اعلان

حي على الصلاة.. رحلة البحث عن "صوت بلال".. إعادة تدوير "الأذان الموحد".. تحدٍ جديد لـ"الأوقاف" في خطوات ضبط الخطاب الديني

فشل فى عهد «زقزوق».. و«جمعة» يصر على تنفيذه

جابر طايع: لا توجد صعوبات تواجه التطبيق.. ويتم اختيار المؤذنين الأنقى صوتا

أزهريون: لا يوجد نص شرعى يمنع «الأذان الموحد»

مؤذنون: «مش عارفين هيكون مصيرنا إيه بعد التطبيق»

يبدو أن الجدل الدائر حول «الأذان الموحد» لم ينته بعد، خاصة بعد إعلان وزارة الأوقاف منذ أسابيع تطبيقه أواخر شهر يناير وهو ما لم ينفذ حتى الآن، الأمر الذى جعل كثيرون يتهمون الأوقاف بالفشل فى هذا الاختبار الجديد التى تخوضه الوزارة ضمن خطوات تجديد الخطاب الدينى التى تنفذها الوزارة بتعليمات من الرئيس.

تحد جديد تخوصه «الأوقاف» خاصة بعد عدة تحديات خاضتها الفترة الأخيرة ضد جماعات الفكر الظلامى وبعض الجماعات الأخرى التى كانت تستولى على المساجد والزوايا وينشرون أفكارهم المتطرفة، وفى إطار هذا الخطوات المتبعة رأت الأوقاف بث أذان موحد بدلا من بعض الأصوات الشاذة التى تؤذن فى كثير من المساجد.

فكرة «الأذان الموحد» لم تكن وليدة اللحظة، بل هى فكرة قديمة طال تطبيقها كثيرا، فبدأت تقريبا فى عام 2009 عندما اقترحها وزير الأوقاف آنذاك حمدى زقزوق، ولكن تم مواجهاتها بمعارضات كثيرة سواء من الأزهر أو من برلمانين أو من سلفيين كون أن هذا الأمر مخالفا للشرع ـ على حد وصفهم ـ، وأن هذا الأمر ليس من الدين فى شىء، وجاء ذلك استنادا إلى أن توحيد الأذان عبر إذاعته بصوت حي‮ لأفضل الأصوات المختارة‮ يعطل شعيرة من شعائر الإسلام، وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التسابق لأدائها،‮ ورد الوزير على ذلك وقتها بأن توحيد الأذان جائز شرعا وليس فيه بدعة.

وفكرة الأذان الموحد تقوم على أن يرفع الأذان صوت واحد فقط فى مسجد مركزى واحد وينقل منه الأذان من خلال إذاعة داخلية مرتبطة بجميع المساجد على الهواء مباشرة من خلال أجهزة معدة لهذا الغرض، ويتم تصنعيها بواطة الهيئة العربية للتصنيه، وتشغيلها وربطها ببعضها البعض بواسطة وزارة الاتصالات.

رغم المعارضات، جرى إطلاق بث تجريبى للأذان على مستوى حوالى 4000 مسجد فى نطاق القاهرة الكبرى، ولكن ما لبث حتى تعطل العمل مرة أخرى بحجة «سرقة الريسفرات» وأجهزة البث من المساجد كما أعلنت الوزارة حينها.

من جديد، ومنذ أسابيع أعادت الأوقاف إطلاق المشروع الذى توقف منذ عشرة سنوات، وأعلنت أيضا أن التطبيق لا تراجع فيه ولا استسلام حسبما أكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أكثر من مرة فى تصريحات له، مشددا على أن الأمر لا يحتمل أى خطأ وهذا ما يؤخر التطبيق.

وأضاف جمعة، أن هناك مناقشات حالية من أجل التعاقد مع شركة فنية لتوحيد الأذان على المساجد، لافتا إلى أن هناك مهلة شهرين للبت النهائى فى القضية، كما أعلن الوزير أنه بحث مع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات، ملف تطبيق الأذان الموحَّد بمساعدة فنية من وزارة الاتصالات.

وقال جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، إن خطوة تطبيق توحيد الأذان الموحد لم تتأخر منذ أن تم الإعلان عنها فى نهاية يناير الماضي، كما أن الوزارة حريصة على تطبيقها بأقصى سرعة، ولكن يتم الآن بحث واختيار أفضل الأصوات وانتقاء الأعذب منها.

وأضاف طايع، فى تصريح لـ«أهل مصر» أنه لا يوجد مسابقات لاختيار تلك الأصوات فسيتم اختيارها من الأصوات الموجودة بالفعل بوزارة الأوقاف.

