أثار رد فعل أمر الله إيشلر المبعوث التركي لليبيا على تحرير حقل الفيل النفطي جنوب غرب ليبيا غضب الليبين، ففي مفارقة غريبة وغير متوقعة كان من الغربي أن يتجاوز رد الفعل التركي على نجاح الجيش الوطني الليبي في السيطرة على حقل الفيل النفطي الهائل في جنوب غرب ليبيا الأعراف الدبلوماسية والسياسية المتبعة بين الدول، ففي تصريح غير مفهوم دوافعه زعم المبعوث التركي إلى ليبيا أمر الله إيشلر أن وجود قوات الجيش الوطني الليبي في محيط حقل الفيل النفطي يهدد سلامة العاملين في الحقل ويسبب مشاكل للسكان المحليين وحيث وصف رد فعل تركيا بأنه يمثل فقدات تركيا لأعصابها بعد نجاح ليبيا في حماية نفطها من عصابات التهريب.
حقل الفيل و أمر الله إيشلر الصوت النشاز
التصريح النشاز للمبعوث التركي أمر الله إيشلر تعليقا على تحرير حقل الفيل النفطي قوبل برد فعل عنيف من جانب عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي الشرعي في طبرق الذي ن تصريحات المبعوث التركي أمر الله إيشلر "تدخل مرفوض في الشأن الليبي الداخلي واعتداء على سيادة ليبيا"، مؤكداً أن تركيا "ومن خلال هذه التصريحات تواصل دورها في تقويض إنهاء الأزمة في ليبيا وبسط الأمن بالبلاد، ودعم الجماعات الإرهابية وتقديم الدعم المادي واللوجستي لهذه الجماعات المتطرفة .
حقل الفيل وامكانيات نفطية هائلة
ويعتبر حقل الفيل من أكبر الحقول النفطية على مستوى العالم، و يقع حقل الفيل بحوض مرزق بجنوب غرب ليبيا عند القطعة م ن-174. ويحتوى حقل الفيل النفطي العملاق، حتى عام 2007، على أكثر من 1.2 مليار برميل من الاحتياطيات المؤكدة، وحيث شهدت الاسابيع الماضية محاولة من ميلشيات إسلامية قادمة من الاراضي التشادية للسيطرة عليه، وهو ما دفع القوات الجوية الفرنسية المتمركزة في مطار يتبع الجيش الفرنسي بالقرب من مدينة سبها للقيام بغارات لاستهداف هذه الميلشيات .
من هو أمر الله إيشلر مبعوث تركيا لليبيا
لكن من هو أمر الله إيشلر ؟ أمر الله إيشلر هو أشهر وجه تركي في ليبيا والذي يتحرك بحرية وفي حراسة عناصر من القوات الخاصة التركية في مناطق غرب ليبيا بين طرابلس وبين مصراتة وباقي مناطق ليبيا التي تشهد سيطرة للجماعات الدينية المتطرفة المدعومة من تنظيم الإخوان في ليبيا؟ إيشلر ليس مجرد قيادي في حزب العدالة والتنمية الذي يمثل الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، بل أن أمر الله إيشلر هو رئيس لجنة الاستخبارات في البرلمان التركي ، وجاء قرار تعيين أمر الله إيشلر كمبعوث تركي إلى ليبيا ليكسر قاعدة دبلوماسية في أن يكون المبعوث الدبلوماسي رئيس لجنة في البرلمان وليس من وزارة الخارجية التركية، ويعرف عن ايلشر علاقاته القوية بقيادات ليبية في طرابلس وصداقته مع أشخاص مثل مصطفى نوح نائب مدير الاستخبارات الليبية ورئيس قسم التجسس فيها وهو قيادي سابق في الجماعة الاسلامية المقاتلة التي اعتقلها القذافي في التسعينيات ثم أفرج عنها سيف الإسلام القذافي وتعاونوا معه قبل أن ينقلب السحر على الساحر وتتحول " المقاتلة " إلى جماعة الاخوان الليبية وتظهر للعلن لأول مرة بعد ثورة 17 فبراير في ليبيا، ويعرف عن ايشلر أنه الرجل الذي يوزع بطاقات السفر السنوية وحجوزات الفنادق المدفوعة في انقرة واسطانبول لعشرات القيادات الشابة في معظم الاحزاب الليبية التي تسافر في شهر يناير من كل عام لتركيا بشكل منتظم منذ عام 2011 .