.