"عم سعد" الخطاط صانع أكبر مصحف بالمحلة الكبرى: أعمل 20 ساعة يوميا وكتبت 18 كتابا عملاقا.. وحلمي أدخل موسوعة جينيس.. (فيديو وصور)

دائماً ما يكون الخطاط أو المزخرف دارسا لفن الخطوط وأشكالها، متقنا لكل حرف سواء كان الخط أندلسيا أو كوفيا أو غيرها، يتقن رسم كل خط، حيث علمه أساتذة، إلى جانب موهبته وإحساسه بالريشة بين يديه، إلا أن بطل قصتنا اليوم "أمي"، ولا يشعره ذلك بالحرج، لأنه يعتبر قدوته رسول الله، فهو الأمي الذي علم أمة كاملة، وأول ما قيل له من رسالته "أقرأ".

"عم سعد".. أراد أن يتعمق في كل كلمه من كتاب الله، يرسمها ويزخرفها ولا يكتفي بذلك وإنما يصنع أكبر مصحف بخط اليد، تبدأ رحله "أهل مصر" للكشف عن قصه ذلك المصحف، بقرية بلقينا إحدى قرى مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، حيث توجد أوراق عملاقه داخل بيت لا يتخطى الـ50 مترا، حيث يعيش ذلك الخطاط البسيط، والذي أنفق كل ما يملك ليمثل اسم مصر فى محافل عالميه، لكنه ظل مغموراً لا يعلم عنه أحد.

اصطحبنا "عم سعد حشيش" بجولة داخل منزله المكون من غرفتين وصالة أغلق إحداها على حامل عملاق يشبه المنبر، وفوقه بكرة عملاقة من الورق المزخرف، ليشير بيديه، كمن يقدم ابنه بفخر ويقول: هذا ما أنجزته طوال حياتي، مصحف مكون من 700 متر، كتبت كل حرف فيه بدقه وعناية، على الرغم من أنى لم أتخط الصف الخامس الإبتدائى، لكنى قرأت وتعلمت، علمت نفسي بنفسي، سافرت للعراق والسعودية وليبيا، جنيت الكثير من الأموال لكنى لم أنفقها على نفسي أو أولادي بل على فني، وهذا ليس الإنجاز الوحيد، بل في طريقي لصنع مصحف أكبر من هذا، لأتحدى كل من سخروا منى ومن عملي.

ويواصل عم سعد: أما بالنسبة لمنزلي الصغير هذا فقد رسمت جدرانه بالكامل بيدي، حتى الأثاث زخرفته، فهو صومعتي الصغيرة، أجمله قدر المستطاع، لأنى أعلم أن أولادي أكثر من ظلموا خلال رحلتي، فبدل من أن أؤمن مستقبلهم وأشترى لهم منزلا كنت أشترى أوراقا وألوانا، حتى إنى أصنع الوسائل التعليمية للتلاميذ في قريتي، وأشترى كل ما هو قديم وأزينه بالألوان وأعيد ترميمه، وفى بعض الأحيان أجد ملاذي في قطعة ملقاة في القمامة، ألتقطها وأعيد تجديدها لتبهر الجميع.

وأضاف: ظللت أعمل طوال 40 عاما لكي أخرج عملي للنور، فكل يوم عقب صلاه العشاء أدخل غرفتي وأبدا في العمل حتى منتصف الليل، وفى بعض الأحيان يستمر العمل لأكثر من 20 ساعة، ولم يقتصر عملي على المصحف فقط، ولكنى كتبت أكثر من 18 كتابا عملاقا، أحدها عن تاريخ المحلة الكبرى وقراها وأشهر الشخصيات بها في كافة المجالات "الكرة والسياسة والمشايخ"، حتى الآثار، وآخر عن أشهر الحكم والأقوال للصحابة.

كل ما أتمناه أن ادخل موسوعة "جينس" للأرقام القياسية، لكنى لا أملك المال لأسافر للجنة، وأيضاً لا أستطيع استضافتهم هنا وتحمل مصاريف تذاكر الطيران والفندق، فمعاشي لا يتخطى الـ700 جنيه ولدى من الأولاد 3، وكل ما أتحصل عليه أشترى به الأحبار والألوان والورق.. هكذا عبر عم سعد عن أمنياته البسيطة.

عم سعد، اختتم حديثه بهمسات في آذان المسئولين قائلاً: كل ما أطلبه في نهاية حياتي أن ينظر لى المسئولون بعين الاهتمام، وأوجه كلمتى للرئيس عبد الفتاح السيسى "من رجل فقير أفنى عمره فى صنع كتاب بكلمات الله إلى رئيس مصر أريد أن أمثل بلدي في العالم، أمام الجميع".               

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً