يعتبر منظومة الغاز الطبيعي في مصر من المنظومات المتطورة بشكل مستمر، ويرجع ذلك نتيجة لاكتشاف العديد من حقول الغاز الطبيعي خلال المرحلة الماضية، والتي من بينها "حقل ظهر" و"النورس" وغيرها التي تم اكتشافها مؤخرا، مما أطفى على شكل الطاقة طفرة هائلة خاصة في مجال السيارات، ما دعي الحكومة المصرية للتوجه نحو تحويل السيارات التي تعمل بالمواد البترولية للعمل عن طريق الغاز خلال المرحلة المقبلة، من أجل تقليل استهلاك الوقود، باعتباره ثروة قومية تحاول الدولة الحفاظ عليها، عبر تقليل الاستهلاك، وأحد الحلول أمام الدولة للتوجه نحو لرفع أسعار المحروقات.
وهو ما أكد عليه خبراء ومسئولي السيارات، بأن تغير نظام التشغيل من نظام البنزين إلى نظام الغاز الطبيعي، بعد رفع الدعم عن البنزين بشكل تدريجي، يساهم في توفير العملة الصعبة، وهو ما نستعرضه خلال التالي:
من جانبه قال اللواء حسين مصطفى، خبير السيارات، إن مبادرة مجلس الوزارة التي كلف بها البنك المركزي لتمويل أصحاب الملاكي والأجرة لتحويل السيارات للعمل بنظام الغاز الطبيعي بفائدة 5% خلال الفترة الماضية، موضحا أن تلك القروض ستساعد على تخفيف تكلفة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي.
وأضاف مصطفي لـ"أهل مصر"، أن هناك 250 ألف سيارة من السيارات تعمل حاليا في مصر بنظام الغاز الطبيعي بنسبة 4% من السيارات الموجودة داخل مصر، موضحا أن السيارات سوف تعمل بالنظامين الغاز والبنزين، حيث يتم نظام إدارة السيارة بالبنزين، ثم عند سير السيارة يبدأ باستخدام الغاز الطبيعي، وعند فراغ الأسطوانة الغاز، يتم التحويل على البنزين، ما يساهم في تقليل كميات البنزين المستهلكة، وبالتالي يقلل تكلفة تشغيل السيارة التي تنقسم إلي تكلفة الوقود، وتكلفة الصيانة.
وأوضح خبير السيارات، أن استهلاك متر مكعب من الغاز الطبيعي يسير نفس مسافة السير لتر البنزين المستهلكة، موضحا بذلك أن سعر تكلفة لتر مكعب الغاز تصل نحو 60% من تكلفة استخدام لتر البنزين المستخدم للسيارة، فيما يعتبر تكلفة الصيانة واحدة، وهو الأمر الذي يفيد المستهلك في النهاية، عبر تقليل التكلفة التشغيلية للسيارة، مشيرا إلي أن عملية تحويل السيارة من غاز إلى بنزين تساعد على تقليل عوادم السيارات التي تسبب الربو على الأطفال، وبعض الأمراض الخطيرة على المواطنين، ما يعني أن الغاز الطبيعي أقل ضررا على البيئة باعتباره صديق لها، بالإضافة إلي أن الغاز الطبيعي يزيد من كفاءة المحرك.
من ناحية أخري قال المهندس جمال عسكر، خبير السيارات وهندسة الطرق، إن محطات الغاز الطبيعي متوافرة في أنحاء الدولة، حيث يتم عملية تحويل السيارات للغاز الطبيعي عبر شركات الغاز الطبيعي ومراكز الصيانة، موضحا أن هناك سيارات حديثة مدعمة بالنظامين، وسيارات أخرى غير مدعمة، يتم تركيب أسطوانات في شنطة السيارة، تأخذ ثلث حجم الشنطة، مشيرا إلي أن هناك حجمين من الأسطوانات حجم 60 كيلو تسير بمسافة 160 كيلو تقريبا على الطريق، وحجم أخر 70 كليو، تسير مسافة حوالى 240 كيلو متر بالغاز فقط.
وأشار عسكر، أن عملية التحويل تتم من خلال مراكز الصيانة المعتمدة التابعة لنوع السيارة الخاصة بالمستهلك، حيث يتم تركيب أسطوانة الغاز في شنطة السيارة مؤمنة بشكل كامل، وبلف أمان، والكمبيوتر المختص بالغاز متوافق مع كمبيوتر ميكانيكا السيارة، وبالتالي تتم عملية التناغم بينهم، ومنظم غاز، وجهاز حقن، وعداد لضبط الغاز، ومفتاح التحكم داخل السيارة لحرية الاستخدام، ما بين الغاز والبنزين، ولم يحدث أي تأثير على ماتور السيارة.