وأكد رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أنه لا توجد أية صعوبات تواجه خطوة توحيد الأذان، بل إن الوزارة سعت إليها لتجويد الأذان ولكى يتمتع المستمع بصوت نقى وعذب ومريح لحواسه، كما أن الأذان هو لغة الإعلام وعلينا أن نحسن تلك اللغة لكى تؤدى هدفها بشكل صحيح.

مصير المؤذنين بعد التطبيق

فى السياق ذاته رفض المسئولون بوزارة الأوقاف، التحدث عن مصير المؤذنين ومقيمى الشعائر فى حال إذا تم تطبيق نظام «الأذان الموحد»، بينما قال محمد سيد، مؤذن بمسجد فى منطقة بولاق الدكرور، «أنا مسمعش عن اللى أنت بتقوله ده، ولو حصل أومال إحنا هيبقى دورنا إيه»، مؤكدا أن هذا عمله منذ 20 عاما ويجد فيه راحة كونه سيكون من أطول الأعناق يوم القيامة كما ذكر الحديث النبوى «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة».

وقال على إبراهيم، مؤذن آخر، ولكن بمنطقة السيدة زينب، إنه مع هذه الفكرة ولكن مع الوضع فى الاعتبار، وضع المؤذنين بعد التطبيق، فلا يجوز أن يتم تسريحهم أو الاستغناء عنهم، مؤكدا أنه هناك فعلا أصوات نشاز لابد وأن يتم إبعادهم عن الأذان، لأن هذا إعلام وإخبار بموعد الصلاة فلابد وأن يكون صوت المؤذن حسن، ويجب اختيار المؤذن كما كان الرسول يختار بلال بن رباح للأذان لأنه صوته كان عذبا ومميزا.

رأى الشرع فى الأذان الموحد

وعن رأى الشرع فى تطبيق «الأذان الموحد»، قال الدكتور عبد الفتاح العوارى، إن مسألة جواز «الأذان الموحد» يسأل فيها وزير الأوقاف نفسه، لأنه هو الذى يصدر القرار، بجانب أنه ليس لديه أى وثائق تثبت عدم جوازه.

ورأى إبراهيم حسن، إمام بالأوقاف، أن هذه فكرة ممتازة ولا تخالف الشرع فى شىء لأن من شروط المؤذن أن يكون صوته عذبا عكس ما نسمع الآن من أصوات تنفر الناس من الصلاة، ويجب على الوزارة أن تنفذ ذلك فى أسرع وقت ممكن.

مواصفات المؤذن كما حددها الشرع

حدد الشرع عدة شروط تستحب فى المؤذن، وهى أن يكون صيتاً أى حسن الصوت، كما يجب أن يكون أميناً عدلاً ، عالماً بالوقت، بالغاً، لقول النبى صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد: «فقم مع بلال، فألق عليه ما رأيت، فإنه أندى صوتا منك»، ويستحب أيضا أن يكون عالما بأوقات الصلاة؛ ليتحراها فيؤذن فى أولها، حتى كان البصير أفضل من الضرير، لأن الضرير لا علم له بدخول الوقت.

كما ذكر بعض العلماء، أنه ينبغى الانتباه هنا إلى أن المسجد إذا كان له مؤذن راتب، ولم يحق لأحد ينازعه حقه فى الأذان، أو يعتدى عليه، فيؤذن بدلا منه إلا بإذنه.

فضل الأذان والمؤذنين

كما أنه ورد فى فضل الأذان والمؤذنين أحاديث كثيرة، منها ما روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة»، وفى حديث آخر أن «المؤذن يغفر له مد صوته»، وورد حديث ثالث يقول النبى فيه «لو يعلم الناس ما فى النداء أى الأذان والصف الأول, ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا».

قصة تشريع الأذان

بعد هجرة النبى إلى المدينة واستقراره بها بنى أول مسجد فى الإسلام، وأصبح المسلمون يجتمعون فى المسجد للصلاة، وكانوا يأتون وقت الصلاة بدون إعلام فيصلون وينصرفون، وقتها تشاور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه لإيجاد شىء يعلم الناس بدخول الوقت للصلاة فاقترح بعضهم رفع راية للإعلام بالوقت، ورأى آخرون إشعال النار، وأشار أخرون إلى إلى بوق مثل بوق اليهود، أو ناقوس مثل ناقوس النصارى، حتى اهتدى الأمر لعبد الله بن زيد برؤية الأذان فى المنام، ووافقت رؤيته رؤيا عمر بن الخطاب، فأقرها النبى وأمر بلال بالأذان لأن صوته كان نديا وعذبا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً