أكد عزالدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن مشكلة تناقص المياه الصالحة للشرب من أهم المشكلات التي تواجه مصر في الآونة الأخيرة، مشددا على أهمية تدوير وتحلية المياه المالحة التي تعتمد في الأساس على تقنيات الأغشية في مصر.
خلال ذلك خلال افتتاحه المؤتمر الدولي الثالث لتحلية المياه في مصر والشرق الأوسط، موضحا أن المؤتمر يأتي مواكبا لتوجيهات القيادة السياسية التي تركز دائما على تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية المتاحة لتأكيد الاستخدام المستدام وبما يحقق حاضرا مشرقا لكل المصريين وغدا أكثر إشراقا للأجيال القادمة.
الحل الأمثل لمشكلة تناقص المياه
وقال أبوستيت: الحل الأمثل لمشكلة تناقص المياه الصالحة للشرب لن يأتي إلا بالتعاون بين المراكز والهيئات البحثية المختلفة مع الشركات والهيئات التابعة للقطاع الخاص من خلال تشجيع الاستثمار في مشاريع تحلية المياه لما له من مردود إيجابي في توفير المياه في المناطق النائية، وفى هذا الخصوص قام مركز بحوث الصحراء التابع للوزارة بعمل تحالف وطني يضم كل الجهات العلمية المهتمة بأبحاث تحلية المياه كما أن نقل الخبرات من وإلى الدول العربية والدول الافريقية سوف يساعد على تحقيق هذا الهدف الذي نسعى لتحقيقه.
وأضاف وزير الزراعة أن مصر من أوائل الدول التي اهتمت بشكل خاص بمشكلة نقص المياه منذ إنشاء معهد فؤاد الأول لبحوث الصحراء والذي أصبح بعد ذلك مركز بحوث الصحراء ليعكس مدى اهتمام القيادة السياسية بقضية الصحراء والتصحر والجفاف ونقص المياه، ثم قيام وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتكليف مركز بحوث الصحراء في إجراء الدراسات اللازمة لحل المشكلات التي تواجه مصر في مجال تحلية المياه.
ضرورة تحلية المياه
وأضاف وزير الزراعة أن حصة المواطن من المياه تتناقص مع الزيادة السكانية ومن هنا تأتي ضرورة تحلية المياه من خلال أيضا تصنيع الأجهزة ومحطات التحلية في مصر بدلا من استيرادها، وأشار أبوستيت إلى أن خطوات واسعة يشهدها العالم حاليا في مجال تكنولوجيا التحلية وطالب بتعاون المؤسسات الأخرى وأيضا منظمات المجتمع المدني مع مركز التميز البحثي بمركز بحوث الصحراء لإنشاء محطات التحلية مضيفا: ما كنا نستطيع الزراعة في بعض المناطق الحدودية مثل الشلاتين إلا من خلال تحلية مياه البحر.
من ناحيته قال نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء، إن المركز هو من أقدم المؤسسات البحثية في دراسة علوم الصحراء والذي افتتح رسمياً في 30 ديسمبر 1950 تحت اسم معهد فؤاد الأول للصحراء واستمر حتى صدور القرار الجمهوري رقم 90 لسنة 1990 بإنشاء مركز بحوث الصحراء كهيئة علمية لها الشخصية الاعتبارية ويختص بدراسة علوم الصحراء واستكشاف الموارد الأرضية سواء كانت موارد أرضية وموارد مائية ونباتية وحيوانية، كما يختص المركز بمكافحة التصحر وإجراء الدراسات الاقتصادية والاجتماعية في البيئات الصحراوية.
مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه
وقام المركز بتأسيس مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه بهدف إجراء الأبحاث التي تؤدى إلى خفض تكلفة تحلية المياه محلياً، وقد نجح المركز في تكوين فريق بحثي متميز من الشباب من الشباب في شتى مجالات تحلية المياه وتم تكوين تحالف وطني علمي لتحلية المياه عن طريق عمل برتوكولات تعاون بين المركز والعديد من الجامعات والمراكز البحثية الصناعية في مصر.
مجالات تحلية المياه
ويضم المركز العديد من الأجهزة التي تعتبر الأحدث في العالم في مجالات تحلية المياه كما يضم المركز أيضا ولأول مرة في مصر قم المركز والجهات المشاركة في تنفيذ خط انتاج نصف صناعي لأغشية الضغط الأسموزي المنعكس المستخدمة في تحلية المياه محليا وبأيدي مصرية 100 %. وقد ساعد نجاح هذا المشروع في أن يكون مركز بحوث الصحراء نقطة الاتصال الوطنية (Focal Point) في مجال تحلية المياه وذلك بنجاحه في الفوز بمشروع تأسيس التحالف القومي للمعرفة والتكنولوجيا في مجال "تحلية المياه " والذي يهدف إلى تصنيع مكونات محطات تحلية المياه محليا وفي هذا الإطار فإنني أتقدم بالشكر الجزيل لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجبا وجمعية مصر الخير وكافة الجهات المشاركين في التحالف الوطني لتحلية المياه.
وـضاف مصيلحي أن المؤتمر يهدف إلى إيجاد الفرصة الجيدة لمشاركة الخبرات بين صانعى القرار فى مجال صناعة تحلية المياه والبيئة كما انه ايضا يعمل على تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى مشاريع تحلية المياه من خلال تقديم فرص الاستثمار فى مجالات البناء والتشغيل والصيانة و نقل وتوطين تكنولوجيا التحلية فى العالم العربى من خلال حث الشركات المتخصصة في مجال تحلية مياه لإنشاء مصانعها في المنطقة و رفع مستوى العاملين في مجال التحلية من خلال التدريب وإعادة التأهيل ونقل الخبرات.
ويتناول المؤتمر محاور:
مشكلة ندرة المياه والبيئة
تحلية المياه المسوس ومياه البحر
تقنيات تحلية المياه المتقدمة
استخدام الطاقة المتجددة فى تحلية المياه
تحلية المياه الجوفية
محطات تحلية المياه صغيرة الحجم
معالجة المياه بالطرق المتقدمة
من جانبه أكد المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي أن الدولة تنتج يوميا 25 مليون متر مكب من مياه الشرب 85% منها من مياه النيل والباقي من المياه الجوفية والبحر وأضاف أن الدولة تتوسع حاليا في إنشاء محطات التحلية وتوطين التكنولوجيا من أجل تخفيض التكلفة.
تحلية المياه أهمية قصوى
وأمام المؤتمر قال الدكتور محمود أبوزيد وزير الموارد المائية والري الأسبق ورئيس المجلس العربي للمياه إن التحدي الذي تواجهه مصر والدول العربية في نقص المياه جعل من موضوع التحلية أهمية قصوى وأيضا البحث عن مصادر أخرى للمياه مثل الاستفادة من مياه الأمطار والسيول والصرف الصحي والزراعي.
وأشاد المشاركون في المؤتمر بجهود مركز التميز المصري لابحاث تحلية المياه بمركز بحوث الصحراء في مجال تحلية المياه حيث استعرض حسام شوقي مدير المركز الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية والخطة المستقبلية للتوسع في إنشاء محطات التحلية وصناعتها بأيدي مصرية لتقليل التكلفة.