في صباح باكر كانت الأمور تسير بشكل طبيعي داخل محطة رمسيس وبالتحديد على رصيف 6 كانت كل أحمد جمال ينتظر استقلاله القطار المتجه إلى محافظة الإسكندرية برفقة صديقه الذي لم يتخطي عمره الـ26 عاًما حاملين حقائبهم على ظهورهم.
وفي لحظة لم يتوقعها مستقلين رصيف محطة مصر، أن توقع كارثة تودي بحياة 25 شخَصًا وإصابة العشرات اليوم، فور سير جرار بسرعة جنونية، واصطدم بالرصيف بصدادة حديد داخل المحطة وأحدث انفجارا كبيرا.
اقرأ أيضا.. شهود عيان يرون لحظات كارثة قطار محطة مصر: "معظم الضحايا من الباعة الجائلين" (فيديو)
يقول أحمد جمال أحد الناجيين من الحادث وتظهر عليه علاما الخوف، والفزع :" لقينا الجرار داخل المحطة بسرعة أنا عمري ماشوفت سرعة كده، لحظة ما كل الناس بتجري لما انتبهت، أن الجرار مش هيقف كانت بتحاول تهرب راحت النار ماسك فيها، أرواح الناس كانت على كف عفريت، كنا زمنا بقينا فحم" بحسب وصفه لـ"أهل مصر".
"فجأة سمعنا واحدة بتصرخ ابعدوا ابعدوا هنموت كلنا طلعنا نجري لقينا المنظر حاجة تقطع القلب كأننا في محرقة"، هكذا وصف "فهمي ج" المشهد أمامه وكأنه في مخيلته لحظات الواقعة التي تسنى له رؤيتها، مكملا أنه ساهم في نقل المصابين لداخل الكافتريات بالمحطة التي تحولت لمنطقة أشبه بالمستشفى بتراكم الجثث والمصابين فيها، أن الحادث سيؤثر سلبا أيضا على عمله بسبب إلغاء الرحلات والتي لن تمكنه من قريته كالمعتاد.
وسرعان مايهرول "إبراهيم الشيخ" من ناحية ساحة المحطة والدموع تنهمر من عينيه "حد يشوف أخويا..أخويا مش لاقيه يااارب استرها معانا يااارب احنا مالناش غيرك"، ليجلس أمام كافتيريا الحسيني التي تصادم جرار الموت وأخذ يبحث على ماتبقي من شقيقه الذى كان ذاهبًا إلى أسرته في محافظة الاسماعيلية.
وفور تفقد "أهل مصر" أجواء المشهد المأسوي وقف عم أشرف يرتدي عفريته عامل النظافة الذى كان على شريط سكة الحديد قبل قدوم القطار بلحظات أثناء نظافة شريط السكة الحديد:" كنت شغال عادي، وفاجئة لقيت المشرف بيقولى إوعى ياعم أشرف القطار جاي بسرعة اطلع وروحت طالع.. كان ممكن أكون من ضمن الجثث اللي اتفحمت دي لولا المشرف ربنا يكرمه أنقذنى كان زمانى كنت ميت"، مكملاً: " أنا بقالي 4 شهور هنا في المحطة منقول من المخزن.. كان قلبي حاسس إن هتحصل حاجة النهاردة".
وفي تمام الساعة 9.50 من صباح اليوم الأربعاء، صور دامية يتداولها رواد "السوشيال ميديا" جميعها تشير بنشوب حريق داخل محطة مصر إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
وتلقت غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغا يفيد بتصاعد أدخنة من محطة مصر، وعلى الفور تم الدفع بـ 10 سيارات إطفاء وخبراء المفرقعات و شرطة النقل والمواصلات للوقوف على ملابسات الواقعة.
وتبين بالفحص المبدئي نشوب حريق بأحد القطارات نتيجة اصطدامه بالرصيف رقم 5، وانفجار خزان الوقود مما أسفر عن وقوع إصابات، وجارى الدفع بسيارات الإسعاف لنقل المصابين.
اقرأ أيضا.. حادث قطار محطة مصر .. مشرحة زينهم تستقبل 11 جثة
وكشف النائب العام، المستشار نبيل صادق، أن الجرار رقم 2310 مرتكب حادث قطار محطة مصر، أثناء سيره متجهًا إلى مكان التخزين تقابل مع الجرار رقم 2305، أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، ما أدى إلى تشابكهما، وحال ذلك دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادث.
وأضاف النائب العام، في بيانه، اليوم الأربعاء، أن قائد الجرار، ترك كبينة القيادة دون اتخاذ إجراراءات، وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الأخر رقم 2305، الذي رجع للخلف لفك التشابك؛ ما أدى إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث، دون قائده، عالية فاستصدم بالمصد الخراساني في نهاية خط السير داخل المحطة، فوقع الحادث الذي نتجة عنه وفاة 20 شخصا وإصابة 28 آخرين.