التقى المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، بمسؤول كبير في حركة "طالبان" في قطر، اليوم الاثنين، مع استئناف الطرفين للمحادثات الرامية لإنهاء الحرب الدائرة منذ 17 عاما رغم رفض الحركة المتواصل للتعامل مع حكومة كابول.
واجتمع خليل زاد، الذي عين في العام الماضي لقيادة جهود السلام الأمريكية، مع الملا عبد الغني بارادار، أحد مؤسسي "طالبان" ومسؤولها السياسي، وذلك للمرة الأولى في الدوحة. ويتوقع أن تستمر المحادثات أربعة أيام على الأقل.
وقال خليل زاد على "تويتر" "انتهيت للتو من غداء عمل مع الملا بارادار وفريقه. أول مرة نتقابل فيها. الآن نتجه إلى المحادثات".
وأودت الحرب الأفغانية بحياة نحو أربعة آلاف مدني خلال العام الماضي، منهم عدد قياسي من الأطفال مما جعله أكثر الأعوام دموية بالنسبة للمدنيين الأفغان، منذ بدأت الأمم المتحدة توثيق عدد الضحايا قبل عشرة أعوام.
ووصل بارادار إلى الدوحة أمس الأحد لكن مصادر قالت إن من غير المؤكد أن يحضر كل الاجتماعات التي توقع دبلوماسيون في كابول أن تركز على إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حلول الطقس الدافئ في الربيع الذي يسهم في تصاعد القتال كما حدث في العام الماضي.
وانتهت آخر جولة من المحادثات في قطر خلال يناير.
وأطلقت باكستان سراح بارادار، المقاتل المخضرم صاحب النفوذ الكبير داخل الحركة، من السجن في أكتوبر، وينظر لتعيينه على نطاق واسع باعتباره مسعى جديدا من جانب "طالبان" للخروج من النشاط السياسي والدبلوماسي السري إلى العلن.
وكانت "طالبان" قالت الأسبوع الماضي إن بارادار اختار فريقا من 14 عضوا للمشاركة في المحادثات وإنه لن يذهب إلى قطر لكن خططه تغيرت أمس الأحد.
ويرغب المفاوضون الأمريكيون، الذين يجرون جولات محادثات مع زعماء "طالبان" منذ العام الماضي، في مشاركة بارادار في المحادثات حتى يتمكن من حل نقاط رئيسية شائكة منها توقيت وقف إطلاق النار، والانسحاب المحتمل للقوات الأجنبية، بحسب "رويترز".
ويرفض مسؤولو "طالبان" حتى الآن عرض الحكومة الأفغانية إجراء محادثات مباشرة لكن كابول تخطط لعقد مجلس كبير لشيوخ القبائل والزعماء السياسيين الشهر المقبل لبحث سبل إنهاء تمرد "طالبان".
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم الحركة إن من المتوقع أن يركز مسؤولو الولايات المتحدة و"طالبان" على تفاصيل اتفاق إطار عمل جرى التوصل إليه بشكل مبدئي الشهر الماضي وهو انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات من طالبان بألا ينشط المتشددون على الأراضي الأفغانية أبدا.