نيران تلتهم أجساد المارة، مشتعلون يهرولون يمينًا ويسارًا، صرخات تعلو في الأفق تبحث عن من يجندها، ودهشات الجميع تحاول استيعاب المشهد، الوضف السابق لم يكن سيناريو مشهد تلفزيوني بطولة السينارسيت وحيد حامد، لكنه واقع لمسه المتواجدون بمحطة قطار رمسيس "محطة مصر"، صباح أمس الأربعاء، عقب انفجار جرار قطار أثناء دخول المحطة، ما أسفر عن وفاة 26 شخصًا وإصابة 40 آخرين.
مع تداول مقاطع الفيديو الخاصة بالحادث عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، والتي أظهرت المشاهد الموصوفة سابقًا، بدأت النداءات تعلوا لماذا لا يتم تدريس مادة الإسعافات الأولية في المدارس، خاصة بعد نجاح شخص "منوفي" في نجدة المشتعلين وإطفائهم بجراكن مياة.
منفعة الإسعافات الأولية
في البدية علق الدكتور أحمد فرحات، الخبير التربوي، على عدم وجود حصص إسعافات أولية بالمدارس قائلًا: إن تطوير التعليم لابد أن يضع مناهج مخصصه للإسعافات الأولية الصحيحة للطلاب، مشيرًا إلى وقوع حوادث متعددة داخل أروقة المدارس وخارجها تحتاج إلى وعي وفهم الطلاب لخطوات يجب الإسراع في تنفيذها.
وأضاف "فرحات" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الإسعافات الأولية توعى الشخص بالطرق الصحيحة للتعامل مع الحرائق وإطفاء المحترقين، كما شهدنا في مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لحالات محطة مصر أمس، وبالتالي ستكون خطوة جيدة ومفيدة للمجتمع بالكامل سواء في داخل المدارس أو خارجها.
الزائرة الصحية السبب
ورأى الدكتور محمد عبد الله، الخبير التربوي، أن قديمًا كانت تخصص أوقات معينة لتعليم الأطفال الإسعافات الأولية، لكن مع تطوير المنظومة غفل مسئولو التعليم عن زيادة وعي الطلاب بالإسعافات الأولية وتدريبهم عليها، للتعامل مع أية حوادث طارئة قد تحدث سواء إصابات الطلاب في "حوش المدرسة" أو غيرها من الوقائع.
وأضاف "عبدالله" في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن اختفاء هذه الحصص يعود في المقام الأول إلى وجود الزائرة الصحية في المدارس، وبالتالي هي من تقومن بالإسعافات الأولية للطلاب حال وقوع أية حادثة، مناشدًا مسئولي التعليم على رأسهم الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بضرورة وضع مناهج دراسية لتعليم الطلاب الاسعافات الأولية للتعامل مع أية حوادث مثل حادثة اشتعال عدد من المواطنين في محطة مصر أمس.
منفعة عامة
وفي السياق نفسه، اتفق الدكتور أنس عبد المنعم، الخبير التربوي مع سابقيه، قائلًا: إن وجود مناهج مخصصة للإسعافات الأولية يخدم المجتمع في المقام الأول، فالطالب الذي يعرف جيدًا كيف يسعف محترق أو شخص أُصيب بكسر معين، يمكنه حينها التعامل بطريقة صحيحة وسريعة مع الحادث، وهذا يعد من المنفعة العامة التي يجب الإلتفات إليها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
