للمرة الثانية على التوالى، ومع اكتمال بدر شهر جمادى الآخر للعام الهجرى الحالى (1440) يطل اليوم، على كوكب الأرض "القمر العملاق" ، أو " السوبر مون " والمعروف باسم " القمر الثلجى " .
وتتزين السماء بالقمر وهو فى أقرب نقطة له من الأرض ، فيبدو فى حجم ظاهرى أكبر وإضاءة أكثر ، ويمكن للمصريين وسكان دول المنطقة العربية وغيرهم التمتع بمشاهدة القمر فى هذه الحالة التى تحدث عندما تكون الأرض والشمس والقمر فى حالة اقتران كوكبى كامل ، فيكون القمر مقابلا للأرض مثله مثل الشمس ولكن على الجانب الآخر منها، مما يجعله ساطعا ومضيئا بالكامل.
والقمر العملاق الذى يطل على الأرض الثانى بعد "السوبر مون" الذى حدث يوم 21 يناير الماضى عند اكتمال بدر قمر شهر جمادى الأولى الماضى ، ووصف " القمر العملاق " يطلق على القمر سواء كان فى المحاق أو البدر المكتمل عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362,146 كيلومتر، وهذا الوصف أصبح شائع الاستخدام برغم أنه ليس توصيفا فلكيا، فالتسمية العلمية الصحيحة هى "قمر الحضيض" ويقصد بالحضيض وقوع القمر فى أقرب نقطة من الأرض ، بحيث سيكون حجمه الظاهرى أكبر بحوالى 14 فى المائة ، وإضاءته أكثر بحوالى 30 فى المائة ، وذلك وفقا لما صرح به الدكتور أشرف لطيف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط٠
وأضاف تادرس ، أن البدر عرف بإسم " القمر الثلجى الكامل " لدى بعض قبائل الأمريكيين الأوائل ، لاقترانه بسقوط الثلوج الثقيلة ، كما كان يعرف فى بعض القبائل الأخرى بقمر الصيد الصعب أو قمر الجوع ، لأن الطقس القاسى كان يجعل من الصيد أمرا صعبا فى هذا الوقت من العام مما يعرضهم للجوع ، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تظهر عندما يكون القمر عند اكتماله فى طور البدر ،مقترنا بوجوده فى أقرب نقطة له من الأرض "نقطة الحضيض"، ولهذا يظهر القمر عملاقا.
والقمر العملاق الشتوى الذى يظهر فى سماء الدول الواقعة فى النصف الشمالى للكرة الأرضية فى فصل الشتاء ، يكون أكبر من القمر العملاق الذى يظهر فى الصيف أو بقية العام، وذلك لأنه فى هذا الوقت من العام تكون الأرض قريبة من الشمس ،ونتيجة لذلك فإن جاذبية الشمس تدفع القمر أقرب إلى الأرض ما يجعل أى بدر عملاق يحدث خلال فصل الشتاء يبدو أكبر من أقمار البدر العملاقة التى تحدث فى الصيف.
وليس للأقمار العملاقة أى تأثير سيئ أو ضار على الإنسان أو الطبيعة الجيولوجية للأرض وحدوث زيادة فى نشاطها ، أو حدوث حالات طقس غير اعتيادية ، باستثناء التأثير فى حركتى المد والجذر ، التى تنشأ بفعل جاذبية الشمس والقمر ، حيث تعلو حركة المد إلى أقصى دورتها عندما يكون القمر بدرا أو محاقا (قمرا جديدا)، فعندما يقترن البدر أو المحاق مع نقطة الحضيض (القمر العملاق) يبلغ المد أقصاه ، وهو أمر طبيعى ، ففى كل شهر فى يوم اكتمال القمر بدرا تنتظم الشمس والأرض والقمر على خط واحد ، وهذا يسبب مدا وجزرا واسع المدى ، فالمد العالى يرتفع على نحو استثنائى ، وفى نفس اليوم يحدث أخفض جذر على نحو استثنائى، ولكن نظرا لأن هذا القمر البدر سيكون قريبا من نقطة الحضيض سوف يبرز المد فى ظاهرة تسمى (المد العالى الحضيضى) خلال الأيام التالية، ولكن الاختلاف صغير ولن يؤثر على توازن الطاقة الداخلية للأرض لأنه يحدث مد وجذر كل يوم.