جاءت زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إلى الإمارات تلبية لدعوة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، لتعكس الدور الريادي الذي تقوم به مشيخة الأزهر ورجالها، في تدعيم مبدأ الأخوة في الإنسانية، وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي والنصوص القرآنية التي أمرت المسلمين بإقامة مجتمع متكامل قائم على المودة والرحمة لجميع أخوتنا في الإنسانية.
وتعكس هذه الزيارة التاريخية وما صاحبها من فعاليات خلال 48 ساعة، مدى التزام دولة الإمارات بتعزيز حوار الأديان القئمة على التسامح والتعايش السلمي بين جميع البشر من مختلف الديانات والعقائد.
كما شهدت الزيارة اهتماما غير مسبوق وحظيت بتغطية كبريات وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية حيث أعلن المجلس الوطني للإعلام عن مشاركة أكثر من إعلاميا يمثلون 30 بلدا حول العالم لتغطية فعالياتها.
استقبال حافل
وبدأت فعاليات الزيارة بالاستقبال الحافل لشيخ الأزهر فضيلة الإمام أحمد الطيب، حيث استقبل ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شيخ الأزهر، تلاه استقبال حافل لبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، حيث شارك الإمام الأكبر، وسمو ولي عهد أبو ظبي، في مراسم استقبال قداسة البابا فرنسيس لدى وصوله للمطار، ثم استقل البابا والإمام الأكبر سيارة مشتركة إلى مقر إقامتهما.
والتقى بعدها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، عددا من كبار القيادات الدينية والرموز الفكرية والثقافية، المشاركين في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية.
مؤتمر الإخوة الإنسانية
كما شارك كل من فضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، في مؤتمر الأخوة الإنسانية، حيث صرح فضيلة الإمام بأن أزمة العالم هذه الأيام تتمثل في غياب الضمير الإنساني، وأن الدين بريء من التنظيمات الإرهابية، مضيفًا أن حادثة تفجير برجي التجارة في نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر من مطلع القرن الحادي والعشرين، دفع الإسلام والمسلمين ثمنها غاليًا، وأخذ فيها مليار ونصف المليار مسلم بجريمة أفراد لايزيد عددهم عن عدد أصابع اليدين.
كما ناشد "الطيب"، المسلمين في الشرق بالاستمرار في احتضان إخوانهم من المسيحيين في كل مكان، فهم شركاءنا في الوطن.
_ التوقيع على وثيقة "الأخوة الإنسانية"
كما وقع شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، وثيقة "الأخوة الإنسانية"، التي تشكل الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، كما تعد من أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية.
والوثيقة هي نتاج عمل مشترك وحوار متواصل استمر لأكثر من عام ونصف بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، وتحمل رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين اتباع الأديان، وللمكانة والدور الذي ينبغى للأديان أن تقوم به عالمنا المعاصر.
_ التوقيع على "كرة الأولمبياد الخاص" التذكارية
كذلك فقد وقع فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس، في مقر إقامتهما في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، على "كرة الأولمبياد الخاص" التذكارية، وذلك بمناسبة استضافة أبو ظبي للأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في الفترة من 8 إلى 22 مارس المقبل.
لفتة إنسانية
ليبدأ بعدها، القداس في مدينة زايد الرياضية بالإمارات برئاسة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، ليشهد بابا الفاتيكان لحظة إنسانية ليست غريبة، شهدها عشرات آلاف المؤمنين الذين حضروا القداس البابوي التاريخي في مدينة زايد الرياضية بالعاصمة الإماراتية، أبوظبي.
وخلال دخول البابا فرنسيس على متن سيارة مكشوفة مدينة زايد حيث احتشد أكثر من 135 ألف شخص لحضور القداس، اندفعت طفلة نحو المركبة بعفوية لتلقي التحية على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
وتابع قائد المركبة طريقه قبل أن يتوقف بناء على طلب البابا فرنسيس، وسط صرخات تأثر عشرات آلاف الحضور، في مشهد مؤثر التقطته عدسة وكالات الإعلام .
ورفع رجال الأمن الطفلة إلى السيارة حيث احتضنها البابا فرنسيس مباركا طفولتها وعفويتها، قبل أن يتابع بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى المنصة المخصصة لإقامة القداس التاريخي على أرض الإمارات.
وغادر بعدها كل من فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وبابا الفاتيكان مطار أبو ظبي وكان في وداعهما الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي.