اليوم العالمي لرفض ختان الإناث حيث يحتفي العالم في 6 فبراير من كل عام به، وهي عادة متبعة في بعض المناطق، وقضية من القضايا التي ما زالت المجتمعات تحاربها لما تسببه من أضرار مجتمعية ونفسية علي الفتيات، وتعتمد عادة ختان الإناث على استئصال بعض الأجزاء من الجهاز التناسلي الأنثوي دون دواعٍ طبية، ظنًا منهم أنه يحفظ للفتيات عفتهن بالتقليل من احتياجاتهن الجنسية، ودائما ما يتم ربط هذه العملية بالدين مستندين إلى حديث، عَنْ أُمِّ عَطِية الأنصارية أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَخْتِنُ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تُنْهِكِي فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ إِلَى الْبَعْلِ".
وتستعرض أهل مصر في التقرير التالي حكم الدين في ختان الإناث:
أكدت دار الإفتاء المصرية علي أن حديث أم عطية الخاص بختان الإناث ضعيف جدًّا، ولم يرد به سند صحيح في السنة النبوية المطهرة، موضحًة أن عادة الختان عرفتها بعض القبائل العربية نظرًا لظروف معينة قد تغيرت الآن، وقد تبين أضرارها الطبية والنفسية بإجماع الأطباء والعلماء، مشيرة إلى أن الدليل على أن الختان ليس أمرًا مفروضًا على المرأة وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يختن بناته رضي الله عنهن.
وأشارت الدار إلى أنها كانت قد تفاعلت مع البحوث العلمية الطبية الصادرة عن المؤسسات الطبية المعتمدة والمنظمات الصحية العالمية المحايدة، التي أثبتت الأضرار البالغة والنتائج السلبية لختان الإناث، محذرًة من الانجرار وراء تلك الدعوات التي تصدر من غير المتخصصين لا شرعيًا ولا طبيًا، والتي تدعو إلى الختان وتجعله فرضًا تعبديًّا، مؤكدة أن تحريم ختان الإناث في هذا العصر هو القول الصواب الذي يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق، وبالتالي فإن محاربة هذه العادة هو تطبيق أمين لمراد الله تعالى في خلقه، وبالإضافة إلى أن ممارسة هذه العادة مخالفة للشريعة الإسلامية فهي مخالفة كذلك للقانون، والسعي في القضاء عليها نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الطبيبة الثقة هي الفيصل:
في السياق ذاته قالت الدكتورة فتحية الحنفي أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن الإسلام دين وسطي لا إفراط ولا تفريط فيه، لافتًة إلي أن الختان للرجل وما يحدث للمرأة هو تخفيض، مؤكدة أنه ليس كل أنثي تحتاج إلي تخفيض وإنما الفيصل في هذه القضية طبيبة ثقة تحدد هل تحتاج هذه الفتاة إلي إجراء عملية أم لا تحتاج.
وأضافت الحنفي في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر" أن الأمر علي الاستحباب والقاعدة الفقهية تقول "لا ضرر ولا ضرار" فإن كان هناك ضرر أكبر يحدث للفتاة عند إغفال هذه العملية مادام الطبيبة الثقة رأت ذلك هنا يتم إجراء العملية كأي عملية أخري بأي عضو من أعضاء الجسم وذلك تجنبًا لضرر أكبر يلحق بالفتاة.