قال سامح الزهار، الباحث في الآثار الإسلامية، ان مسلسل «الأزهر» من أهم مسلسلات الكرتون المصرية خلال السنوات الماضية بعد توقف هذا النوع من الإبداع لفترات طويلة، خاصة بعد أن أصبحت هناك تجارب عربية رائدة في هذا المجال.
وأضاف «الزهار»، في تصريح خاص لـ «أهل مصر»: «المسلسل تحت إشراف الأزهر الشريف (كما تم الإعلان عنه) ومفوض الأزهر هو الدكتور بركات محمد حسانين وليس بعيدا عن الأزهر كما قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، كما أن الأزهر لم يتقدم بأي بيان رسمي ينفي فيه علاقته بالمسلسل بل يدعمه، كما أن المسلسل تم بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا».
المسلسل يتناول قصة بناء الجامع الأزهر منارة الإسلام وأهم منابره وجامعاته، كما أنه يتناول الدور الديني والعلمي والاجتماعي لهذا الصرح وبالتالي فيسرد الحوار الذي تدور فيه تلك الأحداث في عصر الدولة الفاطمية.
إن التاريخ الفاطمي له إيجابيات وسلبيات، فهناك عدد هائل من المساجد والمباني الأثرية الإسلامية تنتمي لعصر الدولة الفاطمية، كما أن أغلب العادات والتقاليد والموروثات الثقافية المصرية التي نعيشها وتؤثر في حياتنا حتى الآن هي نتاج وميراث من العصر الفاطمي
وتابع الزهار: أما الحديث عن مسألة ان الدولة الفاطمية دولة شيعية ولا يجب أن نذكرها في الأعمال الفنية أو تقديمها دراميًا فهذا يرجعنا الى عصور الظلام ولا يمكن قبول هذا الفكر المتطرف خاصة من أستاذ ينتمي للأزهر الشريف، فإن التاريخ المصري منذ عصور ما قبل الأسرات مرورًا بالعصور الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والإسلامية، وحتى العصر الحديث هو كتاب التاريخ المصري الذى لا انفصال في سلسلة حلقاته ولا يجب بأي حال من الأحوال إهمال مرحلة تاريخية مملوكه للمصريين، وإلا فأننا سوف نتجاهل 95 % من تاريخ مصر.
وتستطرد الباحث الأثري: "هناك تناقض فيما ذكره الدكتور حيث أنه قال إن الاختلاف نوعًا من أنواع الجمال، وهو بتلك الأفكار يؤصل لعكس ما قاله تمامًا، كما أنني أحب أن الفت انتباهه الي أن الأزهر الشريف ذاته يمارس موروثات فاطمية في احتفالاته بالمناسبات الدينية وهو أمر ظهر وانتشر مع الفاطميين، ولكنها أمور مقبولة ولا تخرج عن الإطار الشرعي".
واختتم الزهار حديثه: "أرجو ألا يكون استخدام معاول الهدم للطاقات الإبداعية وخاصة في الأعمال التي تخاطب الشباب والأطفال مصدرًا وأرضًا خصبة لتحقيق الشهرة المؤقتة أو للفت الأنظار، وكان يتعين على القائل إن يتبني مشروعًا فنيًا جديدًا بوجهة نظر عقائدية فلسفية في تخصصه، كما يجب أن تترك مثل هذا الأمور التي تثير جدلًا لا محل له من الإعراب الى أهل التخصص من رجالات التاريخ".