بعد مرور 36 عاماً على واقعة إقتحام «الحرم المكي» علي يد جهيمان محمد الروقي العتيبي، ظهر مجدداً الحفيد عمر عبدالهادي عمر العتيبي، ليؤكد فكر «جده» المتطرف ويفجر نفسه في رجال أمن الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة أثناء تناولهم طعام الإفطار في أواخر شهر رمضان المبارك ، في واقعة دانتها كافة دول العالم.
«العتيبي» .. وبداية الفكر تكفيرية
الفكر التكفيري لهذه العائلة أسسه جهيمان العتيبي الجد، والذي تبنى خلاله التمهيد لقدوم ما سماه بـ «المهد المنتظر»، وقام بتأسيس الفتاوى للجهاد بعد الرسائل السبع التي طبعت في الكويت، وذلك في محاولة منه لتأليب الرأي العام السعودي علي الأسرة الحاكمة، وبعدها تقابل العتيبي مع محمد بن عبد الله القحطاني وأقنعه بأنه «المهد المنتظر» ليحرر أمة الإسلام و ينشر العدل بين الناس.
وفيما أقنع «العتيبي» قيادات الدفاع السعودية بإلقاء محاضرات في مساجد الثكنات والقواعد العسكرية، و ذلك لنشر فكره التكفيري، ومع بداية موسم الحج عام 1440 هجرية قام «العتيبي» بإصطحاب مهديه المنتظر و 600 مقاتل بينهم 70 يمنياً من قبيلة «العتيبي» واستمر الهجوم حتى المساء مع قدوم قوة سعودية و تمكنها من الإستيلاء على موقع الحادث و تحرير الرهائن في معركه خلفت وراءها 28 قتيلا من صفوف مقاتلين العتيبي و 17 جريح في صفوف قوات أمن الحرم و المصليين .
البلد الحرام وخطر إمتداد الإرهاب
وتعد تفجيرات الأمس الأثنين توسعاً لرقعة الحرب التي تهدد الأمن القومي للمملكة العربية السعودية، والتي تقود التحالف الدولي في حرب ضد صالح و الإنقلابيين في اليمن لإستعادة الشرعية من جهة، ومحاربة الفكر المتطرف داخل المملكة والذي استطاع أن يقنع الشباب السعودي وغيره داخل المملكة بتنفيذ عمليات إنتحارية في البلد الحرام بدوافع خفية من جهة أخرى.
وهذه لم تكن المرة الأولى الذي يضرب فيها الإرهاب المملكة السعودية، فسبق وأن شهدت سلسلة هجمات هناك منذ أواخر العام الماضي أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص معظمهم من الأقلية الشيعية وقوات الأمن.