سر زيارة "جواد ظريف" للعراق.. ترتيبات إيرانية جديدة بشأن "النجف".. وكلمة السر تأمين تصريف نفط طهران بعد العقوبات الأمريكية

جواد ظريف
كتب : سها صلاح

خلال أقل من شهر كان العراق مكاناً لعدة زيارات تاريخية فمساء عيد الميلاد كانت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قاعدة "عين الأسد" بمحافظة الأنبار، ثم اعقبه وزير الخارجية "مايك بومبيو" قبل أن يصل مساعد الأمين العام للعمليات في حلف الناتو جون مينزا، ومن ثم وزير النفط الإيراني بيجن زنجنه، واختتمت الزيارات بمحمد جواد ظريف، لذي لم يعلن اثناء زيارته سبب الزيارة بشكل واضح.

وبالنظر إلى الزيارات التي حدثت والتي من المتوقع أن تحدث الفترة المقبلة، يمكن طرح سؤال هل العراق مقبل على مرحلة جديدة تحدد هويته في السياسة الداخلية والخارحية؟

وقالت صحيفة "الأندبندنت" أن موقف "جواد ظريف" من مدينة النجف العراقية، تسمح للمسؤولين الأمريكيين بالتدخل في العلاقات الإيرانية العراقية، وأن الصراع على النفوذ في العراق مع امريكا في السنوات الماضية قد سقطت.

فبعد دخول تنظيم داعش العراق عام 2014، وبدء مرحلة سياسية جديدة مع رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي، شهد النفوذ الإيراني في العراق عدة تغيرات،فانتقلت إيران من نفوذها السياسي في العراق عبر سياسات رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي إلى النفوذ العسكري من خلال تشكيل الحشد الشعبي عبر تسليحه وتشريع وجوده في البرلمان العراقي.

لكن في المقابل، لم تصب السياسة الخارجية للعبادي في مصلحة النفوذ الإيراني، بل على العكس أتت لمصلحة واشنطن في المنطقة، فالانفتاح العراقي نحو دول الخليج وزيارات كبار المسؤولين إلى دول خليجية عدة أزعجت طهران وأعادت بغداد نحو حاضتنها العربية،أما اليوم مع تبلور المشهد السوري لمصلحة نظام الرئيس بشار الأسد والانسحاب الأميركي من سوريا، فبات من الضروري حسم الوضع الداخلي العراقي لمصلحة جهة دون غيرها.

وتعد اهمية العراق بالنسبة إلى إيران، فإن دخول العراق من البوابة السياسية بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عام 2003 بعد الغزو الأميركي، كان مكسباً كبيراً لها، خصوصاً بعد المواجهات العسكرية بين البلدين، أبرزها حرب الخليج الأولي في ثمانينات القرن الماضي.

وتشكل بغداد أهمية كبرى بالنسبة إلى طهران، فالاتصال الجغرافي الحدودي يؤمن للأخيرة حضوراً أقرب إلى سوريا ومعها إلى مياه البحر الأبيض المتوسط،من الناحية الاقتصادية ومع تشديد العقوبات الأميركية على إيران، تعتبر بغداد الملعب الخلفي للجمهورية الإيرانية لتصريف صناعاتها ومنتجاتها، والأهم نفطها.

أما الناحية العقائدية التي تجمع البلدين فتلعب دوراً مهماً في الربط ثقافياً ودينياً بين الشعبين، فأميركياً، تعطي حضورها في العراق أيضاً أهمية استراتيجية عبر وجودها في منطقة مجاورة لإيران وفي قلب الشرق الأوسط الملتهب عسكرياً وسياسياً، والذي بات لروسيا حضور بارز فيه وتحديداً داخل سوريا.

فيما السعي الأميركي الأبرز اليوم هو في إطار إخراج بغداد من دائرة النفوذ الإيراني، واللافت في زيارة ظريف أنها تزامنت مع مساعي كتل في البرلمان العراقي على رأسها سائرون والفتح ودولة القانون وصادقون، لإصدار تشريع يلزم القوات الأجنبية بالخروج من العراق. وهذا ما يعني حكماً خروج القوات الأميركية.

في المقابل، أتي موقف نائب عن كتلة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي مغايراً، إذ اعتبر أن الوجود الأميركي في العراق يندرج ضمن الاتفاق الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، مشيراً إلى أن الوجود الأميركي له ضرورات ملحة كون التنظيمات الإرهابية ما زالت موجودة.

ولعل أبرز أوجه الصراع الأميركي الإيراني في العراق هو الخلافات العراقية الداخلية داخل البيت الواحد، بين من يدعم الوجود الإيراني مقابل من يرفض هذا الوجود ويعتبره تدخلاً بالشؤون الداخلية.

نشير ختاماً إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيزور العراق خلال الشهر الجاري للمرة الأولى منذ انتخابه، فيما يتوقع أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاد الرافدين نهاية شهر مارس المقبل.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
زلزال بقوة 4.3 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال أفغانستان