افتتح الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم السبت، مؤتمر "الرياضة المدرسية للفتاة العربية"، والذى أقيم بقاعة المؤتمرات بديوان عام الوزارة، بالتعاون مع المؤسسة العربية لإعداد القادة وتنمية المواهب.
وحضر المؤتمر السيد مصليحي رئيس مجلس أمناء المؤسسة العربية لإعداد القادة، والدكتور تامر العناني أستاذ ورئيس قسم رياضة كبار السن السابق بكلية التربية الرياضية، والدكتورة صبورة السيد رئيس مجلس أمناء مدارس طيبة الدولية، والدكتور كمال درويش رئيس لجنة قطاع التربية الرياضية بوزارة التعليم العالي ورئيس نادي الزمالك الأسبق، والدكتور علي عبد المجيد عميد عمداء كليات التربية الرياضية العرب الأسبق، والدكتور أحمد حسن أستاذ ورئيس قسم علوم الصحة الرياضية بكلية التربية الرياضية بالهرم الأسبق، والدكتورة إيمان حسن رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية بالوزارة.
وقال الدكتور رضا حجازي، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن التربية البدنية تُعد من أقوى أسلحة الدولة لتربية أبنائها وإعدادهم لحياة سعيدة هانئة، وتولي الدول المتقدمة هذا الجانب أهمية خاصة؛ لإدراكها هذه الحقائق واستيعابها لها بأفق جديد يهدف إلى تحقيق سعادة حقيقية للمواطنين ورعايتها في مراحل مبكرة.
وأضاف حجازي، أنه أصبح الآن بوسعنا أن نُسهم في بناء الشخصية الناضجة المتكاملة للمواطن عن طريق إعداده وتنشئته لكي يتمكن من أن يكتسب الخصائص الأساسية اللازمة لتولي مسؤوليات المواطن الصالح، وكذلك إشباع حاجاته الأساسية إلى اللعب والنشاط التربوي وإتاحة فرصة التجريب والكشف والنمو لديه، والقدرة على الابتكار والإبداع .
وأشار إلى أن الأنشطة التربوية تعمل على تحفيز وتشجيع الطلاب على التفوق والإجادة، وتنمية ما لديهم من مواهب وإبداعات، وتساعدهم أيضًا على بث روح المنافسة الشريفة بينهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، فضلاً عن تعميق ولائهم لوطنهم الغالى مصر، بجانب أنها فرصة عظيمة لاكتشاف الموهوبين والمتميزين منهم لرعايتهم، ووضعهم موضع الاهتمام البالغ منا.
وأوضح أن الثروة البشرية تعد أكبر وأعظم كنز لدى كل أمة؛ لذا وجب إعطاؤها الأولوية والاهتمام والرعاية الكاملة؛ لنخرج إلى المجتمع إنسانًا فاعلاً قادرًا على العطاء لوطنه، لذا فإن الوزارة لا تألو جهدًا في سبيل تحقيق التنمية الشاملة للنشء، مع السعي حثيثًا نحو توفير الفرص لاكتشاف الموهوبين والمتميزين رياضياً لرعايتهم، ومن هذا المنطلق تقوم الوزارة بتنظيم بطولات رياضية على مستوى الجمهورية للمراحل التعليمية المختلفة سواء المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية.
ولفت الدكتور رضا حجازي، إلى أنه من أجل تحقيق رؤية مصر 2030، في مجال التنمية المجتمعية وبناء الإنسان، وجب علينا جمعيًا ضرورة نشر الثقافة الرياضية بين الشباب وخاصة في المدارس والجامعات المصرية؛ لنستطيع تنمية المهارات الوجدانية والسلوكية للشباب العربي ورفع مستواهم ممارسة الرياضة لنصل إلى عقول بناءة واعية قادرة على الإبداع والإنتاج والعطاء من أجل مصر.
وتابع: "الإبداع أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها فالأفراد المبدعون يلعبون دوراً مهماً وفعالاً في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات".
وقال رئيس قطاع التعليم العام وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الفرد المبدع يعتبر ثروة وطنية يجب البحث والتنقيب عنها والحفاظ عليها لما يمكن أن يسهم فيه من تقدم وازدهار حضاري، ولنا في نجمنا العالمي محمد صلاح خير مثال والذي يعد سفيرا لمصر في الخارج، مشيرا إلى أن إبداع الطفل يتولد بتوفير بيئة داعمة ومحفزة له حتى يتسنى له التفكير وحل المشكلات بنفسه ومواجهة التحديات اليومية ونضوج موهبته.
