نقابة الأقزام: عدد كبير منا في مصر غير متعلمين نتيجة استهدافهم في التعليم والشوارع.. وتكلفة حقن التطويل 70 ألف جنيه "حوار"

تعتبر حقوق الأقزام في مصر بعيدة عن الأنظار رغم أن هناك عدد كبير منهم في مصر يتخطى ثلث الأقزام في العالم، فهم يريدون الحصول على أبسط الحقوق ومنها التعليم والصحة وتوفير فرص عمل لهم للعيش بحياة كريمة، ولعل أفضل ما تم لهم حتى الآن هو ضمهم في اللائحة التنفيذية التي سيتم تطبيقها خلال شهرين وإلحاق الأقزام بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، كل هذا جعل أهمية لإجراء حوار مع عصام شحاتة رئيس جمعية ونقابة الأقزام المصرية لمعرفة أبرز المشكلات والمطالب.

متى تأسست جمعية الأقزام المصرية؟

الجمعية تأسست في عام 2012م، وتعتبر أول جمعية للأقزام في مصر فكان هناك واحدة تسبقنا مشهرة ولكنها أغلقت أبوابها بسبب عدم وجود مكان مخصص لها وكان يرأسها حسن بخيت، ولكن جمعية الأقزام المصرية تعتبر أول جمعية على أرض الواقع تم فتحها في الإسكندرية والعمل فيها، وأعطت للأقزام في مصر أبسط حقوقهم، كما أنها تتعامل مع جميع الأقزام في كل محافظات مصر.

كم عدد أعضاء الجمعية وأين مقرها؟

أعضاء الجمعية من الإسكندرية فقط 200 عضو رسمي، فالجمعية تتعامل مع كل الأقزام في محافظات مصر ولكن هناك صعوبة كبيرة في إمكانية حضور الأقزام كل فعاليات الجمعية والتواصل الدائم، وذلك لأن مقرها في الإسكندرية، ويتم عمل اجتماعات شهرية في نادي الاتحاد السكندري لمناقشة مشكلات الأعضاء وهناك مساعدات مالية شهرية تأتي من الجهود الذاتية الخاصة بالجمعية، كما أننا نعاني من عدم وجود دعاية كافية عن جمعية الأقزام في مصر لأن هناك عدد كبير لا يعرفها، فنحن نجد أشخاصًا عن طريق الصدفة في الشوارع ويتم تعريفهم بالجمعية للتواصل فيما بعد، فالإعلام لا يتحدث عنا كثيرًا، فضلاً عن أنه كان يوجد مقر للنقابة بالقاهرة ولكنه صاحبه توفى، وهناك فرع رئيسي بالمنصورة ونتمنى عمل فروع في كل المحافظات لخدمة جميع الأقزام في مصر.

ماذا قدمت الجمعية لأعضائها؟

الجمعية تحاول دائمًا الحصول على أبسط حقوق الأقزام في مصر، حيث تم عمل أول مادة في الدستور وهي المادة 81 والتي كانت لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم الذهاب مرتين إلى مجلس الوزراء لمناقشة قانون ذوي الاحتياجات الخاصة وعمل مادة للقزامة أي أن أي شخص من 70 لـ148 سم يعتبر من قصار القامة، ويكون له الحق في الحصول على نفس حقوق المعاق كاملة، وخرجت اللائحة التنفيذية لتؤكد ذلك، وبعد صدور هذه المادة تم عمل مؤتمر كبير والخروج بتوصيات تم إرسالها لكل المسئولين والمعنيين بالأمر وعمل مذكرة لوزيرة التضامن الاجتماعي وتم ضمن الأقزام لفئة المعاقين لأول مرة في مصر في عام 2015م، لأن المشكلة كانت عندما يريد أي فرد منا إخراج شهادة 5% لا يُسمح للأقزام باستخراجها لعدم اعتبارنا من المعاقين، ولكن الآن يتم استخراجها بسهولة للعمل بها، والحصول على كارنيه الإعاقة للتواصل مع صندوق المعاشات التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، كما تم عمل أول تأمين صحي للأقزام على مستوى الجمهورية خاصة في الاسكندرية.

لماذا تأسست نقابة الأقزام المصرية؟

أكثر من 50% من الأقزام في مصر لا يعملون في الشركات سواء الحكومية التابعة للقطاع العام أو الخاص وبالتالي يقتصر عملهم على الحرف أو العمل لدى ميكانيكي أو خياط والبعض في مهنة التمثيل، مشكلتنا الحقيقية في الفترة الماضية منذ ما يقرب من 20 عامًا أنه كان من الصعب أن يتعامل الأقزام مع الأسوياء لأنهم كانوا يعانوا من استهدافهم في الشوارع وحتى في التعليم فالطفل عند دخوله المدرسة ويجد آخر في سنه ولكن قصير القامة «بيفضل يعايره، والناس بتتعقد من الدراسة ومبتروحش» وبالتالي فهناك الكثير من الأقزام غير متعلمين، مما نتج عنه نسبة كبير من الأمية، وبناء عليه تم عمل فصول محو أمية في الجمعية وستظهر النتيجة قريبًا، وتم عمل أول دورة لصيانة أجهزة المحمول للأقزام في العالم وتم تسليم المتدربين الشهادات من وزارة التضامن الاجتماعي.

