تعتبر الكحوليات شكل من أشكال الإدمان كالحشيش والأفيون والهيروين، وتنشر في دول الغرب على نطاق واسع، وفي الطبقات العليا لدينا، على الرغم من أن لها العديد من الأضرار على جسم الإنسان، وأكثرها خطورة على عضو الكبد، وتؤدي إلى التليف والضرر، وقد يصل الأمر إلى ضمور الكبد والوفاة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد الرحمن حماد، مدير مركز إنسايت للصحة النفسية وطب الإدمان، والمدير السابق لوحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، أن ظاهرة الكحوليات غير منتشرة على نطاق واسع في مصر وعلى الرغم من ذلك، توقع أن في الفترة المقبلة، ستشهد طفرة حقيقية في إقبال عدد كبير من الناس على شرب الكحوليات، ولكن نادرًا ما يذهب أحد الأشخاص للعلاج من الكحول، فالأغلبية العظمى تتناول المخدرات كالحشيش والترامادول والهيروين والأفيونات، ولكن الكحول يعتبرونه شيئ خاص، ويطلقون عليه اسم "hot social drinking"، ويتم تناوله في المناسبات بكثرة مثل "ليلة رأس السنة" وغيرها.
وأشار مدير مركز إنسايت للصحة النفسية وطب الإدمان، إلى أن مدمنين الكحول عددهم قليل، بالنسبة لباقي مدمني الأنواع الأخرى من المخدرات، ويقتصرون على فئات معينة، خاصة الطبقة العليا الذين يعيشون نمط الحياة الغربية.
وأوضح الدكتور سليم جمال، طبيب أمراض الجهاز الهضمي، أن الكحول من السموم التي تدخل جسم الإنسان، ويبدأ عضو الكبد في التعامل مع هذه السموم، للتخلص منها، وبالتالي فكثرة الكحوليات تجعل هناك خطورة على الكبد وتؤدي إلى التلف، فشرب الكحوليات يؤدي لضمور الكبد خاصة وجود أنواع رديئة من الكحوليات تعجل من عملية التلف والضرر الحادث للكبد بالإضافة إلى حدوث هبوط في الدورة الدموية واضطرابات في نبضات القلب ومشكلات تتعلق بالمخ، وعلى الرغم من وجود عدد كبير من المراكز الطبية المتخصصة في علاج الإدمان إلا أن مدمنو الكحوليات لا يعترفون بعلاجه كباقي حالات الإدمان لأنواع أخرى كالحشيش والأفيون والهيروين.
وأضاف طبيب أمراض الجهاز الهضمي، أن شرب الكحول ينتشر لدى الرجال بشكل أكبر من النساء، فالكحول يؤثر سلبيًا على النساء، وخاصة الحوامل منهم في وجود عيوب خلقية للأجنة، وينقسم مدمني الكحوليات إلى متعاطين له بشكل يومي، وهم المدمنون، وهناك من يتناوله فقط في الحفلات والمناسبات أي خلال ساعة أو ساعتين فقط، وللإدمان اليومي تأثير على الكبد والبنكرياس بشكل كبير.