"حنان فؤاد".. رغم تهميش المجتمع للأقزام تحصد لقب "الفتاة الذهبية" في رفع الأثقال

بمجرد النظر لها تجدها سيدة مصرية بسيطة تتغلب على ظروف الحياة يوميًا، تحاول كسر تنميط المجتمع لقصار القامة أو النظر لهم بعاطفة ،وقصر حياتهم على وجودهم بالمنزل، وعدم مشاركتهم الفعالة في مختلف نواحي الحياة، فعلى الرغم من مرورها بعدة محطات مؤلمة، إلا أن امتلاكها عزيمة وإصرار، جعلها بطلة في ألعاب القوى ،ورفع الأثقال، ومثلت مصر في عدد من البطولات الدولية، وحصدت الكثير من الميداليات، هي فتاة مصر الذهبية حنان فؤاد.

"حاسة إن عندي 20 سنة وهفضل كده إن شاء الله".. بهذه العبارة استهلت "حنان" البالغة من العمر 49 عامًا، حاصلة على دبلوم تجارة، سردت قصة حياتها ومرورها بالكثير من الصعوبات في محاولة تحطيم تهميش الأقزام في مصر، تُرجع سبب عملها في الشركة المصرية للاتصالات بكونه توفيق من الله لا تعرف كيف حدث، فكانت حينها انطوائية بشكل كبير لا تتحدث مع أحد حتى أجبرتها طبيعة ،ومهام العمل على التعامل مع الجمهور ،وفي صدفة قدرية بحتة الحدوث، قابلت يومًا إحدى السيدات والتي تعمل في وزارة الشباب والرياضة ،وشجعتها على ممارسة لعبة أو نشاط رياضي في مركز شباب الحبانية، وعندما ذهبت تعرفت بالكابتن الراحل صلاح الضو ، وجعلها تبدأ مسيرتها في ألعاب القوى حتى بدأت مسيرة النجاح فيرفع الأثقال.

وفي خضم الحياة وجدت "حنان" وفق روايتها لـ"أهل مصر" رفع الأثقال الطريق، لتصبح مختلفة عن الآخرين، ففضلت أن تتفرد به عما حولها من أشخاص عاديين، حيث بدأت بعمل تقوية واستطاعت أن تحمل 50 كيلوجرامًا في أول مرة، ولعبت أكثر من عام حتى جاءت أول بطولة لها عام 1991م ،وفي 1992م كانت بطولة العالم العربي المقامة في شرم الشيخ وقتها، وحصدت المركز الأول، ومن ثم توقفت 7 سنوات عن اللعب لمرورها باكتئاب، تقول:"مكنش ليا ضهر زمان في البلد عشان أسافر بس دلوقتي الوضع أتغير" ومن ثم توالت البطولات في رفع الأثقال عندما جاء 2002 ،والشركة المصرية للاتصالات بدأت عمل دورة الشركات فعادت للعب مرة أخرى، وحصلت على 3 ميداليات ذهبية وأطلقوا عليها لقب "الفتاة الذهبية"، كما أنها نوعت في الميداليات بين ذهبية وفضية وبرونزية، ولكنها في سبتمبر الماضي عادت لتحافظ على لقب "الفتاة الذهبية" من جديد.

بدأت "حنان" لعبة كرة الريشة وبعد تدريب لمدة تقل عن شهرين فقط ،استطاعت أن تلعب باسم مصر في أكبر بطولتين في مايو الماضي، وهما البطولة الدولية، وبطولة أفريقيا في أوغندا، وحصلت على 3 ميداليات استطاعت بهم أنترفع اسم مصر عاليًا.

تروي "حنان" حكايتها مع التقزم فتقول: "سببه عندي سوء تغذية وللأسف عرفت متأخر"، فلا يوجد في العائلة كلها من يشاركها قصر القامة، والمشكلة الحقيقية تكمن في عدم معرفتها للأمر في الماضي ،لمحاولة تخطيه والتغلب عليه فهي مولودة في مستوصف عام 1967م ،وكانت فترة الستينيات مليئة بالجهل، وعدم وجود أطباء بشكل كافي، مؤكدة أن الأمر يختلف الآن مع وجود أجهزة طبية حديثة، وإمكانية عمل سونار للمرأة الحامل ،ومعرفة الحالة الصحية للأم والجنين ومعالجة المشكلات في وقت مبكر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً