تعرض المجتمع المصري والدولة المصرية لهزات وصدمات عبر التاريخ يعلمها الجميع ونحن في غني عن سردها الان ,لكني سأتحدث عن صدمة تعرض لها المجتمع المصري في العصر الحديث، وأعني بهذا في عامي 2011 و 2012، وهما عامان للنسيان ,حيث إستغلت جماعات الإسلام السياسي الحدث، واستغلت الفراغ الموجود في نهاية ولاية الرئيس مبارك، لتقفز علي السلطة في ظل مراقبة دقيقة وحكيمة من الجيش المصري ورجالاته الشرفاء، وإضطرارهم للصبر واكتفائهم بالمراقبة حكمة منهم وتحت تأثير إعتبارات عالمية وإقليمية ,وفي ظل بداية السقوط والإنحراف عن المسار التاريخي والطبيعي للدولة المصرية في هذان العامان الأسودان ,برز إسم قائد عظيم وشجاع ومثابر ,شاء الله أن يخلصنا من هذه الغمة ويحفظ مصرنا الحبيبة من السقوط ,إذ تحمل الصعاب وحمل كفنة علي يدية ,ووقف في وجه التيار الجارف حينها بشجاعة واقدام منقطع النظير ,كان مستغرب حينها وغير متوقع ولكن مع الوقت زاد إدراكي وزادت قناعاتي بأن جيش مصر العظيم لم ولن يتخلي عن المشهد ,ولن يكتفي بالمراقبة ,بل أنه يدرك ويقرأ المشهد بعين حكيمة تجمع بين الحكمة والشجاعة ,فبرز من جيشنا العظيم الوطني هذا القائد الذي إستطاع كبح جماح هذا التيار المختبي تحت عبائة الدين ,لإستعطاف الناس ,وكسب تأييدهم ,فأنخدع فيه الكثير ومال اليه بعض الشباب وقليلي الخبرة ,حتي كشف سترهم الرئيس السيسي بذكاء وحكمة وشجاعة منقطعة النظير ,وفي لحظة مناداة من الجماهير وتأييد وتحمل للمسئولية الوطنية والتاريخية , إتخذ القرار الحاسم بعودة مصر الي سابق عهدها ,مصر المتنوعة مصر السماحة مصر الأزهر والكنيسة مصر العروبة مصر الدولة الوطنية ,فقد عبر برؤيته عن تصور قطاع كبير من الصامتين ووقف في وجه المتشددين, وفي لحظات التشكيك وبث اليأس من قبل هذه الجماعات الإرهابية والتأثير المعنوي علي الشعب , كان الوعي كبير وكان التحدي كبير من القيادة والجيش ,فتم التعامل بجزم وبصبر ,وإنه لمن الصعوبة أن تتقن الحزم مع العطف , فكانت يد حازمة تحمل السلاح في وجه الإرهابيين وتتحمل التضحيات , ويد تقدم الورود وتحنو الي الشعب , لكن المسئولية كبيرة والكارثة عظيمة والمعركة لم تنتهي بعد , فبعد معركة الوعي هناك معركة البناء , معركة الرخاء والرفاهيه ,فكانت يد الرئيس والجيش في شتي المجالات ,صناعية وتجارية وزراعية وسياحية ,خارجية وداخلية , لتعبر عن الشكل الحضاري لمصر الحديثة , وتبرز مصر في ثوب جديد يليق بها في هذه الألفيه , فأتخذ القرار ايضا ببناء مصر الحديثة ,المستنيرة وليست مصر السوداء المختبئة تحت عبائة الدين , فكان لابد من معركة إقتصادية , حضارية ,معركة بناء , ,فزرعت ملايين الأفدنة وشقت الطرق في الصحاري والمناطق المعمورة الزراعية القديمة التي يصعب عمل طرق بها , من طريق دائري إقليمي وطرق الصعيد ومحور 30 يونبه ومحاور وانفاق وكباري لن أسهب في الحديث عنها فالكل يراها ولا ينكرها إلا جاحد ,ثم زرعت ملايين الأفدنه بالفرافرة والوادي وأسيوط الشرقي والعوينات وسيناء والعلمين , كذلك بنيت المدن الجديدة من العاصمة الجديدة والعلمين الإسماعيلية الجديدة وغيرها ,ثم أتخذ القرار بإعادة تحديث ترسانة الجيش المصري من غواصات دولفين وطائرات رافال وميج واف 16 , وحاملات طاترات لأؤل مرة في الشرق الأوسط (ميسترال) , ومنظومات دفاع جوي إس 300 حديثة وغيرها ,وإنشاء قاعدة عسكرية في العلمين كأكبر قاعدة عسكرية في إفريقيا والشرق الأوسط ,ومركبات وعربات مدرعة للجيش والشرطة المصرية , فما كان للأعداء والحاقدين من الدول الإقليمية الا أن خضعت وعادت الي رشدها ,لتغير الفكرة التي سوقتها تيارات الظلام عن ضعف الدولة وتفككها , فتراجعت إثيوبيا وصمتت تركيا وأعادت إيران حساباتها , لتتوج السياسة الخارجية الناجحة للرئيس السيسي بريادة إفريقيا والشرق الأوسط من جديد ,وفي ظل هذا الإستقرار السياسي والتقدم الإقتصادي , إرتفعت معدلات الإقتصاد وتدفقت رؤوس الأموال لتصبح مصر الأولي إفريقيا في جذب رؤوس الأموال ويرتفع تصنيفها الإئتماني في موديز الي a + ,وطبقا لما قاله الرئيس السيسي وبعيدا عما يجهله البعض من أن الرئيس قد عزم في بداية فترة إنتخابه علي البناء وعلي التأسيس وعلي تحقيق نهضة مصر , فكرث الموارد في البناء في شتي المجالات وكانت الموارد في خدمة البنية التحتية والتأسيس لمصر الحديثة , ولكن من يضع أساسات المنزل لا يمكنه تزيينه أولا , فبلدنا لا تزال في مرحلة التأسيس ولكن الواعين والوطنيون يعلمون أن بمجرد الإنتهاء من البناء ستبدأمرحلة جني الثمار ,
أما معركة التجارة فقد أتخذ القرار الجرى والحكيم بتحرير سعر الصرف ليغلق الباب أمام المستوردين ويفتح الباب علي مصرعيه للمصنعين , فأنقلبت مؤشرات الأستيراد وزادت معدلات التصدير ,وأنكب الشباب الواعي علي إغتنام الفرص , بينما ظل الكثير من المخدوعين المخطوفين ذهنيا والمحبطين , يرون كل شىء سيء , مرتدين نظارتهم السوداء ,فارجعوا كل نهضة وانجاز موجود علي أرض الواقع الي الفشل , فكثرت المشاريع والإنجازات وظل الكسالي كما هم يرجعون كسلهم وفشلهم الي الدولة , ولكن رغما عنهم سنبني بلدنا بإذن الله وسننهض بها خلف قيادتنا وجيشنا .
أما النشطاء والسياسيون الغير معبرين عن نبض الشارع وعن الأغلبية والمتشدقون بأفكارهم الخارجية الأتية من خارج الحدود والغير منسجمة مع طبيعة هذه الحضارة وهذا الشعب ذو ال 7000 عام فنقول لهم أيا كانوا سواء (ليبراليون أو إشتراكيون أو راديكاليون ) هل أولي بمصر أن تستقر أم أن تطبق نموذج معين خارجي ؟ , فالأصل في الحكم والثابت عند عموم الشعب أن تصل مصر الي الإستقرار والي التقدم , أيا كان شكل الدولة سواء ملكي أو ملكي دستوري أو رئاسي أو نيابي . فغاية عموم الشعب المصري هي الوصول الي الإستقرار والرخاء والرفاهية .فهناك الكثير من الدول الليبرالية التي لم تستطع أنظمتها تحقيق نهضة لشعوبها , فلم تكن الليبرالية حلا بل كانت مدعاة للصراع علي الحكم والإنقسام وعدم الإستقرار ,وهناك الكثير من وهناك الكثير من الدول كالصين وروسيا التي لم تكن ليبرالية وحققت نهضة وقفزة حضارية وإقتصادية كبيرة ,فالأصل في الحكم ليس تطبيق نموذج بعينه بقدر ما هو تحقيق كم من الإستقرار, ولننظر للإمارات مثلا ونهضتها تحت قيادة حاكمها والتي لو طبقت الليبرالية مثلا لفسدت وضاع إستقرارها , لذا نجد أن في التاريخ الإسلامي لم يكن هناك نظام حكم معين ثابت , بل كان النمط حسبما يستقر عليه الناس والنخبة (أهل الحل والعقد) , فكانت خلافة أبو بكر للرسول , ثم إختياره لأربع عند وفاته من بينهم عمر رضي الله عنه , فبايعه الناس , ثم أختار عشرة عند وفاته كان منهم عثمان رضي الله عنه , فبايعه الناس , ثم الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما الذي إستقر الي معاوية فبايعه الناس , وقد حقق بنو أمية أكبر فتوحات في تاريخ الإسلام رغم أن نظام الحكم عندهم كان ملكي وراثي , وقد تحدثت عن هذا لنعلم تيار الإسلام السياسي أن ليس نظام معين للحكم بل حسبما يستقر عليه الناس والنخبة والجيش , فنجد روسيا الشيوعية والصين الإشتراكية وأمريكا الفيدرالية وبريطانيا الملكية الدستورية وفرنسا الجمهورية , وكلها أنظمة حكم تتنوع وتختلف وتتناسب مع طبيعة شعوبها وتاريخهم وحضارتهم , كذلك مصر خلف قيادتها وجيشها قد إستوعبت الدرس وعلمت أن القادمين من الخارج أصحاب الأفكار الدخيلة سيخربونها , لذا فسنصطف خلف قيادتنا واعين ومدركين لخطورة المرحلة وحساسيتها وصعوبتها ,فلن ننجر لما فعلته دول جارة خرجت من التاريخ وحتي الجغرافيا ,بعد أن أبيد شعبها وتقطعت أوصالها بيد الإرهاب والإنقسام والمتأمرين ,
فمصر دولة فريدة طاعنة في التاريخ لها خصوصيتها وتفردها ومشروعها الوطني والحضاري الأصيل , ولتحيا مصر بشعبها وجيشها وشرطتها وقيادتها