"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْى وَلَهُمْ فِى الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" صدق الله العظيم. لعل الناظر فى هذه الآية يرى كبر الإثم والعقوبة التى ادخرها الله لمن يقترف هذه الجريمة، ولكن قليلا من يعى ويفهم.
واقعة بشعة شهدها مسجد أبو بكر الصديق، بمركز القوصية محافظة أسيوط، حيث تحول المسجد إلى ساحة خوف وذعر وفزع، وذلك بعد إطلاق وابل من الأعيرة النارية بساحة المسجد أثناء دعاء الإمام فى الصلاة حسبما أشار شهود عيان، بعد تربص أفراد من عائلة حفيظ وإطلاق النار على فرد من عائلة بلحة فى خصومة ثأرية ترجع إلى نحو 4 سنوات بين العائلتين.
واستنكر الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر اقتحام مسجد أسيوط واستخدام أسلحة داخله، قائلا بأن ذلك جريمة من الجرائم الكبرى فى التشريع الجنائى الإسلامي؛ لأن الله قال "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها"، مشيرًا إلى أنه من الواحب الضرب بشدة على المخلين بدور العبادة، سواء أكانت مساجد أم كنائس .
وأضاف كريمة فى تصريحات خاصة لـ "أهل مصر" أن للمساجد حرمة فى التشريع الإسلامي، والنبى صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ما يخل برسالة المساجد بداية من رفع الأصوات والصياح والعراك والشجار، وكذلك إدخال الأسلحة للمساجد، مشيرًا إلى أنه لا بد من مواجهة هذه الأمور بالوعظ الحكيم، لأن بعض الناس لا تعى حرمة المساجد ولا تعرف حدود الله داخل المسجد، لافتًا إلى أن العلماء قد أجمعوا على أن ارتكاب المعاصى والآثام داخل المساجد تعظم الأثام والسيئات بل والعقوبات الدنيوية والأخروية.
وطالب أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بتغليظ عقوبات ارتكاب جرائم بدور العبادة، حتى لا يتعود الناس على الاستهانة بالمسجد، وهذه العقوبات فى الإسلام تسمى عقوبات تعزيرية بحق كل من يرتكب جرما بدور عبادة، سواء أكانت مسجد أم كنيسة .
وكان اللواء جمال شكر مساعد وزير الداخلية لأمن أسيوط، تلقى إخطارا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بإطلاق أعيرة نارية داخل مسجد العميد وائل حجاج بمنطقة غيط الشعير، غرب القوصية، أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتل 2 من المصلين، وإصابة ثالث.
انتقلت قوات الشرطة وسيارات الإسعاف، وتبين صحة البلاغ، الذى أسفر عن مصرع شخصين، هما "محمد. م. ب"، 19 سنة، من عائلة "بلحة" طرف الخصومة الثأرية، و"عاطف. م. ج"، والذى قتل عن طريق الخطأ، لوجوده بجوار المجنى عليه الأول، وإصابة "نور. م"، وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا بمحيط الحادث.
وتم نقل الجثتين والتحفظ عليهما فى مشرحة المستشفى المركزى، والمصابين لمستشفى أسيوط الجامعي، وتحرر محضر بالواقعة، وجارٍ البحث لضبط الجناة.
وقالت مصادر أمنية إن الجانى راقب المجنى عليه الأول طرف الخصومة لقتله قبل دخوله المسجد، ولكن لم يتمكن منه، فداهم المسجد، وقتله من بين المصلين، وقتل آخر بالخطأ وأصاب آخرين.