في ذكرى الحريري .. أول من ظهر على التليفزيون وأخر من توفى على المسرح .. لماذا أطلق على السينما "المرأة اللعوب" ؟

تحل اليوم ذكرى ميلاد الراحل عمر الحريري فنان مصري عُرف ببرائته وإبتسامة وجهه أمام الكاميرا، ليكون الشاب الطيب الوفي في أغلب أعماله السينمائية، برغم كونه ممثل قوي بدأ حياته الفنية على خشبة المسرح إلا أنه كان يُشكل "سهل ممتنع" ببساطته وتلقائيته.

1926 هي سنة ميلاد النجم الذي رحل عن عالمنا في أكتوبر 2011، ومنذ صغره في السن السابعة وهو شغوف بالمسرح إذ كان يصطحبه والده للعروض المسرحية التي كان يُقدمها "جورج أبيض" وفرقته، وعلى الكسار، وعملاق المسرح يوسف وهبي، ما جعل الطفل ينبهر ويقرر الإشتراك بغرفة التمثيل في مدرسته.

بعدها قرر الحريري الإلتحاق بالمعهد العالي للتمثيل عام 1948 بعد حصوله على شهادة الثانوية، ليتم إكتشافه كوجه جديد يظهر لأول مرة على شاشة السينما في فيلم "سلامة في خير" مع نجيب الريحاني الذي راقب عليه في لجنة إختباره بالمعهد.

ذكرى عمر الحريري

بعدها رشحه العملاق يوسف وهبي لدور صغير في فيلم "الأفوكاتو مديحة" مع مديحة يسري عام 1950، ثم رشحه بعد ذلك لدور أكبر في فيلم "أولاد الشوارع" عام 1951، وأصبح مُعلمه ومُرشده، وم ثمّ إلتفتت إليه الأنظار

قدم العديد من الأعمال السينمائية والإذاعية والمسرحية، ووصل عدد أفلامه لمائة فيلم سينمائي شارك فيها العديد من الممثلين والممثلات العمالقة في فترات حياته مختلفة، وهو من قام بالأداء الصوتي لموسوليني في فيلم عمر المختار من إخراج مصطفى العقاد.

ومن أعماله السينمائية الوسادة الخالية، سيدة القصر، أغلى من حياتي، العتبة الخضراء، وسكر هانم، العذاب إمرأة، دائرة الإنتقام، وأهل القمة مع سعاد حسني، والناصر صلاح الدين، معالي، وأخر أعماله الرجل الغامض بسلامته عام 2010.

عشقه للمسرح

عشق الحريري المسرح بشكل لا يوصف، و=وكما كان يصفه بأنه "محبوبته"، وعلى غرار العمالقة قرر تأسيس فرقة ومثّل في مسارح عِدة كنها الأزبكية وأوبرا ملك، وبخلاف المسرح كان يرى أن السينما "مرأة لعوب" تجعله بطلاً أحيانًا وبطل ثاني أحيان أخرى، فلم يكن له ملجأ غير المسرح.

حب "الحريري" للمسرح جعله يمثل على مسرح ليبيا بالمصادفة حيث كان هناك في زيارة ووقع على عقد مع المسرح الوطني في بني غازي، وأسس ما يسمى بـ"المسرح الشعبي" في ليبيا.

أول من مثّل على شاشة التليفزيون

يعتبر الفنان عمر الحرير أول من ظهر على شاشة التليفزيون هو والفنانة زهرة العُلا فور افتتاحه عام 1960، إذ كانا يظهران ولمدة نصف ساعة فقط على الهواء لأداء مشاهد بسيطة لمحب يخطف محبوبته في مسلسل كان مخرجه محمود السباعي وكتابة المخرجة إنعام محمد علي.

كما شارك في الفوازير مع شريهان عام 1985، وفي قصة عروس البحور والأمير نور قام بدور شهبندر مدينة جور الشيخ منصور، وفي عام 1986 في قصة الأميرة وردشان وماندو ابن الزبال قام بدوره الأجمل وهو دور السلطان الصالح كهلان ولا يزال من أجمل أدواره.

توفى على خشبة المسرح

انتشر خبر إصابته بالسرطان في 2007، وعندما علمت ميريت ابنته طلبت من الطبيب عدم اخباره حتى لا يتأثر ويتأزم نفسيًا، وظل يعمل في عدة أعمال مسرحية وتليفزيونية لمدة 4 سنوات وهو مصاب به عاش فيها على المسكنات، حتى حلّ أكتوبر2011، وأثناء عرض مسرحيته "حديقة الأذكياء" اختل توازنه على المسرح وهو يؤدي دور "عم حكيم" بعد أن استشرى السرطان في جسده كله، ولفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الجلاء عن عمر يناهز 85 سنة. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً