أشهر كباري الزمان كما أطلقوا عليه في نهاية القرن التاسع عشر، والذي تم بناؤه بأمر عالي من الخديوي إسماعيل سنة 1869 أثناء بناء منطقة سراي الجزيرة بغرض إقامة كوبري ضخم يربط بين القاهرة والجزيرة بتكلفة 113 ألف و 850 جنيه مصري وقامت شركة فرنسية ببنائه، ليكتمل بناؤه في منتصف عام 1871.
قرن ونصف مضى على إنشاء أول كوبرى ثابت على نهر النيل فى مصر، حيث يوجد بالقرب من ميدان التحرير، وهو أول كوبري أنشأ في مصر للعبور على النيل، ويتميز بتلك التماثيل الأربعة للأسود القابعة عند مدخلي الكوبري المصنوعة من البرونز، وتقرر حينها فرض "رسوم عبور" حسب نوع المار بالجسر فالرجال والنساء ربع قرش والأطفال والغزلان معفيين من الرسوم والعربات المليئة بالبضائع قرشين والفارغة قرش.
كوبري قصر النيل
سبب تسميته بقصر النيل
سُمى الجسر بكوبري قصر النيل نظرًا لأنه كان يوجد قصر كبير على النيل من جهة ميدان التحرير يسمى قصر النيل أنشأه محمد على لإبنته زينب، ولما تولى سعيد باشا الحكم قام بهدم القصر وتحويله لثكنات للجيش، قد احتلها الإنجليز بعد احتلالهم لمصر وبعد جلاءهم تم هدم الثكنات وبناء جامعة الدول العربية وفندق هيلتون وبعد 59 سنة من إنشاء الكوبري تم عمل كوبري جديد مكان الكوبري القديم يفي بحاجة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة ويتلاءم مع ما وصلت إليه القاهرة من عمران في عهد الملك فؤاد الأول.
صورة لكوبري قصر النيل سنة 1906
وقام فؤاد الأول بوضع حجر أساس الكوبري الجديد في 4 فبراير عام 1932 إحياءً لذكرى والده فقد أطلق عليه اسم "كوبري الخديوي إسماعيل" بتكلفة بلغت 291,955 جنيها, وقام الملك فؤاد الأول بافتتاحه في 6 يونيو عام 1933.
وفقا لموقع "الملك فاروق الأول ملك مصر" فإن الملك فؤاد سمّاه أيضًا "أبو الأشبال" وأحيانا أخرى "أبو السباع"، وذلك لوجود أربعة من الأسود على المدخل والمخرج، وعلى طريقة نجوم السينما تصدر الأسد "أبو الأشبال"، واقفاً على منصته الحجرية، غلاف مجلة (المصور) فى عددها فى 9 يونيو عام 1933، الذى رصدت فيه الاحتفال العظيم الذى أقامه الملك فؤاد الأول فى افتتاح الكوبرى فى السادس من يونيو من العام نفسه.
صورة الملك فؤاد يضع حجر الأساس الأول لتجديد كوبري الخديوي
حكاية الأسود الأربعة
أما أسود كوبرى قصر النيل الأربعة، فكلّف الخديوى إسماعيل، شريف باشا ناظر الداخلية فى إبريل 1871 بالاتصال بالخواجة جاكمار لعمل 4 تماثيل واقترح جاكمار بدوره أن تكون تلك التماثيل متوسطة الحجم وكلف لجنة من المثال أوجين جليوم والمصور جان ليون لتتولى مهمة الإشراف على صناعة التماثيل، وخصص مبلغ 198 ألف فرنك للإنفاق على المشروع.
وتم تصنيع التماثيل من البرونز فى فرنسا ونقلت إلى الإسكندرية ومنها إلى موضعها الحالى على مدخلى كوبرى قصر النيل، وبعدها التصق اسم "أبو السباع" بالخديوى إسماعيل كنية لكل من يحمل هذا الاسم.
وفى الاحتفال بافتتاحه أقيم سرادق واسع عند مدخل الكوبرى من جهة الجزيرة حيث اجتمع المدعوون، من وزراء وعظماء أجانب ومصريين حول جلالة الملك فؤاد الأول، الذى سار موكبه على الكوبرى فكانت سيارته أول سيارة اجتازت الكوبرى.