تعمل وزارة الزراعة بشكل مستمر على وضع خطط وآليات واضحة لمكافحة الأمراض والفيروسات التي تصيب الثروة الحيوانية والداجنة في مصر لعل أكثرها خطورة الحمى القلاعية التي تصيب المواشي وإنفلونزا الطيور الذي استمر في مصر لأكثر من 10 سنوات.
من جانبه، أكد الدكتور إحسان الشبكشي، كبير إخصائيين التفتيش بهيئة الطب البيطري، أن في بعض الأحيان تظهر بؤر لأنفلونزا الطيور في المحافظات المختلفة، ولكن هناك إدارة الوقاية لمتابعة الأزمات وتم إبلاغها سريعًا فور ظهور بؤر وعمل التحصينات اللازمة، مؤكدًا على استخدام أليات التحصين في جميع المحافظات التي تظهر فيها البؤر لأن فيروس أنفلونزا الطيور يبدأ في التحور ويتحول لنوع آخر من الإنفلونزا وبالتالي يتم المتابعة واستحداث الأمصال الجديدة لهذه الأنواع لأن المصل الأساسي ليس له فائدة حقيقية.
وأضاف كبير إخصائيين التفتيش بهيئة الطب البيطري، أن فيروس أنفلونزا الطيور توقف في مصر لوجود الأمصال والتطعيمات المختلفة ولكن هناك أجيال جديدة من الفيروس تظهر ويتم استئصال عينات من الطيور المصابة وعمل منها تطعيمات جديدة مشيرًا إلى أن هناك قرار وزاري بمنع تداول الطيور ونقلها من محافظة لأخرى إلا بتصريحات وشهادة من المركز المختص التابع لكل محافظة بأن الطيور خالية من الإنفلونزا وبناء عليه يتم ذبحها في المجازر وظهر قرار آخر بمنع بيع الدواجن في محلات المشاوي ولكن صعب تطبيقه وتم تعطيله.
كما أكد الدكتور كرم مصطفى، استشاري الطب البيطري ومدير إدارة جمهورية الطب البيطري بالجيزة، أن هناك أمراض مستوطنة في مصر بالنسبة للحيوانات والطيور ومنها ما يهدد صحة الإنسان ومنها الحمى القلاعية وأنفلونزا الطيور، فالحمى القلاعية تصيب المواشي ولا تنتقل للإنسان بشكل مباشر ولكن ما يتم نقله من أمراض نتيجة تناول اللحوم نفسها لأنها تكون غير قابلة للتناول وتهدد بصحته، ومن ناحية أنفلونزا الطيور يتم رصد البؤر التي يتنشر فيها ويتم إعدام الطيور لمنع عدوى الإنسان بها كما يتم استحداث الأمصال والتطعيمات المختلفة كل فترة بعد فحص عينات وعمل المصل المناسب.
وأشار استشاري الطب البيطري، أن التطعيمات والأمصال يتم الاعتماد عليها بشكل رئيسي لمكافحة هذه الفيروسات حيث يتم إتباع نظام تطعيمات للحمى القلاعية بشكل دوري سنويًا، فالقسم الوقائي في كل مديرية للطب البيطري مسئول عن التطعيمات والتحصينات الدورية وخروج نشرة يتم توزيعها على جميع الإدارات التابعة له، ولكن هناك مشكلة تكمن في أن عدد الأطباء البيطريين قليل وكذلك العمال.
في حين أشارت الدكتورة شيرين زكي، مفتشة الطب البيطري بالجيزة، إلى أن هناك أمراض منتشرة في مصر وتهدد الثروة الحيوانية ولكن لكل منها مواسم معينة فبعض أنواع الفيروسات تنشط في الصيف وأخرى خلال الشتاء وهناك ميكروبات عابرة للقارات، أن أنفلونزا الطيور أصبح من الأمراض المستوطنة في مصر منذ 10 سنوات وتم السيطرة عليه موضحة أن اللقاحات التي كان يتم استيرادها من الخارج كان تنتج فيروس جديد غير موجود وبالتالي يتم نشر المرض من جديد في كل مرة يتم فيها استخدام هذه اللقاحات والأمصال وليس مكافحة العترة المحلية، وانعكس مردودها على صحة الإنسان.
وبالنسبة للمواشي، أكدت مفتشة الطب البيطري بالجيزة، أن الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع وحمى الجلد العقدي المنتشرة والتي تجعل درجة حرارة الحيوان ترتفع ومن ثم تؤدي لاحتقان عضلاته بالدماء وبالتالي المساهمة في نمو البكتيريا في جسم الحيوان، ولكن أوضحت أنه من السهل تجنب ذلك كله بالطهو الجيد، فإذا اشترى أي شخص لحوم غير واثق من مصدرها يتم طهوها جيدًا للتخلص من البكتيريا والفيروسات لأن هناك أنواع من الميكروبات تموت عند درجة طهي 70 درجة مئوية أي لا تصل حتى لدرجة الغليان.