لا تترك مؤسسة الأزهر الشريف فرصة للتقارب مع قارة إفريقيا إلا واستغلتها أفضل استغلال، ليظل اسمه يتردد بين الأفارقة في كل دولة، ينظرون إليه باعتباره منارة للعلم، وبالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في دورته الحالية، توسعت المؤسسة الإسلامية الأكبر في العالم في القارة السمراء.
رئيس برلمان الطلاب الوافدين: الأزهر يتكفل مصاريف دراسة الأفارقة وإقامتهم
يقدر عدد الطلاب الأفارقة لدى الأزهر بأكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة يمثلون 46 دولة أفريقية، في مختلف المراحل، ويقول عثمان محمد نورستاني رئيس برلمان الطلاب الوافدين بالأزهر، إن طلاب أفريقيا والعالم يأتون إلى الأزهر لما يقدمه ويرسخه في أذهان الطلاب من قيم التسامح والمعايشة والسلام عبر مناهجه، ونبذ الفكر المتطرف المنتشر في معظم بلدان القارة الإفريقية.
وأضاف نورستاني في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن الأزهر يقدم للطلاب الوافدين المنح الدراسية، ويتكفل بمصاريف دراستهم وإقامتهم، لافتًا إلى حرص الأزهر على تنظيم العديد من الدورات التدريبية والتثقيفية والترفيهية للطلاب الوافدين، فضلا عن الندوات التوعوية والدينية؛ لحمايتهم من أية محاولات لاستقطابهم من جانب الجماعات المتطرفة والمنحرفة، وتحصينهم عبر تزويدهم بأسس المنهج الأزهري الوسطي المعتدل.
الأزهر يكثف من اهتماماته بإفريقيا: «تدريب ومنح دراسية وموعظة حسنة»
وقال الدكتور يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» إن الأزهر بكل مؤسساته وضع خطة استراتيجية لتطوير أعماله في القارة السمراء، تشمل هذه الخطة التطوير في المنح والقوافل الطبية، لافتًا إلى أن الجامعة سوف تفتتح المقر الإقليمي للجامعات الإفريقية بجامعة الأزهر في الثاني عشر من مارس المقبل تحت رعاية رئيس الجمهورية، إضافة إلى انطلاق الأولمبياد الأول لشباب اتحاد الجامعات الأفريقية والمؤتمر.
وقال الدكتور صفوت النحاس، الأمين العام لبيت الزكاة والصدقات المصرى التابع لمؤسسة الأزهر الشريف، إن الأزهر له دور كبير في القارة الإفريقية وتعاظم ذلك الدور بعد تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، مشيرًا إلى أنه يتم تنظيم قوافل مستمرة للدول الإفريقية وكذلك يوجد بروتوكول تعاون بين المنظمات الزكوية في القارة والأزهر .
وأضاف النحاس في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أنه من المقرر أن يتم مضاعفة المنح التي يقدمها الأزهر إلى دول القارة الإفريقية، لافتا إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في الوقت الحالي يعد عودة حقيقة لدور مصر الرائد في القارة وما بدأه الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، مشيرًا إلى أنه سوف يتم نقل القارة نقلة نوعية في ظل قيادة الرئيس السيسي للاتحاد وسيكون هناك اهتمام أكبر بالشباب، مؤكدًا أن مجلس حكماء المسلمين تحت قيادة الإمام الأكبر سوف يكثف جهوده في ترسيخ سبل العيش والمواطنة بين أبناء القارة.
ومع تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، حرص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على استثمار وتوظيف عناصر الثقل الأزهري في أفريقيا لمواكبة التحركات المصرية تجاه القارة السمراء، حيث قرر تشكيل لجنة مختصة بالشؤون الأفريقية بالأزهر، تكون مهمتها العمل على وضع البرامج والخطط والأنشطة التي من شأنها دعم دول القارة الأفريقية وشعوبها، من خلال بحث زيادة عدد المنح المقدمة للطلاب الدارسين في الأزهر، وزيادة أعداد المبعوثين الأزهريين في دول أفريقيا، وتكثيف البرامج التدريبية لتأهيل الأئمة والوعاظ الأفارقة.