عبد السلام النابلوسي اسم تربع على عرش الرومانسية عبر سنوات طوال عرف بضحكته المصحوبة بالغرور واشتهر في عالم السينما خلال فيلم شارع الحب بـ"حسب الله السادس عشر"، والذي تمر اليوم ذكري رحيله.
تعود بدايات "النابلوسي" إلى الشاب المستهتر، ابن الذوات في أفلام عديدة منها "العزيمة" و"ليلى بنت الريف" و"الطريق المستقيم"، إلا أنه تحول إلى أدوار صديق البطل لكبار النجوم، والمطربين حيث اتجه إلى تقديم الأدوار الكوميدية التي سلطت الضوء عليه، واشتهر بمدرب الرقص الذي ينتمى إلى الطبقة الراقية، لم تقتصر أدواره الفنية على الأدوار الثانوية فقط، ولكنه قام بالعديد من الأفلام السينمائية، ومنها "حبيب حياتى" و"عريس مراتى" و"وبين السماء والأرض" و"الفانوس السحرى" و"حلاق السيدات" وكان الأخير من إنتاجه إلا أنه فشل ليشكل أول أزمة مالية له.
بالإضافة إلى ذلك عمل "النابلسي" في الصحافة الفنية والأدبية ومنها مجلة مصر الجديدة، واللطائف المصورة، والصباح.
وجاءت الفرصة الأولى للنابلسي، في السينما على يد السيدة آسيا، في فيلم "غادة الصحراء" من إخراج وداد عرفي، في عام 1929.
وفي عام 1951 رحل إلى لبنان بعدما ازدادت مشاكله مع الضرائب والتي بلغت 13 ألف جنيه في حينها ولم تصلح محاولاته لتخفيضها إلى 9 آلاف، وأخذ يرسل لمصلحة الضرائب حوالة شهرية بمبلغ 20 جنيهًا فقط،الأمر الذي يعني أن تسديد المبلغ المستحق عليه سيستغرق 37 عامًا، وهو ما اعتبرته مصلحة الضرائب دليلًا على عدم جديته في السداد فقررت بعد ثلاث سنوات من رحيله أي في عام 1965، الحجر على أثاث شقته المستأجرة في الزمالك والتي لم تكن بقيمة المبلغ المطلوب، وظلت القضية معلقة حتى وفاته في عام 1968 رغم تدخل العديد من رموز الفن في مصر وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، لحلها.
وفي عام 1963 أصبح مديرًا للشركة المتحدة للأفلام وساهم في زيادة عدد الأفلام المنتجة كل عام في لبنان ومثل في أفلام فاتنة الجماهير، وباريس والحب، وأفراح الشباب، وأهمها مع الفنانة صباح، والتي كان شاركها من قبل في أفلام شارع الحب، والرباط المقدس.
تزوج "النابلسي" في سن الستين من إحدى معجباته تدعى جورجيت سبات، وقام بإتمام إجراءات الزواج بفيلا صديقه فيلمون وهبي دون علم، أسرة الفتاة والتي دخلت معه في صراع مرير أرغمته خلاله على تطليقها قبل أن تحكم المحكمة بصحة الزواج ويتم الصلح بينهم.
وعانى عبد السلام النابلسى من مرض القلب أكثر من عشر سنوات، لكنه تعمد إخفاء ذلك المرض عن المنتجين والمخرجين حتى لا يتم استبعاده عن العمل الفنى نظرا لسوء حالته الصحية، وأصر أن يفضل عمله الفنى على صحته.
تلاحقت الأحداث سريعا في الأشهر الأخيرة في حياة النابلسى، بعد أن أعلن "بنك إنترا" في بيروت إفلاسه، والذي كان معناه إفلاس النابلسى تماما، لأنه كان يضع كل أمواله في هذا البنك، فزادت بعدها شكواه من آلام المعدة، حتى إن الفنانة صباح، كانت ترافقه في تونس، أثناء تصوير فيلم "رحلة السعادة"، وكانت تسمع تأوهات ألمه من الغرفة المجاورة، وبعد عودته من تصوير الفيلم، ازدادت حالته سوءا إلى أن امتنع عن الطعام والشراب، حتى رحيله في 5 يوليو عام 1968 حيث لفظ أنفاسه الأخيرة قبل دخوله المستشفى.