علقت بريطانيا العام الماضي، رحلاتها إلى طهران، بزعم أن العائد الاقتصادي من الخط الملاحي غير مجدي، وصرح حينها سفير إيران لدى بريطانيا حامد بايدي نجاد، أن قرار لندن "أمر مؤسف"، وغرد على حسابه الرسمي على تويتر قائلا "بالنظر إلى ارتفاع الطلب، فإن قرار شركة الطيران البريطانية يبعث على الأسف".
ومن جهة أخرى، سمح نظام الخامنئي للشباب العراقيين، بالدخول إلى إيران دون تأشيرة، في حين سبق لمواطني محافظات الجنوب التدفّق على المدن الإيرانية، لأغراض العلاج أو زيارة بعض المعالم الخاصة بالطائفة الشيعية بمدينة مشهد وخرمشهر لأغراض تجارية دون تأشيرة.
وصرح القنصل الإيراني في البصرة حاج أحمد سياهبوش العام الماضي، أن قرار دخول العراقيين إلى منطقتي عبادان وخرمشهر ساري المفعول، كما أن بلاده بانتظار موافقة الحكومة العراقية من أجل الشروع بتنفيذ قرار إلغاء التأشيرة بشكل كامل، زاعما أن إيران اتخذت هذا القرار من أجل تطوير العلاقات بين البلدين.
وألغت طهران تأشيرات الدخول إلى أراضيها لمواطنى سبع دول، زعما بأنها اتخذت هذا القرار لتنشيط قطاع السياحة فى البلاد، ووفقا لشرطة المطار فى طهران، أن السياح من تركيا ولبنان وأذربيجان وجورجيا وبوليفيا ومصر وسوريا، سيتمكنوا من التجوال فى إيران من دون تأشيرات الدخول، ونقلت الصحيفة عنهم أنه بناءً على القواعد الجديدة لنظام التأشيرات، يستطيع مواطني هذه الدول البقاء فى إيران من دون تأشيرة لفترات متفاوتة، حسب الدولة تمتد من 15 يوما وحتى 90 يوما، فيما يخطط نظام الخامنئي إلى إدخال نظام "التأشيرة الحرة" لمواطنى 60 دولة أخرى.
كما يذكر أن طهران، أصدرت قرارا بإلغاء التأشيرة لمصر فى فبراير 2013 أثناء زيارة الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد إلى القاهرة، ولقائه بالجماعة المحظورة التي كانت تحكم مصر حينها، ووفقا للصحيفة، جاء القرار أحاديا من جانب طهران، والذي سمح للمصريين قضاء ما يقرب من 20 يوما في طهران بدون تأشيرة.
كل هذه التسهيلات التي ذكرت سابقا، والتي وصلت لإنشاء قانون جديد لرعايا 120 دولة، للحصول على تأشيرة دخول فور الوصول إلى المنافذ الإيرانية خلال العام الجاري، لم تكن لتنشيط السياحة كما يدعون بل هي محاولة تجنيد للزوار العرب من قبل نظام الولي الفقيه وجعلهم "خلايا نائمة" موالية لإيران، وذلك يتفق ويؤكد على ما صرح به الدبلوماسي والقنصل الإيراني المنشق عادل الأسدي (القنصل الإيراني في دبي حتى عام 2003) والذي أكد فيه على وجود مخطط ايراني لزرع خلايا تجسسية مواليه لايران في الخليج والمنطقة العربية.
وقد سبق، وأن ذكرت في تقرير أعددته مؤخرا أن إيران قد تلجأ إلى تنشيط الخلايا النائمة التي سبق وأن جندتها خلال الفترة المقبلة، وذلك من أجل إثارة الفوضى في بلدانهم، ردا على العقوبات التي فرضتها أمريكا على نظام الولي الفقيه، وكذلك التهديدات الإسرائيلية الموجهة للقوات الإيرانية في سوريا، والتهديدات القوية والمباشرة التي وجهها ترامب لإيران خلال مؤتمر وارسو مؤخرا، حيث وصف طهران بمعقل الإرهاب العالمي وطالب بالتدخل العسكري ضد طهران، وذلك بحضور وتأييد أكثر من 150 دولة حول العالم.
وبذلك يمكننا أن نعلم وبمنتهى البساطة، تفاصيل المخطط الخبيث الذي تقوم به إيران لتجنيد شباب من دول الخليج العربي داخل حدود طهران، ثم إعادتهم لبلدانهم وغرسهم في نسيج شعوبهم كجواسيس وأتباع موالين لنظام الخامنئي، ويتم ذلك بشكل ملتف وغير معلن أو مثبت على أوراق رسمية تكشف الطريقة التي يتم فيها تسفير مواطنين من دول خليجية إلى إيران، بحيث لا يدخلون إيران بجوازاتهم وإنما يحمل كل شخص ورقة خاصة يعبر بها الحدود، دون أن يثبت أنه قد ذهب إلى طهران، وهذا الأسلوب تتبعه وزارة الخارجية الإيرانية، حيث يذهب شخص مثلاً لبلد ثالث مثل بريطانيا، ومن هناك تقوم السفارة الإيرانية بإعطائه ورقه خاصة بموجبها يعبر الحدود ويتلقى تدريباته من قبل نظام الولي الفقيه، وعندما يرجع لبلده لا يظهر أنه كان في إيران.
وبات واضحا الآن "لما قامت بريطانيا بتعليق الرحلات إلى طهران؟" وتبعتها في ذلك فرنسا التي قامت مؤخرا بطرد دبلوماسيين ايرانيين على خلفية استهداف تجمعا للمعارضة الايرانية في مدينة فيليبنت بالقرب من باريس،مما دفعها لتعليق النشاط الدبلوماسي مع طهران وتجميد الأصول المملوكة لعملاء مخابرات ايرانيين واغلاق مركز الزهراء لاجتثاث نشر الإرهاب.
أن طهران تعمل على تشكيل خلايا نائمة بدءاً من سفاراتها في الدول العربية والخليجية،والتي تعمل كأجهزة استخباراتية على استقطاب وتجنيد العناصر الشيعية المتطرفة التي تدين بالولاء إلى النظام الإيراني على حساب ولائها لأوطانها، بل إن رجال الاستخبارات المتواجدين في السفارات والممثليات والمراكز الثقافية والتجارية والمدارس والمستشفيات والنوادي والمؤسسات التابعة للنظام الإيراني في الخارج يضطلعون بدور أساسي في هذا الخصوص، بل أن فيلق القدس هو من يتولى عملية التدريب سواء في إيران أو خارجها.
أن نظام الخامنئي وبعد الخسائر التي تكبدها إقتصاديًا وسياسيا وعسكريا، بسبب العقوبات الأمريكية والثورات الداخلية المنددة بحكم الولي الفقيه، لم يجد بدًا من تغيير استراتيجيته الفاشلة في تحقيق أطماعه في المنطقة، وأصبح الآن يحاول الاستمرار على قيد الحياة، من خلال اتباعه "خلاياه النائمة" داخل بعض الدول العربية، محاولا جذب عناصر جديدة من الشباب العربي، وتوسيع قاعدته من خلال فتح تأشيرات إيران، بل والتحايل على الموقف من خلال دور السفارات الإيرانية في بعض الدول الأجنبية "الطرف الثالث"، والتي تمنح الشباب العربي أوراقا بديلة لجواز السفر، لتسهيل دخول إيران وتلقي التدريبات اللازمة، وتجنيدهم دون أن يشعر بهم أحد.