يميل بعض المدربين إلى التركيز على النواحي الدفاعية، معتقدين أنها الأجدى في حصد الألقاب، وعلى رأس هذه المدرسة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، فيما يعتقد البعض الآخر أن "الهجوم خير وسيلة للدفاع"، يقودهم حاليًا المدير الفني لمانشيستر سيتي الإنجليزي، الإسباني بيب جوارديولا، والمدير الفني لليفربول، الألماني يورجن كلوب.
إذًا المدرستان موجودتان، ولكن السؤال المهم من يكسب الرهان؟ "المتمثل في التتوييج بالألقاب"، أهي كرة "بيب" الجميلة أم كرة "مورينيو" الواقعية؟، سنحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال طريقة لعب "لاسارتي" مع الأهلي، بالرجوع إلى مانويل جوزيه وباتريس كارتيرون.
وبين هذين الفكرين، يلعب الأهلي بقيادة مدربه الأوروجوياني مارتن لاسارتي، والزمالك مع السويسري كريستيان جروس، حيث يميل الأول إلى التحفظ الدفاعي حتى وإن كان يلعب أمام أندية صغيرة، فيما يؤمن الثاني بالهجوم كحل وحيد للفوز في اللقاءات حتى وإن كان يلعب خارج أرضه.
الأهلي تعاقد مع لاسارتي خلفًا للمقال الفرنسي باتريس كارتيرون، لأن الأخير فكره لا يناسب طريقة لعب الأهلي (على حد قول الإدارة)، ولكن هل يتماشى فكر الأول مع المارد الأحمر؟، لا يبدو هذا أبدًا في المباريات الـ11 مباراة التي خاضها لاسارتي مع المارد الأحمر، بواقع 4 مباريات في إفريقيا و6 في الدوري المصري.
الأوروجوياني فاز في 8 مباريات وتعادل في واحدة وخسر في إثنين، وبالرغم من أن النتائج جيدة إلى حدٍ ما، إلا أن استعراض المباريات الـ11 لا يرضى الجمهور الأحمر، الذي ثار على سابقه بعد خسارته لقب إفريقيا، ونسى أنه كان قد انتشل الفريق من شبح الخروج المبكر من البطولة إلى الوصول إلى المباراة النهائية.
لاسارتي يملك تشكيلة نارية على المستوى الهجومي، فالشحات وماهر وصبحي وأجاي وجيرالدو ومحسن وصلاح وأزارو، وغيرهم الكثير، ولكن لم يحقق نتائج كبيرة سوى في مباراة سيمبا التي فاز بها بخماسية في ظرف 30 دقيقة، قبل أن يعود بهزيمة مفاجأة خارج أرضه، بالإضافة إلى المباريات التي أنهاها بفارق هدف وحيد، جعلت الجمهور يضع يديه على قلبه إلى أن يطلق الحكم صافرة نهاية اللقاء.
في مباراة الأمس أمام ا الأهلي في لإنتاج، لم ينجحفك طلاسم دفاع مختار مختار إلى بعد طرد لاعب من تشكيلته، وبالنسبة للهدف فقد جاء من خطأ دفاعي ساذج، وحتى بعد الطرد لم يترجم لاعبوا الأهلي الفرص الكثيرة إلى أهداف، وبدًلا من الزج بمهاجم صريح "صلاح محسن"، فاجئ لاسارتي الجميع بالدفع بـ"أحمد الشيخ" بدًلا من جونيور أجاي.
بالرغم من بعض الجمل التكتيكية التي ظهر بها الأهلي في بعض المباريات، والأداء الجيد إلى حد ما في مباراتين أو ثلاثة، إلا أن الأهلي لو استمر بهذا التفكير وتلك الطريقة، المتمثلة في الرضا بالهدف الواحد الذي يأتي بالنقاط الثلاث، فمن الصعب أن يتوج بأي لقب سواء على المستوى المحلي أو الإفريقي، وفي هذا الوقت سيواجه لاسارتي مصير كارتيرون.
الاعتماد على طريقة لعب واحدة وفلسفة معينة لم تتغير، لن تجعل من لاسارتي، جوزيه جديد لدى جمهور الأهلي، لأن البرتغالي كان يعطي كل مباراة حقها، فعندما يواجه الترجي في القاهرة لن يلعب بشكل دفاعي ولكن إذا ذهب إلى تونس نجده يلعب بثلاثي في وسط الملعب، وإذا كان لعب مع سيمبا فإنه لن يلعب بالشكل الدفاعي البحت الذي ظهر به الأهلي مع الأوروجوياني، فلكل مقام مقال.
وعلى الأوروجوياني أن يعيي جيدًا أن أفضل مباراتين خاضهما منذ قدومه إلى القلعة الحمراء، وهما أمام سيمبا في برج العرب، ومباراة المقاصة، لعب فيهما شوط واحد فقط، أو بالأحرى 30 دقيقة فقط، ليدخل اللاعبون في الشوط الثاني بطريقة لعب مغايرة كما أن التبديلات الدفاعية والمتأخرة، تدل بعدم معرفة لاسارتي لمكانة الأهلي في مصر وإفريقيا حتى الآن.