فى رحلة الفجر خرج مسرعا لمتابعة عمله بمستشفى الدمرداش التى تم انتدابه إليها، وما بين تفكير فى الذهاب إلى العمل مبكرا والعودة من جديد لأحضان أسرته بات صاحب الروح الحلوة طبيب المنيا يفكر فى كيفية اللحاق بقطار الخامسة فجرا، حتى انطلق القطار بالفعل متوجها إلى قاهرة المعز.
الدكتورة أسماء جويلى.. زوجة الطبيب أحمد حمدى محمود، تابعت رحلته فى خوف وشغف عبر اتصالات هاتفية جمعتهما حتى أغلق هاتفه بعد الساعة التاسعة صباحا وهو الموعد المقرر فيه وصوله إلى القاهرة لمباشرة عمله، حاولت الزوجة مرارا وتكرارا الاتصال بزوجها لكنها محاولات دون جدوى.
بدأت الزوجة رحلة البحث عن زوجها بعد أن سمعت عن حادث قطار محطة مصر، فلم تجد وسيلة بحث سريعة سوى نشر استغاثتها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للمساعدة فى العثور على زوجها الذى أغلق هاتفه، هرع رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وزملاء الطبيب المتغيب إلى نشر استغاثات ومشاركة استغاثة الزوجة حتى علم باقى أفراد الأسرة وتم التواصل مع وزارة الصحة خشية أن يكون الطبيب أحد مصابى أو ضحايا حادث محطة مصر، وبالفعل لم يتم العثور على اسم الطبيب من ضمن قائمة المصابين أو الضحايا وعاد الأمل من جديد لأسرته.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا للطبيب أحمد حمدى.. تارة يعلنون تواجده فى مستشفى شبرا وتارة أخرى بتواجده بمستشفى الدمرداش نظرا لإصابته، تجدد الأمل من جديد لدى أسرته فى إنتظار لحظة اللقاء بزوجته وإبنتهما الوحيدة جودى، وواصلت الأسرة رحلتها لكنها لم تعثر عليه من ضمن قائمة المصابين وفقد الأمل، وانتشرت أنباء عن وجود جثث متفحمة لعدد من الضحايا وبإجراء تحليل DNA بعد أن سافر والده تبين أن طبيب المنيا المتجه إلى عمله من ضمن قائمة الضحايا.
تم التعرف على جثة الطبيب يوم الخميس الماضى، الأمر الذى أحدث غضبا كبيرا ليس فقط بين الوسط الطبى لكن بين عامة الأهالى لكون طبيب المنيا ضحية القطار مشهورا بأنه "صاحب الروح الحلوة" الذى يجتهد بقدر ما يمتلك لمساعدة الأهالى، فضلا عن تمتعه بحسن الخلق بين أهالى المنطقة التى يقطن بها بمنطقة حى أبو هلال غرب مدينة المنيا.
واستعدت الأسرة وأهالى مدينة المنيا لتشييع جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير عقب أن أقيمت صلاة الجنازة عقب صلاة الفجر أمس الجمعة ليسدل الستار على جسده وتبقى سيرته العطرة بين أبناء وطنه.