تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية، مواصلة دعمها تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا"، حتى بعد هزيمة تنظيم "داعش"، وخسارته مناطق سيطرته في سوريا، رغم أن دعمها كان في الأصل مشروطا بهزيمة الأخير، ولم تتضح بعد استراتيجية واشنطن فيما يتعلق بمرحلة ما بعد "داعش" في سوريا، رغم بدء عملية انسحاب الجنود الأمريكيين من هناك.
وتزامنا مع ذلك، يبقى هناك العديد من التساؤلات عالقا دون إجابة، مثل علاقة واشنطن بتنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الذي يستخدم اسم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" غطاء له، ومصير الأسلحة المقدمة للتنظيم، وتحقيق الاستقرار في المناطق التي تم استردادها من "داعش"، فضلا عن مصير أتباع الأخير ممن تم إلقاء القبض عليهم.
استطاع "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، السيطرة الأسبوع الماضي على منطقة "باغوز" شرقي نهر الفرات، التي كانت آخر معاقل "داعش" في سوريا، ومن المفترض أن تنتهي بهذه السيطرة، مبررات الإدارة الأمريكية لدعم "ي ب ك/ بي كا كا"، بعد أن كانت تتذرع بمكافحة "داعش" في سوريا.
لكن يبدو أن وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون"، تستعد لتغيير مبررات دعمها للتنظيم المذكور في سوريا، إذ سبق أن فعلت ذلك مرات عدة في الماضي، وفي معرض رده على سؤال لمراسل الأناضول، حول "هل ستسترجعون الأسلحة المقدمة إلى ي ب ك، وذلك بعد السيطرة على آخر معاقل داعش، وبدء الانسحاب الأمريكي من سوريا؟" أعلن المتحدث باسم البنتاغون، سيان روبرتسون، مواصلة دعم بلاده لـ "ي ب ك".
وأضاف روبرتسون "قوات سوريا الديمقراطية كانت شريكا فاعلا وموثوقا في مكافحة داعش. ذكرنا أن الأسلحة المقدمة لـ قسد ستكون محدودة، وخاصة بعمليات معينة، ولتحقيق أهداف القضاء على داعش"، وأن هناك الكثير مما يجب القيام به لإتمام عملية تحرير شمال شرقي سوريا.
وأكد أنه "بينما ستواصل قوات سوريا الديمقراطية تطهير المناطق المسترجعة من داعش، والحيلولة دون ظهوره مجددا، سنستمر في دعم شريكتنا قسد"، وتواصل واشنطن منذ عام 2015، تقديم أسلحة لـ "ي ب ك/ بي كا كا"، فيما أصدر الرئيس دونالد ترامب، قرارا في مايو 2017، بتقديم أسلحة بشكل مباشر إلى التنظيم المذكور، ضمن إطار معركة الرقة ضد "داعش".
بدورها، صرحت وزارة الدفاع الأمريكية حينها، أن الأسلحة المقدمة للتنظيم ستكون محدودة وخاصة بمعركة الرقة، وأن الثقيل منها سيتم استرداده عقب انتهاء المعركة، وعقب انتهائها، أعلنت واشنطن تأجيل سحب الأسلحة الثقيلة من "ي ب ك/ بي كا كا"، نظرا لانتقال المعارك ضد "داعش" إلى جنوبي سوريا.
وبعد أن كانت الإدارة الأمريكية تبرر دعمها للتنظيم بمكافحة "داعش"، باتت تبحث الآن عن مبررات أخرى في ظل القضاء على الأخير، لتصرح مؤخرا بمواصلتها تقديم الدعم لـ "ي ب ك/ بي كا كا"، بهدف ضمان عدم ظهور "داعش" مجددا.
عقب قرار ترامب في 19 ديسمبر الماضي، سحب قوات بلاده من سوريا، تم وضع حماية "ي ب ك/ بي كا كا" ضمن شروط الانسحاب من هناك، نتيجة ضغوط من الكونغرس والبنتاغون.
ورغم طرح الرئيس الأمريكي، فكرة المنطقة الآمنة في سوريا لحماية التنظيم، إلا أن إدارته لم تضع بعد خطة واضحة وملموسة لذلك.
ولهذا السبب، تعمل واشنطن على تحميل البلدان الأوروبية مهمة حماية "ي ب ك/ بي كا كا".
كما تطالب الولايات المتحدة، العواصم الأوروبية، بقبول مواطنيها من سجناء "داعش"، فيما يهدد ترامب البلدان الرافضة، بإطلاق سراح هؤلاء السجناء.