ما أبرز الأنشطة التي تقدمها النقابة للأقزام في الفترة الأخيرة؟

تم عمل أول مصنع للعالم ينتج ملابس للأقزام ويعمل فيه أقزام، وهو متوقف الآن لمدة 6 أشهر لوجود بعض الأعطال وعدم توفير المواد الخام، وسنعود قريبًا، كما أن هناك مساعدة من جانب جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية والتي عرضت مبادرة في 6 محافظات لتشغيل الأقزام الحاصلين على شهادة الـ5% .

هل الجمعية تتواصل مع الأقزام فقط أم تضم معهم ذوي الاحتياجات الخاصة؟

في حالة المؤتمرات نضم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث كنت مسئولًا عن لجنة التمثيل الثقافي في وزارة الثقافة على مستوى الجمهورية، وكان هناك مؤتمر لمدة 3 أيام يضم المعاقين والأقزام، وكان هناك ضرورة لأن يكون هناك عضو من الأقزام يمثل كل محافظة على مستوى الجمهورية.

هل هناك وحدات للدعم النفسي والمعنوي للأقزام؟

نعم يتم عمل برامج للتوعية فضلاً عن الاجتماعات الشهرية التي يتم عقدها لمناقشة مشكلاتهم وعمل عدة محاضرات لإعطائهم دفعة معنوية ونفسية ودينية أيضًا، وذلك لأهمية أن يشعر الأقزام بأنهم غير مختلفين كثيرًا عما حولهم، وأنهم طبيعيين لدرجة أنه تم توفير 5 نوادي من القطاع الخاص ويتم دخول الأقزام ليس باشتراكات ولكن مجانًا، مثل نادي الاتحاد السكندري، النادي الأوليمبي، المعلمين، أكاسيا ويتم ذهابهم كنوع من الترفيه.

برأيك ما السبب الرئيسي لمشكلة التقزم في مصر؟

يرجع الأمر إلى أن هناك طفرة جينية يمكن من خلالها أن يتم ولادة الأقزام عن طريق زواج الأقارب وهذه تعتبر أحد مشكلاتي أن الوالدين أقارب، وبالتالي تم ولادتي قصير القامة، وهناك مشكلة في نمو العمود الفقري فيخرج الشخص يديه طبيعية ولكن قدمه قصيرة جدًا ولدينا أكثر من شخص في الجمعية، وهناك مشكلة تنتج عن سوء التغذية.

ما أبرز المشكلات التي يعاني منها الأقزام في مصر؟

هناك مشكلات صحية ومنها عدم وجود الحقن الخاصة بالتطويل لأنها غير موجودة فهي تعمل على تطويل الشخص القزم من 10 إلى 15 سم وهناك بديل لها عمليات تطويل وتبلغ تكلفتها 70 ألف جنيه على مستوى الجمهورية «مين معاه المبلغ دة ولو عنده قزمين تلاتة هيدفع كل دة منين».

كما أن هناك مشكلة أخرى في وزارة التضامن الاجتماعي، فمن المفترض أن من سن 7 سنوات حتى 18 سنة يمكن تخريج كارنيه التضامن للحصول على معاش، وبعد 18 عامًا يبحث القزم عن عمل أو وظيفة تعوله ويتكلف بنفسه ولا يحتاج للدولة، ولكنهم يريدون أن نأخذ المعاشات بعد سن الـ18، فكيف سيتم ذلك، فهي معاناة حقيقية.

هل لديك أية إحصائيات رسمية عن عدد الأقزام في مصر؟

وصل عدد الأقزام في مصر إلى 120 ألف على مستوى الجمهورية وتعتبر مصر ثلث العالم من الأقزام، فالعالم كله يحتوي على من 200 إلى 250 ألف.

ما رأيك في حملة القضاء على الأنيميا والسمنة والتقزم في المدارس؟

هي جهود كبيرة من جانب الرئيس ونحن نحاول دائمًا المشاركة في كل الحملات الصحية التي يتم إطلاقها لإخبار الناس أننا موجودين بالفعل ونشارك كما شاركنا في حملة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي، والأمراض غير السارية، وهناك توعية دائمة في الجمعية عن أهمية هذه الحملات فضلًا عن التوعية بوجود عيادات وراثة في عدد من المستشفيات وأهمية متابعة الأمهات في مرحلة الحمل والولادة وإذا كان هناك مشكلات تقزم يتم تداركها بالحقن والعلاج إذا نتج بسبب غير وراثي.

ماذا عن اللوائح والقوانين وهل هي منصفة بحق الأقزام في مصر؟

كانت غير منصفة في الماضي ولكن تم ضمنا باللائحة التنفيذية الجديدة والتي سيتم تطبيقها بعد شهرين، ومنها موضوع السيارات وإمكانية شرائها فكان من الصعب في الماضي تخريج رخصة من إدارة المرور ولكن الآن يمكن الشراء والترخيص، ما أن اللائحة التنفيذية تجمع بين معاشين فهي جديدة ولم تُطبق من قبل، وإمكانية الاستئذان من العمل لمدة ساعة سواء صباحًا أو مساءً حسب لوائح وقوانين العمل التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي أو التنمية المحلية وعدد كبير من القرارات أبرزها أيضًا عمل دفتر للتأمين الصحي لأي شخص لا يعمل فضلًا عن وجود تعيينات قريبًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً