يبدأ عمله في الصباح الباكر، ويرفع شعار الرزق يحب الخفية بصوت رنان، ينادي أبو البنات عم محمد، "معسلة يا بطاطا"، "عسل.. عسل"، طوال اليوم، بشوارع مدينة طامية بمحافظة الفيوم، أمام المدارس والمصالح الحكومية، يقف وسط السيارات، بملامح تقدم السن والظهر المحني على عربة البطاطا، لتوفير لقمة العيش من أجل بناته.
رصدت كاميرا "أهل مصر"، عربة البطاطا، مرصوص عليها البطاطا المشوية، كفنان معماري بارع، وأكياس الفحم والملح للإضافة حسب الطلب، يقف على رأس كل شارع وحارة بالمدينة، في انتظار الأطفال لشراء البطاطا الساخنة أيام الشتاء القارس، اتخذ من الفحم والأخشاب مصدر رزق حلال.
ويقول "عم محمد"، صاحب الخمسين عامًا ببشرته السمراء، وتجاعيد الزمن، بوجه بشوش وابتسامة صافية وضحكة مصرية، "أصلي ركعتين الفجر بنية البركة في الرزق وأجهز العربية وأربط الحمار بعد ما أحط البرسيم والمياه بمساعدة زوجتي التي تنظف حبات البطاطا تنظيف جيد"، مضيفًا "أنجبت 6 بنات، مصاريفهم كتير، في مراحل التعليم المختلفة، وفي بلدنا عيب البنت تشتغل، لازم أكفي احتياجاتهم ده رزق البنات واسع الحمد لله"، مشيرًا إلى عدم وجود مجال آخر للعمل به غير بيع البطاطا، مؤكدًا أن يبحث عن الرزق الحلال وأن العمل أفضل من سؤال "اللئيم".
وأوضح "عم محمد"، أنه يشتري كمية كبيرة من البطاطا من التجار بسعر الجملة كل يوم لتكون طازجة، ويضعها على الفحم، ويتم تسويتها حسب الطلب، وتتصاعد الأدخنة ورائحتها لجذب عدد كبير من الأطفال والمارة، مؤكدًا جلبها من مزارع مدينة الفيوم، الكيلو بـ5 جنيهات، ويبيعه بـ15 جنيه، ويحصل على ربح يتراوح بين 50 ومئة جنيه، يتوفر منه ايجار المسكن ومصاريف المدارس، فضلا عن شراء البطاطا في اليوم التالي، بالإضافة إلى برسيم للحمار.
ويضيف "عم محمد"، أنه يتجول شوارع مدينة طامية، حاملًا مكبرات صوت على عربة البطاطا، التى تجذب المارة لبضاعته بشكل كبير، ويلفت انتباه الناس في البيوت.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
