تؤدي الضغوط والمشاكل التي نتعامل معها يوميا إلى سرعة الانفعال والغضب، فتعتبر العصبية واحدا من العوامل المُدمرة لِحياة الفرد الصحيّة والاجتماعيّة، والاستسلامُ لها يقضي على الهدوء النفسي والطّمأنينة، ليس من السهل التغلّب على العصبية، ولكنه ليس مستحيلاً أيضاً، فنتيجة عدم القدرة على السيطرة على المشاعر والأفعال في المواقف المزعجة توضع الشخصية العصبية في الكثير من المشاكل مع الآخرين، وإذا كنتِ تمتلكين مثل هذه الشخصية وترغبين في التخلّص من هذه الصفة السلبيّة، عليك بإدراك نتائج أفعالكِ والتحلّي بإرادة قوية للعمل على تطوير نفسك وتغيير أسلوبكِ.
إليك بعض النصائح للتغلب على العصبية:
- التفكير الإيجابي
كوني إيجابية وانظري إلى الغد بنظرة تفاؤلية، فمشاعر الحزن والإحباط تجعلكِ تميلين أكثر للعصبية في تعاملاتكِ مع الآخرين حتى ولو كانوا أقرب الناس إليك. تتميّز الشخصية الإيجابية بالحيوية وتتّسم بالهدوء في تعاملاتها مع الآخرين؛ كونها تلتمس الأعذار لمن حولها حتى ولو أخطؤوا في حقّها.
- تحليل المواقِف
قومي بتحليل المواقف التي أغضبتكِ وفكّري لو كانت فعلاً تستحق الغصب والانفعال أم كانت ردّة فعلك مُبالغا فيها؟ فجزء كبير من التوصل لحل المشكلة هو إدراك أن هناك مشكلة، اعترفي بأخطائك والمشاكل الناتجة عن عصبيّتكِ في بعض المواقف، وتذكري أن الشخصية التي تصعب عليها مواجهة نفسها والاعتراف بأخطائها شخصية غير قابلة للتغيير أو التطوير، لذلك دربي نفسك على سلوكيات جديدة أكثر مرونة تساعد على الاسترخاء والتهدئة، الأمر الذي يسهّل التعامل مع الآخرين.
- النوم الكافي
تأكّدي من الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم يومياً ما لا يقل عن 8 ساعات، وقد يؤدي الشعور بالإجهاد إلى التصرّف بعصبية نتيجة التعب الشديد، كما يجب أن تُدللي نفسكِ وتخصّصي وقتا مُقدّسا يومياً للراحة الجسدية والنفسية، وتجرّدي في فترة الراحة والنوم من هذه من كل الأحاسيس السلبية وضغوط العمل والقلق والتوتر.
واعلمي أنّ العصبيّة والانفعال المستمّرين لا ينفعان، بل على العكس، فهما يقلّلان من نشاطكِ وحيويّتكِ، وقد يسبّبان لك أمراضاً عديدةً في الأجل البعيد مثل ضعف الجهاز المناعيّ، لأنّ الخلايا الليمفاويّة تكون في أدنى مستوياتها، وهذا بدوره يتسبّب في العديد من الأمراض الخطيرة، مثل: السّرطان، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدّم.
كما تؤدي العصبيّة الزّائدة إلى حدوث خلل في الغُدّة الدّرقيّة، وتزيد إنتاج هرمون الأدرينالين المُقاوم للأنسولين، ممّا قد يؤدّي إلى الإصابة بمرض السُّكري، وفي بعض الأحيان قد تحتاج الشخصية العصبية إلى المتابعة من إخصائي نفسي لمساعدتها على التخلّص من حالات الغضب والعصبية الزائدة.