بعد الضجة الإعلامية التي أثارها مقطع فيديو يظهر فيه كلبان يقومان بنهش الطفل محمد إيهاب من سكان مدينتي بالتجمع الأول، كان من الضروري تفسير السلوك العدواني المفاجئ للكلاب الذي كاد أن ينهي حياة الطفل لولا تمتع الصغير بقدر من الشجاعة واحتضانه من قبل إحدى السيدات التي يذكر أنها مالكة للكلاب وجارة أسرة الطفل بالمدينة.
اللواء مدحت الحريشي، مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة السابق، فسر السلوك العدواني للكلبين قائلا: الحقيقة أن المشكلة ليست في الكلبين فهي في المقام الأول حيوانات تحركها غرائزها وقد يكون خوف الطفل ومحاولته الهرب هو ما دفع الكلاب لمطاردته وأيقظ فيها غريزة الافتراس، بالإضافة إلى أن الكلاب "الروتفايلر" يعرف عنها مهاجمة الأطفال، ولذلك لاينصح بتربية هذه الكلاب مع الأطفال إلا إذا رُبيت من صغرها مع الأطفال.
الحريشي: أي اعتداء يقع من كلب علي إنسان سببه خطأ بشري
وتابع "الحريشي"، في تصريحه لـ"أهل مصر"، المشكلة الحقيقية إننا في مصر نواجه مشكلة كبيرة في جانب كبير من مربي الكلاب وهي عدم الدراية الكافية بطبيعة الكلاب وغرائزها المحركة لها، بل يبني العديد منهم قناعاته بناء على الاستثناء وليس القاعدة، بالإضافة إلي الافتقار لأصول التربية السليمة للكلاب بداية من نوع الكلب وشخصيته وسبب التربية، والتنشئة غير المبنية علي أي أساس علمي بل على مفاهيم مغلوطة مع الأسف.
ونبه مساعد الوزير، على أنه السلوك الخاطئ للإنسان في التعامل مع الكلاب قائلا: دائمًا أن أي اعتداء يقع من كلب علي إنسان سببه خطأ بشري فما هو سبب ترك كلبين طليقين بدون أي أداة من أدوات السيطرة في منطقة مأهولة بالسكان كما ظهر بالفيديو، وهل فعلًا مالك هذه الكلاب قادر علي السيطرة عليها؟، يجب محاكمة صاحب هذه الكلاب فهو مسؤول مدنيًا وجنائيًا كما يجب إعدام هذه الكلاب قانونًا.
وشهد كومباوند مدينتي بالقاهرة الجديدة ، واقعة تعدي كلبين على طفل لم يتخط 12 عاما، وتشوية وجهه، فيما تم نقله إلي المستشفي لتلقي العلاج، وتحرر محضر بالواقعة ، وظهر في الفيديو وجود طفلين يقفان أمام منزلهما وفجاة ظهر كلبان حراسة في الشارع وهاجما الطفل الذى حاول الهروب منهما إلا أنهما قاما بنهش جسده وإصابته في الرأس والوجه وباقي أنحاء الجسم فيما ظهرت إحدى السيدات لإنقاذ الطفل وتبين أنها صاحبة الكلبين.
واستمعت نيابة القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار محمد السرجاني، لمحمد إيهاب المعروف إعلاميا بـ"طفل مدينتي" الذي كان في حالة ذعر، نتيجة مطاردة الكلاب له، وإصابته بعدد من الجروح الشديدة في وجهه وأنحاء جسده.
وقال الطفل بالنيابة إنه اعتاد مشاهدة الكلاب عن بعد يوميا، وأنه يوم الواقعة كان عائدا من المدرسة بعد انتهاء يومه الدراسي، وظل يراقب مع أصدقائه الكلاب أثناء لعبهم ثم وجد الكلاب تجري نحوهم فأخذ كل منهم يهرب بطريقته، وفجأة وجد نفسه داخل فيلم رعب، حيث حاول الكلب تمزيق رقبته فقام بوضع يديه داخل فم الكلب لإبعاده، لكن الكلب صمم أن يصيبه بعدة إصابات بوجهه.
وقالت رشا حسين، والدة الطفل ، إن نجلها لم يقم بأي أعمال استفزازية للكلاب حولها، موضحة أنه أمرا معتاد تواجد الأطفال بالمكان وحولهم الكلاب قائلة "ابني كان واقف مع أصحابه في الباركينج الخاص، بيتكلموا ويضحكوا مع بعضهم، وفجأة ظهر الكلبان أمامهم، وطبعا بحكم سنهم الصغيرة الأطفال خافت، وهاجمت ابني".
وأمرت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة، واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.
وأضافت حسين عبر صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك": "ابني حاول يطلع عمارتنا ولكن الكلاب مصممة على مهاجمته وصاحبة الكلاب لما شافت كلابها بتهاجم ابني مسكته، وحاولت تحميه ولكن الكلاب ثارت أكتر، وهاجمت أكتر علشان افتكرت الولد عدو للسيدة مالكة الكلاب".
وتابعت: "الناس اللي بتدور على حقوق الحيوان دورو الأول على حقوق الإنسان، ابنى كان بين الحياة والموت بسبب كلبين قطعوا الواد بمعنى الكلمة، ربنا نجاه من الموت بمعجزة لأن الكلب قبض على جمجمته، ادعو لابنى يقوم بالسلامة".
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطعًا مصورًا سجلته كاميرا مراقبة لواقعة هجوم كلبي حراسة على طفل يدعى محمد إيهاب بمدينتي- شرق القاهرة.
ونشرت الصفحة الرسمية لجهاز مدينتي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، صور للطفل محمد إيهاب الذي تعرض لهجوم من أحد الكلاب، أثناء مغادرته المركز الطبي العالمي وعودته إلى المنزل، وكان في زيارته عمرو البسطويسي مدير المتابعة، وياسمين الصايغ مديرة العلاقات العامة بجهاز مدينتي.
وبعد إنتهاء الأزمة احتفلت أسرة محمد إيهاب المعروف إعلاميا بـ"طفل مدينتي" وأصدقاءه بعودته سالما من المركز الطبي العالمي بعد واقعة نهشه من "كلب مفترس" داخل حديقة المدينة، وتجمع أفراد أسرته بمنزله وأصدقاؤه بالمدرسة وعدد من جيرانه الأطفال لمشاركته الفرحة، حاملين له بعض الهدايا والبلالين بمناسبة نجاته من "معركة الكلب" التي هزت صفحات التواصل بعد نشرها بمقطع فيديو تناقلتها العديد من الصفحات.