بلهجة هادئة وباتزان خرج الرئيس السوداني عمر البشير في خطاب موجه إلى شعبه، يتحدث فيه بعقلانية عن الأزمة التي تمر بها بلاده، التي تشهد مظاهرات في عدد من المناطق، تطورت إلى أعمال تخريب، وخلال خطابه بدا الرئيس السوداني متفهمًا للمطالب المشروعة، وحازمًا في التصدي لكل ما من شأنه أن يفرق السودان ويمزق وحدتها، طارحًا حلول ترضي الجميع، مشددًا على ضرورة الالتزام بالحوار الوطني للخروج من الأزمة.
- 10 قرارات حاسمة
وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير 10 قرارات حاسمة، أبرزها إعلان حالة الطوارئ وحل حكومة الوفاق الوطني، قائلًا إنه يجب أن تكون وثيقة الحوار الوطني أساسًا متينًا في استكمال لم شمل القوى السياسية، و"سيتسع صدرنا لأي مقترحات جديدة، قناعة منا أن الحوار هي الوسيلة الأولى لاستكمال مسيرة الوطن"، كما دعا البرلمان إلى تأجيل النظر في التعديلات الدستورية المطروحة عليه، مضيفًا: "أجدد العهد بأن أقف في منصة قومية وهي رئاسة الجمهورية لأكون على مسافة واحدة من الجميع، زادي في ذلك العدل والشفافية".
ودعا "البشير" خلال كلمته حملّة السلاح لتسريع خطى التفاوض من أجل وقف الحرب، لتكون جزءًا من بناء الوطن، كما دعا جميع القوى السياسية والاجتماعية لاستيعاب المتغير الجديد في المشهد السياسي وهم الشباب من خلال طموحاتهم ومن خلال آليات جديدة نتفق عليها للاستماع لهم، مضيفًا: "ادعو الجميع للنظر لدور القوات المسلحة في المشهد الوطني كحاميًا للبلاد".
وخلال خطبته أعلن البشير عن عدد من التدابير الاقتصادية التي اتخذها، قائلًا: "إنني أعلن فرض حالة الطوارئ في جميع البلاد لمدة عام واحد وحل حكومة الوفاق الوطني وحل الحكومات الولائية".
- طموحات المحتجين مشروعة
وأبدى الرئيس السوداني تفهمه لمطالب المحتجين بموضوعية وأحلامهم وطموحاتهم المشروعة "لأننا نريدهم أن يظلوا أبدًا أياد لبناء وطنهم، وثقتنا فيهم وافرة"، مستشهدًا بمشاركة الشباب في كل المشروعات الكبرى التي قامت من طرق وجسور وجامعات والتصنيع الحربي، قائلًا: "إنما قامت هذه المشروعات بأفكار طاقة شباب السودان، ونثق أن أياد شيدت هذه الصروح لن تشارك في تخريبها"، متابعًا أنه ظل التوافق السياسي هدفا استراتيجيًا سعينا إلى تحقيقه باعتبار أن الاستقرار السيياسي هو ضروري، وفي سبيل ذلك اتخذنا الحوار طريقًا فكانت مخرجات مؤتمرات الحوار الوطني.
وأوضح الرئيس السوداني: "لم نترك بابا للسلام إلا طرقناه، فكانت اتفاقية السلام الشاملة وغيرها، وتوج ذلك بحوار وطني شامل استمر لقرابة 3 أعوام"، مردفًا أن الدروس المستفادة من خلال تجربتنا الوطنية، أنه لا بديل للحوار إلا الحوار، ثانيًا في قضية الوطن الجميع فيها كاسب فلا منتصر ولا مهزوم، والخيارات الصفرية لن تحل مشكلة البلاد، ونحتاج إلى التحرك للأمام من أجل الوطن".
- المظاهرات في البلاد اختبار
واعتبر الرئيس السوداني عمر البشير، المظاهرات التى اندلعت فى البلاد، "ما هى إلًا اختبارات عظيمة وصعبة ونجحت الأمة فى اجتيازه"، مضيفًا أن المظاهرات التى خرجت تنادى بمعاجة الأوضاع الاقتصادية وهى مطالب موضوعية كفلها الدستور والقانون.
وأضاف الرئيس السودانى: "لقد ظللنا طول الحكم نعمل على تحقيق مطالب المواطن المشروعة، ونعمل على تغذية العمل السياسى للأحزاب والتحقيق للسعى لتحقيق متطلباتهم، قائلًا أن بعض الجماعات حاولت استغلال الاحتجاجات لتنفيذ مخططات تقود البلاد إلى مصير مجهول وبث سموم الكراهية والأكثر إيلامًا هو فقدنا عدد من الشهداء من أبناء الوطن.
وأوضح: "تابعنا الاحتجاجات ووقفنا على أسبابها ونعمل على معالجتها"، قائلًا لن نيأس من دعوة المعارضة إلى حوار وطنى لتجنيب البلاد مصير مجهول وتحقيق مطالب بلادنا المشروعة.