"سامحوني، متزعلوش مني.. أنا مليش صحاب.. مقدرش أتحمل أكتر من كده".. آخر كلمات تركها، "محمد" الذي لم يتجاوز عمره 17 سنة، ابن محافظة الشرقية، موجها إياها إلى أصدقائه وجيرانه، بعدما قرر الهروب من الدنيا إلى الدار الآخرة، قبل إقدامه على الانتحار شنقاً داخل "مخزن" تابع إلى أحد الكافيهات بمنطقة عين شمس.
اقرأ أيضا.. تأجيل محاكمة المعزول محمد مرسي وآخرين في التخابر مع حماس
انتقل "أهل مصر" إلى مكان الحادث ليروي لنا شهود العيان تفاصيل الواقعة، في البداية قال "محمد" صاحب المقهي الذي كان يعمل فيها المجني علية، إنه في يوم الحادث صعد أحد العمال إلى المخزن لتغيير ملابسه لانتهاء عمله، في الثامنة مساء، تفاجأ بالمجني عليه مشنوقًا ومعلقا بـ"كوفية" في سقف الغرفة وأسفله كرسي، وعلى الفور قام بإخباري، وقمت بإبلاغ الشرطة وسرعان ما حضرت، وعثرت أجهزة الأمن على رسالة مكتوبة بخط يده تحتوي على "سامحوني، متزعلوش مني.. أنا مليش صحاب.. مقدرش أتحمل أكتر من كده"، وقاموا بفك الجثة، وحضر والده وتم اصطحبها إلى المستشفى.
وتابع "محمد" حديثه قائلاً: "محمد كان شاب في قمة الأدب والاحترام، ولم يكن لديه أي مشكلات مع أحد في المنطقة، وكان قليل الكلام، ودائم الشكوى من ضيق حالته النفسية، وأتي إلى الكافية منذ حوالي 7 أشهر للعمل، وكان راتبه 80 جنيه يومًا، وأصحابه في العمل، كانوا يحاولون التدخل في حياته، وحل مشكلاته، لأنه كان دائمًا يعاني من حالة اكتئاب، ما أدى لسوء حالته النفسية، لكنه كان يرفض بشده.
فيما قال "أحمد" شاب أربعيني، وأحد شهود العيان، إن والده رجل مسن يدعي "سيد" ويعمل في بيع الأحذية، وكان لديه من الأولاد "محمد"، المجني علية، وشقيقته "هبه"، بعدها انفصل عن زوجته، وتراكمها في محافظة الشرقية.وأضاف "محمد" لـ أهل مصر"، وبعد فترة من الزمن جاء "محمد" من أجل العمل مع والده في بيع الأحذية، من الشرقية، ولكن نصحه والده بعمل في مكان آخر ، فتوجه للعمل في "كافية"، وظل يعمل لمدة 7 أشهر، وقبل أسبوع من انتحاره، علمنا أن والده قام بطرده من الشقة، وأصبح الكافية الذي يعمل بيه بمثابة البيت والعمل".
اقرأ أيضا.. بعد ضبط منتحلين.. الرقابة الإدارية تهيب بالمواطنين التأكد من هوية ممثليهاكان اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، تلقى إخطارًا من مدير قطاع شمال القاهرة، بورود بلاغ من قسم شرطة عين شمس، بالعثور على جثة شاب، معلقة في كوفية داخل مخزن كافيه بدائرة القسم.
انتقلت قوة من القسم، إلى محل البلاغ، وخلال المعاينة الأولية، تبين العثور على جثة شاب، في العقد الثالث من العمر، ملفوف حول رقبته "كوفية"، فتم إيداع الجثة المستشفى.تم سماع أقوال أسرة المجني عليه، الذين أكدوا أن المجني عليه يعمل في الكافيه منذ فترة، وقبل الحادث بأسبوع نشبت مشادة كلامية، بينه ووالده، قام على إثرها الأب بطرد الضحية من الشقة، فأصيب الشاب بأزمة نفسية، وقرر الانتحار.