يومًا
بعد يوم يُصبح المشهد أكثر سوداوية في اليمن أمر أكدته الأنباء المتواردة حول
أوضاع الأطفال الذين يعانون ويلات الحرب، حيث وصل الأمر أن يتم بيعهم ولو في صورة
زواج مقابل حصول أسرهم على أبسط حقوقهم المشروعة ألا وهي الطعام والشراب والمأوى،
حتى وإن كان الثمن هو أحد أبنائهم.
تسببت
الحرب اليمنية في موجات متتالية من غلاء الأسعار تجاوزت الـ 10 أضعاف في بعض السلع
خلال الأشهر الأخيرة مقابل انخفاض الدخل، مما دفع بعض الأسر للقيام بمحاولات يائسة
لتأمين متطلباتهم من الطعام والمأوى.
ظاهرة
هي الأغرب حول العالم، حيث قامت إحدى الأسر اليمنية بتزويج بنتها البالغة من العمر
3 أعوام فقط، وذلك مقابل الحصول على غذاء ومأوى لباقي الأسرة، خاصة وأن أسعار
المواد الغذائية ارتفعت في اليمن بشكل فوق الحد، الأمر الذي جعل كلفة الأطعمة
الأساسية خارج متناول الكثيرين وذلك بحسب منظمة أوكسفام اليوم.
وأشارت
المنظمة، إلى أن الأسر في محافظة عمران باليمن، لجأوا إلى تزويج بناتهم (لم يتجاوز
عمر إحداهنّ ثلاث سنوات) مقابل شراء الغذاء والحصول على المأوى لإنقاذ ما تبقى من
الأسرة.
وأكدت
المنظمة، أن الدول الغنية تجتمع بجنيف للتعهّد بتقديم المساعدات في إطار الأزمة
الإنسانية باليمن والتي وضعت ما يقرب من عشرة ملايين نسمة على شفا المجاعة، منذ
تصاعد النزاع.
وعلى
الرغم من أنّ الزواج المبكر لطالما كان ممارسة قديمة في اليمن فإن تزويج البنات في
سنّ مبكرة كهذه كمحاولة يائسة للحصول على الطعام لهو أمر صادمٌ بالفعل.
وعادة
ما تعفى الفتيات الصغيرات من إتمام الزواج حتى بلوغهن الحادية عشرة ولكنهنّ يجبرن
قبل ذلك السنّ على القيام بأعمال منزلية في منزل أزواجهن.
وكانت
حنان ذات التسعة أعوام تذهب إلى المدرسة لكن منذ أن تزوجت، توقفت عن ذلك، حيث تقول
"تضربني والدة زوجي باستمرار، وحين أهرب إلى منزل والدي، يضربني هو أيضًا
بسبب هروبي، لا أريد أن أتزوج، كلّ ما أريده هو العودة إلى المدرسة".
واعترف
والدا حنان واللذان زوّجا كذلك أختها الصغيرة والبالغة ثلاث سنوات من العمر، أنهما
ارتكبا خطأً بتزويج ابنتهما في هذا السنّ المبكرة، ولكنهما شعرا أن ذلك الزواج كان
الخيار الوحيد المتاح لهما، فالمهر المدفوع في مقابل الزواج كان السبيل الوحيد
لبقاء سائر أفراد الأسرة.