يتداول الوعاظ حديث منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم جاء فيه : حديث أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ -يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك، وحول هذا الحديث يقول المحدث أحمد آل الشيخ أن أحق الناس بحسن صحبتي قال أمك.. ثم أبوك حيث ينسب للشيخ قوله أن بهذا الحديث بيان ضعف وبطلان وأن الحديث يتكلم عن (حسن الصحبة) أي التلطف في التعامل.
حديث أمك ثم أمك ثم أمك معلول بالغرابة
وقال آل الشيخ إن حديث "أمك.. ثم أمك .. ثم أمك .. ثم أبوك" معلول بالغرابة وغيرها لأن مداره على أبي زرعة المجهول أبو زرعة ذكر مبهما هكذا في الإسناد وهذا يضعف الإسناد وعلى افتراض أنه ابن عمرو بن جرير فإن هذا الحديث يبقى معلولا بعلل قادحة كالغرابة المقصود بالغرابة هنا الغرابة الإصطلاحية فالحديث الغريب في مصطلح الحديث هو الحديث الذي لم يروه في إحدى طبقات السند على الأقل إلا راو واحد فقط والحديث الغريب لا يجوز الاحتجاج به ولا الاستدلال به.
حديث أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك والآية القرآنية بالوالدين إحسانا
الله قد قال "وبالوالدين إحساناً" إلا أنه ليس هناك آية أو حديث صحيح يقول أطع والديك أو أطع والدتك أو أطع أمك بينما هناك حديثان صحيحان أحدهما يقول "أطع أباك" والآخر يقول "أنت... لأبيك" وهذا الحديث متواتر غني عن التعريف. أما حديث "أطع أباك" فقد رواه ابن حبان في صحيحه برقم 6664 والمزي في التهذيب 5-282 وصححه. كما صححه الهيثمي في مجمع الزوائد 7-247 و9-179 والشوكاني في در السحابة