وفى كلمته، قال السيد سعيد مصيلحي رئيس مجلس أمناء المؤسسة العربية لإعداد القادة وتنمية المهارات، إن المؤسسة عقدت العديد من المؤتمرات والفعاليات التدريبية والتثقيفية على مدار العامين السابقين بهدف بناء وإعداد الكوادر الشبابية لتأهيلهم ودعمهم لمواجهة التحديات ولتفجير طاقاتهم ومواهبهم القيادية والإبداعية.
وأضاف مصيلحي، أن مؤتمر المؤسسة الأول ناقش كيفية تمكين الشباب وإتاحة الفرصة أمامهم للدخول إلى مجال ريادة الأعمال وكانت على رأس توصيات المؤتمر الاهتمام بالتعليم والإبداع وتمكين المرأة، ولذلك كان المؤتمر الثاني بعنوان التعليم بين تحديات الواقع والمستقبل المأمول ورؤية ٢٠٣٠.
وأشار إلى أن الرياضة المدرسية هي اللبنة الأولى في هذه التنشئة الصحيحة والاهتمام بهذه المرحلة العمرية هو الأمل في تربية جيل قادر على استكمال حياته سليما معافى لبناء مستقبل وطنه، مؤكدا أن الرياضة المدرسية والاهتمام بها لا يقل في أهميته عن أهمية بناء العقول والمهارات لدى الشباب؛ لذا تم وضعها على أولوية الأهداف في بداية هذا العام الجديد ولذلك كان يجب أن نكون في وزارة التربية والتعليم والتي تحمل أمانة تنشئة ورعاية أطفالنا وأبنائنا نساء ورجال وقادة المستقبل.
وفى سياق متصل، أكدت الدكتورة صبورة السيد، رئيس مجلس أمناء مدارس طيبة الدولية، في كلمتها بالمؤتمر، أن التعليم والرياضة من أهم الركائز في تربية الشباب بمختلف المراحل العمرية، وإذا كانت أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان هي الطفولة والشباب؛ فإن ما تقدمه المدرسة من حصص التربية الرياضية يسهم في بناء الشخصية، ورفع الكفاءة الذهنية والبدنية لدى الطلاب، واكتشاف المواهب الرياضية الشابة، كما تتكامل التربية الرياضية مع المناهج التعلمية في غرس القيم التنافسية الشريفة والروح الرياضة والسلوكيات الحميدة في المجتمع.
وقالت السيد إن هذا الأمر يتم بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تؤكد أننا في حاجة إلى برنامج تكون فيه الرياضة جزءا أصيلا في التعليم للارتقاء بصحة أبنائنا، وبما يمثل جهاز مناعة للدولة، خاصة بعدما تحولت الرياضة إلى صناعة واستثمار في الموارد البشرية.
وأشارت إلى أن هذا ما يضعنا أمام ضرورة التنسيق بين وزارات الدولة للتعليم والرياضة والصحة والاستثمار للنهوض بمنظومة تسهم في تنمية الثروة البشرية التي تمثل أهم ركائز النهضة الاقتصادية الشاملة للدولة.
وفى كلمته، أوضح الدكتور تامر عناني، أستاذ ورئيس قسم رياضة الكبار السابق بكلية التربية الرياضية بالهرم، دور المؤسسة العربية إعداد القادة AFDL بالتعاون مع المؤسسات الحكومية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، في إعداد الكوادر المدرّبة في المجال الرياضي وذلك تماشيا مع توجهات الدولة وتصريحات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بالاهتمام بالمجال الرياضي ومقررات التربية الرياضية بالمدارس ودور الشباب وبخاصة الفتيات في تغيير المفاهيم المجتمعية المرتبطة بالرياضة.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يعد بداية لبرنامج متكامل لمجموعة من المحاضرات والمؤتمرات واللقاءات الرياضية، لتقديم نتاج من الشباب الرياضي، بما يتلاءم مع الحراك التثقيفي المتطور الحادث بالدول العربية، ويلبي الاحتياجات المطلوبة، لتحقيق رؤية الرياضة في خطة التنمية المستدامة ٢٠٣٠، لا في مصر فقط بل في الدول العربية.
وعلى هامش المؤتمر، تم تكريم عدد من قيادات الوزارة على رأسهم الدكتور رضا حجازي، رئيس قطاع التعليم العام، والدكتور هشام السنجاري، رئيس قطاع الأنشطة الطلابية، والدكتورة إيمان حسن، رئيس الإدارة المركزية للأنشطة الطلابية، وعدد من الحضور.