منزل متشح بالحزن ويعلو صوت قراءة القرآن الكريم من مكبر الصوت.. هكذا كن حال أسرة الشهيد محمد عبد العزيز محمد علي، والذي تستقبل أسرته عزاءه وسط مواساة الأهل والأصدقاء لليوم الخامس على التوالي، بمنزلهم بعزبة السلطان خضر بـ حانوت التابعة لمركز كفر صقر بمحافظة الشرقية.
الشهيد ختم القرآن الكريم
الشهيد محمد عبد العزيز محمد علي يبلغ من العمر 25 عاما حاصل على كلية الشريعة والقانون بجامعة القاهرة بتقدير عام "جيد جدا"، خاتم للقرآن الكريم، وكان يعيش وسط أسرة بسيطة مكونة من شقيقه "محمود" وشقيقته "ياسمين" ووالديه.
كان هينام في حضني
التقت عدسة "أهل مصر" بأسرة الشهيد بمشاعر ممتزجة بحزن الفراق وألم غدر الإرهاب وفخر استشهاده. وقال والده عبد العزيز، إداري بالتربية والتعليم إن ابنه سافر من 45 يوما، وكانت له مقابلة في النيابة، وتخلف عنها بسبب الجيش، وتحدد له ميعاد آخر، وبلغته يوم الخميس عشان ينزل يحضرها، وبلغ القائد أن عنده مقابلة يوم الأحد، فقال له هترجع أجازة السبت. وتابع الأب المكلوم: كنت منتظره عشان أكمل فرحته، ووالدته بتجهزله الغداء اللي بيحبه. كان هينام في حضني عشان نسافر أنا في مقابلة النيابة. مضيفا أنها كانت آخر إجازة للشهيد، وكان هيستلم شهادة الجيش، ولكنه رجع شهيد.
حرموني منك يا حبيبي
بوجه حزين وعينين دامعتين جلست الأم متشحة بالسواد والحزن تتلقى عزاء فلذة كبدها، ورددت الأم بصوت حزين: حرموني منك يا حبيبي. توقفت الأم لحظات لتجف دموعها قائلة: عمره ما زعلني. كل ما اطلب حاجه منه يقول لي حاضر يا أمي. كان نفسي افرح بيه.
أنا جاي لك عشان هتلبسيني بدلة النيابة
أخته ياسمين طالبة بالتمريض، قالت: آخر مكالمة كانت يوم الخميس قبل استشهاده. كلمني كتير، وقعد يهزر معايا، ويقول لي أنا جاي لك يوم السبت عشان هتلبسيني بدلة النيابة. وأضافت: قال لي سلمي لي على ماما كتير، واعملي معاها الأكل اللي باحبه وهاجيب لك هدية وهنتصور مع بعض بس ادعي لي.
تقديره جيد جيدا وكان نفسه في امتياز
وحكى شقيقه محمود، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التمريض بنبرة صوت مخنوقة وعينين دامعتين: أنا قفلت مادة اللغة الفرنسية بفضله، وهو كان بيحببني في دراستي واللغة، وكنت باحصل فيها أعلى الدرجات. مضيفا: محمد أخويا كان بيحصل على أعلى الدرجات في كلية الشريعة والقانون وتقديره جيد جيدا، وكان نفسه في امتياز، والدي كان يصبره ويقول له السنة اللي بعدها إن شاء الله امتياز.. ربنا يرحمه وينتقم من الظالمين.
وقال أحمد مصطفى، 25 عاما خريج كلية الهندسة، صديق الشهيد: محمد صديقي من الطفولة.. كنا بنروح لقرية مجاورة لحفظ القرآن الكريم. الله يرحمه عمره ما غلط في حد. كان صاحب الأخلاق الرفيعة، ولا يقول لحد إنت أذيتني. كان بيحب كل الناس وبيسامح وكان مسالم جدا.
سيبها على الله هتسمع خبر حلو قريب
وأضاف صديقه أحمد مصطفى: كان نشر صورة على الواتساب كاتب إحنا قوات الصحراء. قلت له هترجع بالسلامة. قال سيبها على الله هتسمع خبر حلو قريب. ولما ارجع هاعزمكم. كان بيودع الناس .
وطالب والد الشهيد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية بإطلاق اسم نجله على مدرسة السلطان خضر، وإطلاق اسم الشهيد محمد خالد على مسجد السلطان خضر تخليدا لذكراهما.
آخر ما كتبه الشهيد أنا عايز أي حد زعلته بقصد أو بدون قصد يسامحني.
وكان المتحدث العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي قد أعلن عن استشهاد وإصابة 14 عسكريا بالإضافة إلى مقتل 7 عناصر إرهابية إثر هجوم في شمال سيناء.
وأوضح أن "عناصر إرهابية هاجمت أحد الارتكازات الأمنية بشمال سيناء وتصدت قوة الارتكاز الأمني لتلك العناصر والاشتباك معها".
يذكر أن نصيب الشرقية من شهداء العملية الإرهابية بلغ 3 شهداء، وهم "محمد عبد العزيز محمد" مقيم بقرية حانوت كفر صقر، و"عبد الرحمن سليمان عبد الرحمن"، مقيم بمنزل نعيم مركز فاقوس، و"حازم أحمد السيد"، مقيم بقرية العباسة مركز أبو حماد.