قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن المصالح المتنافسة بين روسيا والولايات المتحدة ليست سببا مشروعا لإعادة صراعات تاريخية قديمة دفعت العالم إلى أزمة.
وأكد بوتين "نعم هناك مشكلات، والولايات المتحدة تخلق المزيد والمزيد من هذه المشكلات لكن هناك أيضا آليات وأدوات للعمل معا على هذه المشاكل"، مضيفاً مستخدما المصطلح الروسي لما يعرف في العديد من الدول الغربية باسم أزمة الصواريخ الكوبية: "آمل أن يتم استخدام هذه الآليات لمنع حدوث أزمات جديدة في العالم مثل أزمة الكاريبي، فلا يوجد سبب لذلك".
وأشار بوتين إلى أن روسيا والولايات المتحدة أقامتا اتصالات جيدة بين قواتهما العسكرية، في سوريا على سبيل المثال، وفي الكفاح المشترك ضد الإرهاب.
وتساءل بوتين: "هل هناك نوع من المواجهة الجدية بين نظامين، كما كان هناك خلال الحرب الباردة؟ بالطبع لا. نعم، هناك ادعاءات متبادلة، وطرق مختلفة لحل مشاكل مختلفة، ولكن هذا ليس سببا لرفع الأمر إلى نوع من المواجهة مثل أزمة الكاريبي في ستينيات القرن الماضي".
وقال بوتين إن روسيا لا تريد أن ترى شيئًا كهذا يحدث، مضيفاً "إذا كان هناك شخص على الجانب الامريكي يريد ذلك بكل الوسائل، فلقد قلت اليوم هنا ببساطة ماذا سيحدث."
وفي وقت سابق، وخلال خطابه السنوي أمام المشرعين الروس، حذر بوتين الولايات المتحدة من نشر صواريخ نووية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، قائلا إنها "ستؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني بشكل كبير" وستخلق تحديات خطيرة لروسيا، وقال بوتين "هذا تهديد خطير لنا، وفي هذه الحالة سنضطر .. وأريد التأكيد على هذا .. إلى اتخاذ خطوات مماثلة."
يذكر أن أزمة الصواريخ الكوبية كانت مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، في الفترة من 16 إلى 28 أكتوبر 1962، والتي جاءت بعد أن اتخذت القيادة السوفيتية قرارًا بنشر صواريخ نووية في كوبا لردع ضربة نووية أمريكية محتملة ومقاومة نشر الصواريخ البالستية الأمريكية متوسطة المدى جوبيتر في تركيا.
ويعتبر المؤرخون في جميع أنحاء العالم أن أزمة الصواريخ الكوبية كانت واحدة من أخطر حلقات الحرب الباردة، حيث كان يعتقد أن الأزمة قد جعلت الإنسانية على شفا كارثة نووية.