مات يوم قراءة فاتحته.. مفاجآت في اللحظات الأخيرة بحياة أقدم سجين بمصر.. شارك في عرس بالقرية.. وكحة شديدة تقضي عليه

ذهب لحضور حفل زفاف بالقرية في حوالي الساعة السابعة مساء، والتقى الأهل والخلان وصافحهم جميعا الصغير والكبير، وإرتفع صوته بالضحك والمزاح، ولكنه لم يطيل الجلسة التي لم تستغرق ساعة على الأكثر، ومع اقتراب الثامنة عاد مسرعا إلى المنزل فلديه في الصباح أهم مشوار في العمر، يجب عليه الاستعداد له على أكمل وجه وهو حلم حياته الذي بات تحقيقه على الأعتاب، حيث الذهاب لمنزل أحد أقاربه وإنهاء الاتفاق على إتمام الزواج من عروسه المنتظر، لكن كان للقدر كلمة أخرى ، فحوالي الساعة الواحدة صباحًا انتابته "كحة" مزعجة انتهت بضيق تنفس ولم تفلح محاولات إنقاذه حتى صعدت روحه إلى بارئها.

لم يمهل القدر السجين المفرج عنه بعفو رئاسي عم كمال ثابت صاحب الـ 66 عاما، ليحقق حلم حياته وأغلى أمنياته بالزواج والإنجاب بعد خروجه من محبسه بـ 60 يومًا، فعقب عودته من حفل الزفاف ليلة أمس، وأثناء جلوسه مع ابن شقيقته "محمود" وهو يحكي له عن سعادته وانتظاره طلوع الشمس بفارغ الصبر، للذهاب لأهم مشوار في حياته، انتابته نوبة من الكحة الشديدة لم تستغرق دقائق فزع على إثرها الصبي ابن شقيقته الذي كان يأنسه في بيته ولم تفلح شربة الماء التي ناولها له في إنهاء اختناق صدره وهرع إلى خارج المنزل لييستغيث بمن حوله من أقاربهم ليأتوا مسرعين ويقومون بنقل عم كمال إلى مستشفى سوهاج الجامعي لمحاولة إسعافه، ولكن تنفذ كلمة الله وتفيض روحه إلى بارئها وسط ذهول وصدمة الحاضرين.

تقول "أمنية" ابنة شقيقة كمال ثابت، لـ "أهل مصر" وهي في نوبة من البكاء على خالها الحنون: "احنا مذهولين، قعد عمره كله في السجن وطلع شهرين بس وملحقش يفرح، كان رايح يشوف العروسة النهاردة، كان نفسه يتجوز ويخلف ويشيل عيل من صلبه". 

وتابعت "أمنية" ولاتزال فاقدة السيطرة على دموعها، أنها تمكث حاليًا داخل بيت خالها هى وشقيقها، وفي انتظار عودة والدتها الحاجة صفية وأفراد العائلة والأهالي بجثمان "الخال عم كمال" لدفنه عقب صدور التقرير الطبي من مستشفى سوهاج الجامعي، مضيفة أن فقط أول أمس حضرت والدتها وأشقاءها من القاهرة حيث يقطنون بسكن جديد هناك، وكان خالها قد طلب من والدتها برواز لصورة له أعجبته عندما رأها معلقة عندها بالبيت قائلة: "أمي كانت عملتله صورة في برواز ذي اللي عجبه لكن متلحقش يشوفها". 

واستكملت: "خالي كان بيعود يضحك ويهزر وقلبه حنين لو شاف اي حد محتاج حاجة بيساعده حتى القطط والكلاب، وراح شهد على كتب كتاب عريس بدل أبوه المتوفيط، في إشارة منها لتقدير أعيان المشايخ والأهالي له. 

وانتابت حالة من الحزن والصدمة أهالي قرية الديابات بمحافظة سوهاج، عندما استيقظوا صباح اليوم على خبر وفاة عم "كمال ثابت" المفرج عنه والمعروف إعلاميًا باسم "أقدم سجين مصري"، إثر إصابته بضيق في التنفس.

يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أصدر قرارا بعفو رئاسي عن كمال ثابت بعد قضائه أكثر من 46 عامًا خلف القضبان بسبب قضايا ثأر، وكان كمال ثابت البالغ من العمر، 66 عاما، حُكم عليه بالسجن في 3 قضايا، منهما قضيتين قتل، والثالثة شروع في قتل، وقضى في السجن 46 عاما، إلى أن صدر عفو رئاسي عنه وخرج من السجن في 8 من شهر ديسمبر من العام الماضي.

ومن المقرر أن يجرى تشييع الجثمان اليوم بمقابر العائلة بأخميم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً