اعلان

معرضه "السوشيال ميديا".. أول رسام بـ "الهدوم والمكسرات والخضار": الصدفة قادتني إلى الموهبة.. وحيد: لوحة صلاح بالخضار وسعاد حسني بـ"اللبِّ".. ونفسي أبقى مشهور

استطاع أن يخلق لوحة فنية بعيدًا عن الورق والأقلام والألوان؛ ليتميز عن باقي الفنانين بموهبة مختلفة، جعلته أول رسام بـ «الهدوم والمكسرات والخضراوات»، فرسم أم كلثوم، وصباح، ومحمد منير، والسادات بالملابس، وسعاد حسني باللبِّ، و«أبلة فاهيتا» بالمكسرات، بينما تألق في رسم محمد صلاح بالخضراوات والأميرة ديانا بالخيط، وإيلى بـ «اليوسفي»، وغيرهم من المشاهير والشخصيات العامة، حتى أصبح يُحوِّل محيطه إلى «بورتريهات»، أثارت انبهار الجميع.

وفي ضوء حملة «إحنا معاك» التى أطلقتها «أهل مصر»؛ لاكتشاف المواهب الشابة، روى محمد وحيد، البالغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا، صاحب لوحات المشاهير المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى، قصته مع الرسم.

بداية الحكاية

«من صغرى بارسم».. بهذه العبارة استهل حكايته، بأنه بدأ يرسم منذ كان في المرحلة الابتدائية، فحين يقف المعلم لشرح الدرس، إذا بخياله يسبح في عالم آخر، ويرسم أشياء غريبة؛ لتكون في النهاية لوحات مميزة، جاذبة لانتباه من حوله؛ لاختلافه عن زملائه.

تدريجيًّا بدأ «وحيد» يطوِّر نفسه بشكل ذاتي خلال سنوات مراحله التعليمية. لم يشغل ذهنه سوى الرسم، حتى كان يتغلب على دراسته، مُنجذبًا نحو كل ما يتعلق بالرسم والفنون، رغم عدم دراسته بهذا المجال.

تعليمه.. اجتهاد ذاتي

لم يكمل «وحيد» تعليمه بعد الشهادة الثانوية بحكم فترة اغترابه بالسعودية، لكنه قرر السير في تجربة مختلفة؛ ليطوِّر نفسه في كل ما يخص الرسم، ويتابع الفنانين الأجانب، ويقلدهم، ويشترى الأدوات التى يستخدمونها؛ ليكتسب من خبراتهم، ويتعمق في الرسم، كما عكف على تعلم برامج التصميم بجميع أنواعها، مثل «الفوتوشوب» والمونتاج، وعمل بمجال الإعلانات، ولم يغفل يومًا عن حلمه الذي ظل أسير قلبه.

باحثًا عن التميز 

رغم إعجاب الجميع برسوماته في تلك المرحلة، والتى لم يكن يصدقها البعض، معتقدين أنها صورة وليست رسمًا، إلى أن يرَوْه على أرض الواقع وهو يرسم، إلا أنه كان باحثًا عن التميز، راغبًا في تحقيق شيء أعمق، لم يفعله أحد غيره، فيقول: «كان نفسى أعمل حاجة مختلفة».

وسط رسمه بالرصاص والألوان، كان يسعى لاكتشاف أمر جديد في الرسم على مدار ثلاث سنوات من عمره، في تجارب عديدة، فيردد «حاولت أن أرسم باللبان، ولكن النتائج لم تحقق الإبهار المطلوب».

الصدفة جعلته «رسام الهدوم»

حين كان يجلس في غرفته، وملابسه مُوزَّعة في كل مكان، إذا به يشعر بالفوضى مُقررًا ترتيبها، وعلى حد وصفه بدأ يفصل الملابس النظيفة، ويطويها، ثم يضعها في «الدولاب»، بينما المتسخة يلقيها على الأرض بشكل عشوائى، دون وعى منه بأنها سر في اكتشاف موهبته، وفي ظل تكراره العملية، فجأة التفت لثيابه الملقاة على الأرض.. نظر إليها بدهشة؛ ليراها بشكل مختلف بألوانها المتعددة ومقاساتها المختلفة، التى أثارت تفكيره؛ ليجعلها إحدى أدواته.

ويقول «وحيد»: «فضلت أسأل نفسى: ليه ما تكونش الهدوم باليتة ألوان، وأحاول أن أرسم بها؟»، فإذا به يخرج جميع ملابسه، ويلقيها على الأرض بجوار نظرائها، وبعد ذلك عاد يطويها بشكل خاص، ويقسمها حسب ألوانها، مشكلاً من خلالها ملامح شخصية، واختار رسم نفسه أول مرة؛ كتجربة بدائية استغرقت من 4 لـ 5 ساعات.

بعد انتهاء المهمة التى كانت نتيجتها بالنسبة له بمثابة انبهار، كانت أمامه مهمة أكبر، وهى خروجها للنور؛ ليشاهدها أصدقاؤه، مرددًا: «الرسم مهمة وتصوير.. الرسمة مهمة أكبر؛ لأنها لا بد من تصويرها من مكان مرتفع؛ لتظهر تفاصيلها». ووسط هذه الحيرة والتفكير قرر استخدام «السيلف ستك» أو (عصا السيلفي)، ويروي: «رفعتها لأعلى، وانبهرت بالنتيجة، كما هو حال كل من رآها على صفحتي بموقع فيسبوك».

جاء انبهار رواد «السوشيال ميديا» برسمة «وحيد»؛ ليُشكِّل دَفْعة له وتشجيعًا على ألاَّ يتوقف، فقرر أن يرسم المشاهير، وكانت البداية بـ«كوكب الشرق» أم كلثوم، ومن بعدها «العندليب» عبد الحليم حافظ، ثم الفنان محمد منير. يحكي: «كنت أعتكف بغرفتي أكثر من ثلاثة أيام؛ لأرسم بورتريه واحدًا، وأكرر الطريقة مُتحديًا نفسي لأبهر الجميع».

معرض على الـ «سوشيال ميديا»

لم يمتلك «وحيد» معرضًا خاصًّا به، مثل الفنانين التشكيليين، ولكن لم يبقَ ذلك عائقًا أمامه، فكان ينشر صور رسوماته واحدة تلو الأخرى على حسابه بموقع «فيسبوك»، فيبهر الجميع، وينبهر بردود أفعالهم من خلال التعليقات التى تحمل ثناء وحبًّا لما يعرضه. يقول: «شعرت أن صفحتى ستنفجر من المتابعين الذين يتزايد عددهم يومًا بعد يوم، ويشاركون صوري».

ومن الشخصيات السياسية التى تَعمَّقَ الفنان الشاب في رسمها الرئيس الراحل أنور السادات، حيث إنه لم يتوقف عند رسم الفنانين، ولكن بدأ يفكر في أمر آخر. يقول: «بعد فترة من التعوُّد على الرسم بالملابس، تأملت طرقًا مختلفة، وبدأت أنظر لكل شيء من حولى».

في إحدى المرات كان «وحيد» يتسلى بأكل اللبِّ، فقرر أن يرسم «السندريلا» سعاد حسني، وعلى نفس النمط رسم نجم الكرة محمد صلاح بالخضراوات، وأحمد حلمي بالخبز، وأبلة فاهيتا بالمكسرات، وأم كلثوم بالذرة المشوية، والأميرة ديانا بالخيط، و«بيكاتشو» بالموز.

تجربة «عرب جوت تالنت»

هل شاركت في برامج اكتشاف الموهبين؟ سؤال طُرِح على «وحيد»، فأجاب: «تلقيت عرض المشاركة في البرنامج، لكنى أخبرتُهم أن الرسمة الواحدة تحتاج إلى حوالى 5 أيام، فكيف أرسمها في دقيقتين على الهواء؟ هنا اقترحوا عليّ أن أدرِّب نفسى خلال الـ 5 أشهر المتبقية على موسم البرنامج».

يضيف «وحيد»: «بالفعل أخذت أتدرَّب على رسم صباح بالملابس.. بدأت بمدة بلغت 15 ساعة، وقبل قرب موسم عرض البرنامج، كنت وصلت لإنهائها في 15 دقيقة، وشعرت حينها بالإحباط؛ كوني لم أصل لدقيقتين بعد كل هذا المجهود، لكني قررت أن أحاول للمرة الأخيرة».

وتابع: «بالفعل أنجزتُها في مدة أقل، وانبهر بي أحمد حلمي»، مشيرًا إلى أنه لأول مرة يرى شخصًا يرسم بالملابس.

«باكمِّل تعليمى علشان الشهادة».. بهذه الجملة أفاد الشاب أنه يكمل تعليمه بعد تركه إيَّاه عقب المرحلة الثانوية؛ لأن شركات الإعلانات تنبهر بأفكاره، ويجتاز كافة الاختبارات التطبيقية،، لكنها ترفضه لعدم حصوله على شهادة.

حلمه المستقبلي

اختتم الشاب حديثه بأنه يحلم أن يمتلك في المستقبل معرضًا يضم رسوماته بطُرُقها المختلفة؛ ليكون معروفًا، ليس على مستوى الوطن العربي فقط، بل يعلم الجميع أن هناك فنانًا مصريًّا اكتشف طريقة رسم جديدة، ويصبح فنانًا مشهورًا في مختلف الفنون.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً