تحل اليوم 21 فبراير ذكرى وفاة أشهر مونولوجيست في السينما المصرية خلال فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي محمود شكوكو.. كان يحلم منذ صغره بأن يكون مطربًا شعبيًا له جمهوره، فقرر في المرحلة الأولى من حياته تقليد الفنانين الكبار أمثال محمد عبد الوهاب، ومحمد عبد المُطلب لكنه لم يجد استجابة وقتها شعر بعدم قبوله كمطرب، واتجه إلى فن المونولوج ليتربع على عرشه ويكون ثنائي ناجح مع الفنان اسماعيل ياسين في بداياتهم الفنية.
ما سر تسميته باسم شكوكو؟
في احدى حواري الجمالية بالقاهرة عام 1912 وُلد شكوكو باسم "مُركّب" محمود شكوكو، ووقت ولادته كان جده يقوم بتربية الديوك الرومي، وحين تتعارك مع بعضها البعض تُصدر صوت كبير "شش كوكو" فأصر الجد تسمية حفيده شكوكو، أما والده كان يحب تسميته محمود، فاستقروا على جعل اسمه مُركب محمود شكوكو.
وعند بلوغه كان يعمل شكوكو بالنهار في ورشة نجارة لأبيه الأسطى إبراهيم اسماعيل، وفي الليل يذهب مع رفقائه إلى الأفراح والملاهي ليُغني، حتى اكتشفه محمد فتحي كروان الإذاعة المصرية بعد أن سمعه يغني في حفل عيد ميلاد.
كان شكوكو بار بأبيه وكان يمنحه كل الأموال التي يكسبها من الفن وعمله في النجارة ليصرف عليه وعلى أشقاءه، وفوجئ بعد فترة بوالده يخبره أنه ادخر كل أمواله واشترى له عمارة أطلق عليها شكوكو.
لم يكن يعرف القراءة والكتابة، وكان يدعو المارة أن يقرأوا له لافتات المحال التجارية، ويحفظ شكلها حتى تعلم القراءة والكتابة، كما علم نفسه بعض الكلمات الإنجليزية والفرنسية
قيل إنه أول فنان يمتلك سيارة ماركة "بانتيللي"، في الاربعينيات، وكانت مقصورة على أفراد العائلة المالكة والطبقة الارستقراطية، فأجبروه على بيعها.
أعمال شكوكو الفنية
قدم شكوكو بعض مسرحيات العرائس منها "السندباد البلدي" ،و"الكونت دي مونت شكوكو"، ورغم أن مسرح محمود شكوكو للعرائس توقَّف نشاطه أواخر عام 1963 لضيق الأحوال المادية، لكنه كان البداية الحقيقية لإنشاء مسرح القاهرة للعرائس، كما أنه أحيا فن الأراجوز بعد إندثاره، حتى وصل به إلى بلدان أوروبا وأمريكا اللاتينية.
تزوج محمود شكوكو ثلاث مرات، الأولى أنجب منها ولديه سلطان وحمادة، أما الثانية فكانت فتاة صغيرة تزوجها رغم معارضة أسرتها لكنها مرضت بمرض خطير وطافَ بها على أطباء مصر وأولياء الله وأنفق عليها آلاف الجنيهات على علاجها لكنها ماتت.
كان علاقته قوية بالرئيس عبد الناصر وكرّمه الرئيس الراحل أنور السادات في عيد العلم والفن، وذهب إلى الحفل مرتديًا الجلباب البلدي، تكريمًا لتاريخه الحافل في جميع ألوان الفنون، وبخاصة السينما التي قدم لها الكثير من الأفلام، حيث مثل ما يقرب 18 فيلمًا، وغنّى حوالى 33 أعنية، وكان آخِر فيلم مثّله محمود شكوكو في حياته فيلم شلة الأنس وموسم 1976، للمخرج يحيى العلمى، ورحل عن عالمنا 21 فبراير 1985.