ads

عيد الفطر فى شرق آسيا.. «هاري رايا» و«مديك» وأزياء ملونة

صورة تعبيرية

فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين "الصيام" وجعل جائزته فرحتان للمسلم، فرحة يوم لقاء ربه، وفرحة فى الحياة الدينا بعيد الفطر المبارك، هكذا يدخل العيد بالفرح والسعادة ونشر البهجة بين المسلمين، وفيما يلى تسلط بوابة «أهل مصر» الضوء على مظهر البهجة والفرح بالعيد فى دول شرق آسيا.

1- الـ "مديك"..أبرز مظاهر العيد في إندونيسيا:

البداية من إندونيسيا، حيث يغادر عشرات الملايين من الإندونيسيين المدن للعودة إلى قراهم، خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وهذه العودة الجماعية تعتبر إحدى صور عطلة العيد في إندونيسيا.

فالعودة السنوية إلى مسقط الرأس في القرى والمدن هي جزء لا يتجزأ من طريقة احتفال الإندونيسيين بعيد الفطر؛ حيث يقومون بإعادة الروابط مع أسرهم، ومع أنه من الصعب الاتفاق على أصل هذه العادة التي تسمى بـ"موبيك"، لكن هذا السلوك ينتشر كذلك في ماليزيا، فيما يقول بعض المؤرخين بأنها عادة إندونيسية قديمة.

وفي العاصمة "جاكرتا" تغلق المحال التجارية أبوابها، ويتوقف العمل بمواقع البناء، وتعتمد الأسر الغنية على نفسها بشكل كبير، وعلى الفنادق بسبب سفر الخادمات والمربيات والسائقين إلى قراهم لقضاء عطلة العيد.

ويقوم السكان كذلك بإرسال بطاقات التهنئة بالعيد للأقرباء والمعارف كأحد العادات الأساسية للاحتفال بالعيد وتكثر تلك العادة في المناطق الريفية إلى الدرجة التي تدفع موظفي البريد إلى تأجيل أجازاتهم لما بعد العيد للسيطرة على حجم العمل الكبير الذي يواجهونه جراء تلك العادة، لكن تلك العادة لا تكون منتشرة بين أهل المدن الذين يلجأون إلى الهاتف المحمول والبريد الإلكتروني من أجل التهنئة.

2- عيد"هاري رايا".. ماليزيا:

يتاح لجميع الماليزيين في هذا العيد الذي يعد أحد أكبر المناسبات الدينية لديهم ويعرف باسم "هاري رايا"، أي عيد الفطر باللغة الماليزية، فرصة الرجوع للقرية والالتقاء مع الأهل.

وتبدو مظاهر الاستعداد لاستقبال هذه المناسبة العزيزة على قلب كل مسلم واضحة وجلية في الطرقات والمجمعات التجارية والأسواق الشعبية ليس فقط في المدن والضواحي الكبرى إنما في مختلف القرى القريبة والنائية.

وكثيرا ما يدخل العديد من أتباع الديانات الأخرى في الإسلام أثناء احتفال مسلمي ماليزيا بأداء صلاة العيد والتي يراها الماليزيون جميعا مناسبة عامة قد تستقطب غير المسلمين لحضورها.

ولا يقتصر الاحتفال بعيد الفطر في ماليزيا على المسلمين فحسب، وإنما يشمل بقية الأعراق من أصحاب الديانات الأخرى كالمسيحية والبوذية والهندوسية، فهذا العيد يأخذ شكل الاحتفال العائلي لجميع الشعب بصرف النظر عن دين أو جنس.

وتحتفل الحكومة الماليزية به بشكل يختلف عن باقي أقطار العالم الإسلامي، حيث تقوم الحكومة بتوفير مخصص مالي محدد لكل وزير وذلك لإقامة مائدة طعام مفتوحة للشعب خلال أيام العيد المبارك ولا يشترط في صرف ذلك المخصص أن يكون الوزير مسلما حيث انه متاح لجميع الوزراء بغض النظر عن دياناتهم.

ويستقبل الوزراء من خلال هذه الموائد الجماهير من مختلف الأنواع والأديان إذ يحرص على حضورها حتى الأجانب من دول أوروبا وأمريكا للاحتفال بهذه المناسبة المباركة.

3- تايلاند..العيد فرصة لتدعيم الأواصر:

والمحطة الثالثة في جولتنا الآسيوية، هى تايلاند التي يعتبر المسلمون فيها أقلية تتركز في الجنوب، حيث يحرص المسلمون على أمرين في صباح يوم عيد الفطر، أولهما دفع زكاة الفطر، والثاني أداء صلاة العيد، وينبع هذا الحرص من القمع الذي يتعرض له المسلمون هناك؛ حيث يعمل المسلمون على تدعيم التواصل والتماسك الاجتماعي بينهم لتوحيد الصفوف من أجل مواجهة الانتهاكات التي يتعرضون لها.

ومن أهم وسائل تحقيق التواصل العمل على دفع الزكاة لكفاية الفقراء مؤونة الاحتياج في ذلك اليوم، بالإضافة إلى ذلك نجد أن صلاة العيد تُعد إحدى الوسائل التي يتلاقى فيها الناس في يوم تعم فيه البهجة المجتمع المسلم بأسره، كما يحرص المسلمون على التزاور فيما بينهم للتشارك في بهجة العيد.

