ألقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، اليوم، ودار موضوعها حول اهتمام الإسلام بتحقيق السلم والأمن في المجتمعات.
قال لاشين، إن الإسلام اهتم بتحقيق السلم والأمن لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن دينهم، وجعل تحقيق الأمن من أهم الأسس التي يقوم عليه أي مجتمع، ولذلك فإن أول ما دعا به نبي الله إبراهيم لمكة قال : «رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا»، لأنه بدون أمن لا تقوم مجتمعات، وهو المعنى الذي أكده رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا».
وأضاف خطيب الجامع الأزهر، أن الإسلام نهى عن مجرد ترويع الآخرين وتخويفهم ولو على سبيل المزاح، حتى لو لم يترتب على هذا الترويع أذى جسدي، واعتبر المتسبب في هذا الترويع مطرود من رحمة الله، مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه، حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه»، فكيف بمن يفجرون ويقتلون ويسفكون الدماء.
وأكد الدكتور لاشين، أن الإسلام قرر أشد العقوبات على المفسدين في الأرض الذين يزعزعون أمن المجتمعات، ويزهقون الأرواح البريئة، ويسفكون الدماء، وهو ما جاء به القرآن الكريم صراحة: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».