يحتفل مجلس وزراء الداخلية العرب فى اليوم الأول من شهر مارس من كل عام، باليوم العالمي للحماية المدنية (الدفاع المدني)، كمناسبة هامة بالاشتراك مع المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني بإصدار مطبوعات ومطويات تعمم على كل الدول العربية اعضاء مجلس وزراء الداخلية العرب لإثارة اهتمام الجمهور وتذكيره بالأهمية الجوهرية للحماية المدنية ودورها الحيوي الذي تقوم به في تقدم الدول ونمو اقتصادياتها، والعمل على تحسيسه وتوعيته بتدابير واجراءات الإعداد والوقاية والحماية الذاتية إزاء الحوادث والكوارث.
وفي إطار الاحتفالات العالمية بهذه المناسبة، أصدر الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب بمناسبة اليوم العالمي للحماية المدنية (الدفاع المدني) رسالة للتأكيد على دور رجل الحماية المدنية البناء فى مجتمعاتنا العربية وكذلك دوره فى مسألة رعاية الأطفال والحفاظ على سلامتهم وحمايتهم في كل مكان وفي أي وقت، فهي مسؤولية أسرية ومجتمعية، يتحملها ويتقاسمها الجميع من أسرة ومدرسة وأجهزة حكومية وجمعيات أهلية ووسائل إعلام..، بحيث تتآلف الجهود وتتضافر من خلال قيام كل جهة بدورها ومهامها وفقا لطبيعة عملها.
وأكد الدكتور محمد بن علي كومان على إن الأخطار التي تتهدد سلامة الأطفال تتغير بتغير أعمارهم، وتتنوع هذه الأخطار، سواء في المنزل أو المدرسة أو الشارع أو الأماكن العمومية، من حوادث الاختناق والحريق والبلع والسقوط والتسمم والغرق..، مما يحتم أن تكون سلامة الأطفال أولى الأولويات لدى كل المؤسسات وفي كل القطاعات وعند كل الجهات، حيث أن في أيامنا الحالية، نعيش عصر الرفاهية والتقنيات الحديثة، والاستخدام المفرط للوقود والكهرباء والغاز والأجهزة الإلكترونية والمعدات الصناعية ووسائل النقل والمنظفات والبتروكيماويات وغيرها التي قد تتحول إلى مصدر خطر مدمر إذا أسيء استخدامها، إذ أن عدم سلامة المفاتيح الكهربائية والمآخذ والتمديدات والقواطع وأسلاك التوصيل، وتمديد الأسلاك الكهربائية بالقرب من الأفران ومصادر اللهب، والعبث بالأجهزة وهي موصولة بالتيار الكهربائي، وتمديد الأسلاك تحت السجاد والفرش، هي مصدر خطر رئيسى يهدد حياة الصغار كما الكبار.
وشدد دكتور كومان على أن الخطأ الذي يقع في ثانية قد يجلب لنا سنين من الألم والندم، لذا يجب أن ينتبه أولياء الأمور للأخطار المحتملة لكي يتمكنوا من توفير الحماية اللازمة لأطفالهم من الأشياء التي لا يستطيع الأطفال حماية أنفسهم منها. وأفضل طريقة لذلك هي أن نحاول توقع كل ما يمكن أن يؤذى الطفل، ونعمل جاهدين على تجنبه سواء في البيت أو خارجه.
وأضاف أن من القواعد العامة لسلامة الطفل، توعية الآباء والأمهات بضرورة الانتباه للأطفال وتوجيههم نحو التعامل الآمن في البيت والمدرسة والأماكن العامّة، وتعويد أبنائهم على اتباع تعليمات السلامة وعدم التهاون بها وتجهيز المنازل بوسائل الحماية اللازمة وتوفير أدوات ومواد الإسعافات الأولية، وكذا تخصيص سلسلة من البرامج التوعوية والتثقيفية بالتعاون والتنسيق مع مختلف المعنيين بسلامة الطفل من مؤسسات حكومية وفعاليات المجتمع المدني.
وأكد الامين العام بالدور الأساسي الذي تقوم به مختلف أجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني) العربية من أجل ضمان أمن وسلامة الأفراد على العموم والأطفال على الخصوص، وذلك من خلال تنفيذ برامج سنوية محددة الأهداف تحوي مجموعة من الإجراءات والتدابير الهادفة إلى تعزيز انتباه الآباء والأمهات إلى المخاطر المحتمل أن يتعرض لها الطفل -على المستوى الجسدي والنفسي والذهنـي- وكيفية التعامل معها، وذلك من خلال إقامة العديد من الأنشطة، كإعداد وتوزيع الكتيبات الإرشادية وإجراء الندوات والحوارات الإذاعية والتلفزيونية ونشر المقالات الصحفية وتنظيم أيام "الأبواب المفتوحة" وعرض أفلام فيديو توعوية والقيام بمناورات وتمرينات وهمية لظروف وحالات وقوع حوادث للأطفال وعمليات التدخل للإنقاذ وتقديم الإسعافات لهم، وزيارة المدارس والمؤسسات التعليمية لتحسيس وتوعية التلاميذ والطلبة وتعريفهم بطبيعة الأخطار المنزلية وفي الشارع والأماكن العمومية وكيفية تفاديها والتعامل معها عند حدوثها.
وأشار الدكتور محمد بن علي كومان على أن موضوع أمن وسلامة الأطفال لقى اهتماما بالغا من قبل مجلس وزراء الداخلية العرب، انطلاقا من حرصه الدائم على اتخاذ كل ما من شأنه العمل على ضمان سلامة ورفاهية واستقرار وطمأنينة طفل اليوم ورجل الغد.
ودعا الدكتور محمد بن علي كومان الامين العام الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة من أجل وضع اشتراطات السلامة الواجب توفرها في المنازل والتجمعات السكنية والمدارس والأماكن العمومية، وتطوير مفاهيم ومبادئ ثقافة الوقاية والحماية الذاتية في مواجهة الحوادث لدى المواطن عامة والطفل خاصة، كما عملت الأمانة العامة على إعداد وتعميم العديد من الدلائل الإرشادية في موضوع السلامة وإنجاز مجموعة من الكتيبات والمطويات الإرشادية واعتماد العديد من التوصيات والقرارات ذات الصلة بالموضوع، إضافة إلى تنظيم ندوات وورشات تدريبية للفاعلين والمتدخلين في قطاع الأمن والسلامة، وذلك بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية باعتبارها الجهاز العلمي للمجلس.
وأننتهز معالية الفرصة والعالم يحتفي باليوم العالمي للحماية المدنية (الدفاع المدني)، لتجديد دعوة الجهات المختصة في الدول العربية إلى ضرورة دعم وتطوير أجهزة الحماية المدنية (الدفاع المدني) من خلال تزويدها بالعناصر الفنية والإدارية الكفؤة والمؤهلة، وتأمين كافة الوسائل والتقنيات الحديثة التي تساعدها على أداء مهامها على أكمل وجه، وإلى تكريم منتسبي هذه الأجهزة على تضحياتهم وتفانيهم، والتأكيد على أن سلامة الأطفال مسؤولية مشتركة بين مختلف مكونات المجتمع من آباء وأمهات وأولياء أمور ومؤسسات حكومية وغير حكومية وهيئات وطنية ودولية.