4-العيد فرصة مسلمي الصين:

يحرص المسلمون في الصين على إثبات هويتهم الإسلامية من أجل التصدي لمحاولات محو تلك الهوية والتي تقوم بها السلطات الصينية بصورة منظمة ضد الأقليات الدينية والعرقية وبخاصة الأقلية المسلمة، فنجد أن المسلمين من عرق هوي جنوب غرب الصين يرتدون الأزياء الملونة عنوانا على بهجة العيد وإظهارا لهويتهم الإسلامية؛ وذلك في اليوم الوحيد الذي تسمح لهم السلطات الصينية بالحصول على إجازة فيه.

وعن بقية مظاهر العيد بعد الصلاة؛ فهي تتمثل في تبادل الزيارات والتهاني فقط، وليس هناك جديد في هذه الأيام المباركة عن غيرها من الأيام بسبب القهر الصيني.

وقد سمحت السلطات الصينية للمسلمين، مؤخراً، بإقامة الصلاة داخل المساجد مع تعيين خطباء من قبلها، وتوزيع خطب جاهزة عليهم ليقرؤوها على المصلين، ولكن المسلمين في تركستان قد اعتادوا على هذا الاضطهاد، وأصبحوا يتعايشون معه يوميا، ولذا فالمسلمون هناك يستغلون المناسبات الدينية لإظهار حنينهم إلى الإسلام.

5- في كمبوديا.. حينما تتغلب العادات البوذية:

أما في كمبوديا فيتركز المسلمون في محافظتي كامبوجام وقهاكونج، ويؤدون صلاة العيد في المساجد القليلة المنتشرة في المحافظتين، حيث تمنع السلطات الكمبودية المسلمين من إظهار شعائر دينهم بطريقة علنية لغلبة الطابع البوذي على البلاد.

ونتيجة لضغوط الحكومة البوذية وقلة الدعاة؛ أصبح المسلمون هناك في حالة من الجهل بأبسط قواعد الدين الإسلامي، ولذا فلا نرى هناك إقبالا كثيفا على إحياء سنة صلاة العيد لا في المساجد، ولا في الخلاء، ولا يكاد يخرج للصلاة إلا الشيوخ والعجائز فقط، أما الشباب فينامون حتى وقت متأخر وقد غلبت الكثير منهم عادات المجتمع البوذي الذي يعيشون فيه.

6- في اليابان..العيد وسيلة للدعوة للإسلام:

ولا ننسى إخوتنا المسلمين في اليابان، حيث يحتفل المسلمون بالعيد بشكل أساسي من خلال أداء صلاة العيد، التي كانت حتى وقت قريب تقام في المساجد، ولم تكن حينها تسع كافة المصلين فكانوا يضطرون لأدائها على دفعات متتالية، ولكن مؤخرا سمحت الحكومة اليابانية

للمصلين بأداء صلاة العيد في الملاعب الرياضية والحدائق والمتنزهات، وهو ما زاد من فرحتهم بالعيد الذي تحول إلى واحد من أهم وسائل الدعوة للإسلام في اليابان.

7- عيد أذربيجان.. برامج وتوعية:

أما عن مظاهر العيد في أذربيجان؛ فإن الآذريين يشترون الملابس الجديدة قبل أيام العيد وخاصة للأطفال، وفى أيام العيد يقوم الشعب الآذري بإعداد الحلويات ويقدمونها للأقارب والضيوف خلال زيارات العيد، بعد أداء الصلاة في الجوامع الكبيرة.

وعلى الرغم من سيادة العلمانية في السياسة الآذرية، إلا أن الدولة تحترم العيد، ومن ثم تعطي إجازة 3 أيام للموظفين والعمال، أما المساعدات المادية للناس؛ فتكون من قبل الجمعيات الخيرية أو من طرف القطاع الخاص فقط، ولا تكون هناك مكافآت رسمية للعمال كما في بعض البلاد.

وتقوم رئاسة الشؤون الدينية بنشاط ديني لتنظيم إحياء الاحتفالات؛ ومن جهة برامج الإذاعة والتلفزيون تقدم برامج توعية دينية أسبوعية بشأن أحكام العيد وزكاة الفطر، والتصرّف فيها، ويقوم المفتى الرسمي للدولة بتقديم دروسه في هذا الصدد عبر الوسائل الإعلامية.

8- الفلبين..الاحتفالات تنطلق من المسجد الذهبي:

أما الفلبين فقد أعلنت أجازة رسمية لجميع المواطنين بمناسبة احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك، وبذلك تصبح أجازة عيد الفطر واحدة من ضمن 11 أجازة رسمية يتمتع بها الشعب الفلبيني.

وغالبًا ما يتجمع المسلمون في العاصمة "مانيلا" قبل الفجر لأداء صلاة العيد في المسجد الذهبي بحي كويابو ثم أطلقوا الألعاب النارية احتفالا بالمناسبة الكريمة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً